بحث

البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 

رسالة البابا تواضروس الثاني لعيد القيامة المجيد

التأمل في أحداث القيامة، في الأيام الثلاثة، جمعة الصليب وسبت الفرح والانتظار وأحد القيامة، أحد الانتصار، كان هذا محور رسالة القيامة لبابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني.

لمناسبة احتفال الكنيسة القبطية بعيد القيامة المجيد الأحد 28 نيسان أبريل، حسب التقويم الشرقي، وجه بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني رسالة هنأ في بدايتها الجميع "بهذا العيد الذي هو فرحنا الأول، حيث إيماننا وعقيدتنا في القيامة هي أساس المسيحية" حسب ما تابعت الرسالة التي نشرها موقع قداسة البابا. ثم تحدث البابا تواضروس عن أحداث القيامة متوقفا عند الأيام الثلاثة: "الجمعة والسبت والأحد، جمعة الصليب أو الجمعة الكبيرة، ثم سبت الفرح وهو سبت الانتظار، ثم أحد القيامة وهو أحد الانتصار. ثلاثة أيام غيرت تاريخ العالم وغيرت حياة الإنسان".

وفي حديثه عن اليوم الأول، يوم الصليب، قال البابا تواضروس إنه يوم الإيمان وإن قاعدة الصليب هي إيماننا. وذكّر في هذا السياق بما كتب القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية "مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2، 20). وتابع البابا: "يوم الجمعة هو الذي فيه قد تم وضع أساسنا في المسيح فاديا ومخلصا لكل إنسان. وعندما تقف معي أمام الصليب نتذكر قائد المائة. عندما طُعن جنب المسيح بالحربة خرج منه دم وماء، فقال قائد المائة هذه المقولة الشهيرة: "حقا كان هذا ابن الله" (متى 27، 54). وكان اعتراف قائد المائة، وهو كان رومانيا، اعترافا من العالم الوثني بما صنعه السيد المسيح من أجل كل إنسان. إيمانك أساسه هو الصليب الذي صُلب عليه السيد المسيح. وحوَّل السيد المسيح الصليب من العار والذل، حيث كان رمزا للموت وأيضا أداة للموت، حوَّله إلى أداة مجد وفخار نفتخر به كلنا".

ثم انتقل البابا تواضروس الثاني للحديث عن يوم السبت وقال "إنه سبت الفرح، ونطلق عليه أيضا سبت الانتظار وسبت الرجاء". وأضاف: "كان يوما مشحونا بالأمل ولكن في نفس الوقت كان مشحونا بالخوف وبالقلق وبالصبر". ثم ذكّر قداسة البابا بقراءة سفر الرؤيا في هذه الليلة "فـنقرأ عن الانتظار للخروج من الظلمة إلى النور ومن العالم إلى الأبدية".  

ثم يأتي فجر الأحد، وقال البابا تواضروس: "فجر الأحد هو يوم القيامة، ويوم القيامة هو يوم المحبة". وأضاف: "الله لم يترك النفوس تعيش في القلق أو الحزن أو الألم، لم يترك النفوس في هذه الصورة. الله اختار أن يكون فجر الأحد هو اليوم الذي صنعه لكي يملأ الإنسان حبا وفرحا. الإنسان الذي يمتلئ قلبه بالمحبة الإلهية هو الإنسان الذي يستطيع أن يعيش فرحا". ثم تساءل قداسة البابا من أين يأتي هذا الفرح؟ وقال مجيبا: "يأتي عندما يمتلئ قلب الإنسان بالحب، حيث يشعر أن يد السيد المسيح التي كانت على الصليب قد امتدت إليه وإلى قلبه مصحوبة مع قطرات الدم الذي سال على الصليب. كانت قطرات حب من أجل كل واحد ومن أجل خطية الإنسان ومن أجل أتعاب الإنسان. وجاء الله لكي ما يقوم من بين الأموات في فجر يوم الأحد. وصار أكبر تعبير يقدمه لنا المسيح في القيامة هو أنه يحب الجنس البشري".

وفي ختام رسالته لمناسبة عيد القيامة المجيد هنأ بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني الجميع، راجيا "أن يكون هذا العيد عيدا مباركا وعيدا مفرحا، عيدا نشعر فيه بالإيمان والرجاء والمحبة، ولكن أعظمهن المحبة، وهي محبة المسيح التي سكبها من أجل كل إنسان فينا".

30 أبريل 2019, 12:04