بحث

الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان 

الكاردينال ساكو يتحدث عن هموم مسيحيي العراق وآمالهم

تحدث غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو عن أوضاع مسيحيي العراق وآمالهم وهمومهم، مشيرا على الموقع الإلكتروني للبطريركية إلى تراجع أعدادهم والأسباب التي أدت إلى هذا، مع الإشارة إلى عدم تلقيهم الدعم الحكومي بعد تحرير مناطقهم. كما وطالب السياسيين بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية والعراقيين بفتح حوار سياسي شجاع.

مسيحيو العراق إلى أين؟ تساؤل توقف عنده بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو متحدثا على صفحات الموقع الإلكتروني للبطريركية عن أوضاع المسيحيين وهمومهم وآمالهم. وبدأ غبطته مشيرا إلى ما وصفه بتراجع مقلق مذكِّرا بأن المسيحيين "مُكوَّن أساسي وأصيل في العراق. ولقد دافعوا عن قيم المواطَنة والأخوَّة الانسانية، وشكَّلوا أنموذجاً فاعلاً لها، وحافظوا على بلداتهم وكنائسهم وأديارهم، منذ فجر المسيحية وحتى سقوط النظام 2003، حيث طالتهم يد الارهابيين فخطفتهم وقتلتهم وفجّرت كنائسهم، كما حدث في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك عام 2010." ثم انتقل إلى سنة 2014 متحدثا عن احتلال تنظيم داعش الموصل وبلدات سهل نينوى، وتهجير المسيحيين وإحراق وتدمير معظم كنائسهم التي "كانت تعبِّر عن وجود مسيحي متجذر ومزدهر". وتابع غبطته: "واليوم بالرغم من تحرير مناطقهم إلا أنهم لم يلقوا أي دعم من الحكومة العراقية لإعمار بيوتهم وإصلاح البنى التحتية، بل اشتد الصراع على أرضهم لتغيير ديموغرافيتها وهذا ما يقلقهم ويخيفهم".

تحدث غبطة البطريرك ساكو بعد ذلك عن تقلص عدد المسيحيين بشكل كبير منذ عام 2003 أي بعد سقوط النظام، "فضلاً عن تدهور الوضع الأمني، وظهور التطرف الديني كالقاعدة، وبدء مسلسل التهديد والخطف والقتل حتى بين رجال الدين، وهيمنة الفساد والوساطات والفئوية (الطائفية والمحاصصة) على مؤسسات الدولة وإقصاء الكفاءات الوطنية ومجيء حكومات ضعيفة غير قادرة على فرض القانون وهيبة الدولة". وتابع: "لذلك هُمِّشَ دور المسيحيين، وشُّرعت قوانين مجحفة بحقهم. وكانت ذروة الظلم احتلال الموصل وبلدات سهل نينوى من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية وتهجير المسيحيين قسراً والاستحواذ على ممتلكاتهم، وفقدان الثقة وفرص العمل وحتى الأمر الوزاري بالوظائف التعويضية لم يُنفَّذ، فهاجر الكثير منهم الى بلدان الانتشار لضمان مواصلة تعليم أولادهم ومستقبلهم. وتُشير التقديرات إلى بقاء نحو نصف مليون مسيحي من أصل مليون ونصف قبل السقوط في عام 2003".

وفي حديثه عن هم مسيحيي العراق قال غبطة البطريرك: "أن يُرفَع عنهم الظلم والمعاناة وأن تحقَّق العدالة والقانون والمساواة لهم ولجميع المواطنين، فيستعيدوا ثقتهم ودورهم الوطني والاجتماعي والثقافي، ويساهموا مع الآخرين في رفع الوعي عند العراقيين بقِيَم المواطَنة، والتسامح والاحترام، وترسيخ العيش المشترك، فيدركوا أن ثمةَ مستقبلاً آمناً ومستقراً لهم ولأولادهم على هذه الأرض". ويتم هذا حسب ما ذكر الكاردينال ساكو "عندما تكون ثمة رؤية مستقبلية في دولة وطنية، تقوم على أسس الديمقراطية وحكم القانون والمساواة واحترام التنوّع، فيعمَّ في أرجاء العراق السلام والازدهار". ثم أكد غبطته أن على السياسيين العراقيين "أن يرتقوا الى مستوى المسؤولية في الحفاظ على المنجزات التي تحققت، وخصوصاً تفادي الانزلاق في حرب بالنيابة أمام التأزم الحالي بين جمهورية إيران الاسلامية والولايات المتحدة الامريكية، التي إن حصلت لا سمح الله، تُلحق بالمنطقة برمّتها المزيد من القتلى، والخراب والدمار والتشظّي، وتدفع الناس الى الهجرة والتشرد".

وختم الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان داعيا العراقيين إلى "فتح حوار سياسي شجاع، لوضع استراتيجية واضحة تتفق عليها كافة الكتل السياسية، وتكون بمثابة وثيقة وطن، وتعمل من أجل تنفيذها للخروج من الأزمات والمصائب المتكررة. على العراقيين أن يثقوا بأنفسهم وقدراتهم ووحدتهم، ويتَحدَّوا الواقع المؤلم، بالاتحاد والعمل والأمل فيُنجزوا أشياء عظيمة ودائمة لبلدهم ومواطنيهم".

04 سبتمبر 2019, 11:20