بحث

أساقفة البرازيل أساقفة البرازيل 

مقابلة مع أمين سر مجلس أساقفة البرازيل بشأن الانتخابات الأخيرة

على أثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة في البرازيل أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سر مجلس الأساقفة المطران لويناردو ستاينر، الذي شدد على ضرورة أن تبقى الكنيسة الكاثوليكية إلى جانب الفقراء والمحتاجين وأن تكون منفتحة دوما على الإصغاء والحوار.

الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية البرازيلية جرت يوم الأحد الفائت وانتهت بفوز مرشّح اليمين جاير بولسونارو الذي نال نسبة خمسة وخمسين بالمائة من الأصوات، متقدما على منافسه اليساري فرناندو حداد بفارق عشر نقاط مئوية. أشار سيادته في المقابلة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية البرازيلية تبذل جهودا حثيثة من أجل مساعدة الأشخاص وهي تدعو على الدوام إلى الحوار والتعقّل والابتعاد عن الخطابات والأعمال العنيفة. وعبّر عن ارتياحه لكون عملية التصويت تمت بعيدا عن أي أعمال عنف أو حوادث تُذكر، لافتا إلى أنه آن الأوان ليرى البرازيليون ماذا سيفعل الرئيس الجديد. وذكّر بأن السلطة في هذا البلد ليست محصورة بيد الرئيس وحده نظرا لوجود سلطة المحكمة العليا والبرلمان ما يعني أن الرئيس لا يستطيع أن يفعل ما يشاء. وأشار إلى أنه ينبغي أن ننتظر في الوقت الراهن لنرى كيف سيتصرف الرئيس وإلى أي مدى سيكون منفتحا على السلم والحوار.

ولم يُخف الأسقف البرازيلي قلق مجلس الأساقفة حيال الكلمات التي تفوه بها الرئيس المنتخب فيما يتعلق بالسكان الأصليين والتي تبعث على القلق الكبير حول مستقبل هذه الشعوب. هذا فضلا عن المواقف التي عبّر عنها بولسونارو تجاه بعض الأحزاب، وذكّر ستاينر بأن الكنيسة وقفت على الدوام إلى جانب السكان الأصليين والفقراء والمهمشين. وقال إن الأساقفة ينتظرون من الرئيس الجديد أن يكنّ كل احترام للفقراء، وللبرازيليين العاجزين عن المشاركة في الحياة العامة، ولا يتمتعون بأي فرصة وسط المجتمع.

وفي رد على سؤال بشأن الخطوات التي ستتخذها الكنيسة في المرحلة المقبلة قال أمين سر مجلس أساقفة البرازيل إننا عازمون على التلاقي مع الأشخاص المستعدين للحوار حول المستقبل، لافتا إلى الشرخ الذي أحدثته الانتخابات الرئاسية الأخيرة وسط المجتمع البرازيلي ووسط العائلات أيضا. ورأى أن المجتمع مدعو اليوم إلى السير قدما في درب التوافق والمصالحة والسلام، مشددا في هذا السياق على ضرورة الإصغاء للآخر، وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم.

وفي معرض حديثه عن الاتهامات التي وُجهت إلى الكنيسة البرازيلية التي أخذ عليها البعض انحيازها للمرشح اليساري حداد وصولا إلى حد نعتها بـ"الشيوعية"، قال الأسقف البرازيلي إن هذه الاتهامات عارية تماما من الصحة، مشيرا إلى أن الأساقفة لا يكترثون لوصفهم بالشيوعيين أو ما شابه ذلك، وأكد أن المهم هو أن تبقى الكنيسة أمينة للإنجيل، وتبقى إلى جانب الفقراء، وتظلّ وفية للرسالة التي أسندها إليها الرب، أي أن تحفظ شعب الله.

وذكّر بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس عندما شدد على أهمية أن يسير الأسقف في الصفوف الأمامية تارة، أو في الوسط أو في الصفوف الخلفية تارة أخرى. قد يسير في الخلف ليحمي الشعب، أو في الوسط ليصغي إليه، أو في الأمام ليقوده، كما يقول البابا برغوليو. وختم أمين سر مجلس أساقفة البرازيل المطران ليوناردو ستاينر حديثه لموقع فاتيكان نيوز بالقول إن هذه التوجيهات التي يقدمها البابا فرنسيس ينبغي أن تشكل رسالة المجلس الأسقفي في هذه المرحلة، معربا عن استعداد الأساقفة للقيام بهذه المهمة.  

02 نوفمبر 2018, 14:53