بحث

السفير البابوي في نيكاراغوا المطران سومرتاغ السفير البابوي في نيكاراغوا المطران سومرتاغ 

السفير البابوي في نيكاراغوا يشدد على أهمية السلام والغفران

أطلق السفير البابوي في نيكاراغوا المطران فالديمار ستانيسلاو سومرتاغ نداء من أجل السلام والغفران في هذا البلد الأمريكي اللاتيني الذي يمر منذ شهر أبريل نيسان الفائت بأزمة اجتماعية وسياسية تخللتها أعمال عنف ومصادمات أسفرت عن وقوع عشرات القتلى ولم تسلم منها الكنائس المحلية.

شدد سيادته على ضرورة ابتهال عطية السلام لنيكاراغوا مع العمل من أجل تضميد الجراح وزرع بذور المحبة كي نتمكن فعلا من مسامحة الآخرين الذي أساؤوا إلينا. واعتبر أن ابتهال عطايا الروح القدس مهم جدا بالنسبة لحياة المؤمنين كي يُتموا دعوتهم ويصيروا قديسين. وأضاف أن السفير البابوي أن هذا النداء الذي يوجهه إلى أبناء نيكاراغوا هو في الواقع نداء البابا فرنسيس الذي يكنّ محبة كبيرة لهذا البلد وشعبه، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكنيسة الكاثوليكية تعمل بلا كلل وفي مختلف أنحاء العالم من أجل الإسهام في بناء مجتمعات مسالمة ومصالَحة وهذا الأمر يتحقق فقط من خلال الحوار الذي هو السبيل الوحيد من أجل صالح الأمة بأسرها.  ولفت سيادته إلى أن الحوار الواجب إطلاقه في نيكاراغوا هو حوار الله نفسه وينبغي أن يحصل وسط العائلات ومع العائلات. وقال: إذا ما بذلنا هذا الجهد مع أُسرنا يمكن أن ننال أيضا السلام الحقيق، المفعم بالمحبة.

هذا ثم أكد المطران سومرتاغ أن الله الذي يحبنا يريد منا أن نكون حاضر ين في قلبه الإلهي. وشدد في هذا السياق على ضرورة القيام بأعمال المحبة مشيرا إلى الحماسة التي تميّز المؤمنين في نيكاراغوا المدعوين إلى التعطّش للرب الرحوم والرؤوف كي يتمكن جميع الرجال والنساء من طرح الأفكار السيئة جانباً. وحث سيادته المؤمنين على عدم نسيان القديسين الموتى والاحياء، ومن هذا المنطلق لا بد أن يقوم كل إنسان بفحص ضمير ويسأل نفسه عما يفعله في حياته اليومية كي يكون هو أيضاً قديساً وسط عائلته.  

وكانت الأزمة الاجتماعية والسياسية قد انطلقت في نيكاراغوا في الثامن عشر من أبريل نيسان من العام الماضي، بعد انطلاق تظاهرات احتجاج على الاقتطاع من معاشات التقاعد وإجراءات أخرى شاءها الرئيس أورتيغا. وبعد أن تراجعت الحكومة عن تلك الإجراءات استمرت التظاهرات وراحت تطالب باستقالة الرئيس ما حمل النظام على قمعها بالقوة وأسفرت الأمر – بحسب بعض المصادر – عن سقوط حوالي خمسمائة قتيل واعتقال العديد من المتظاهرين. وضمن هذا السيناريو حاولت الكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا أن تلعب دور الوسيط بين النظام والمعارضة، في وقت ندد فيه الأساقفة بانتهاكات حقوق الإنسان وغياب رغبة حقيقية بالحوار من طرف الحكومة. فصار الأساقفة ورجال الدين عرضة لتهديدات واعتداءات من قبل مجموعات مؤيدة للحكومة، ومع ذلك أعرب هؤلاء عن استعدادهم لاستئناف الحوار لصالح الشعب.   

17 يناير 2019, 11:44