بحث

الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا 

عظة الكاردينال باسيتي قبل لقاء البابا فرنسيس الشباب الإيطاليين

ترأس الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا صباح اليوم الأحد الاحتفال بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس مع الشباب الإيطاليين قبل لقائهم الأب الأقدس.

وفي عظته قال للشباب إن هذا القداس لا يشكل فقط ذروة مسيرة استعدوا لها منذ فترة، بل وأيضا أجمل الأشكال لشكر الله على الحياة وعلى عيشهم الآن هذه المرحلة الخاصة والمميزة، الشباب. وواصل رئيس الأساقفة مذكرا الشباب بالمسيرة الطويلة إلى روما والتي دفعت مشقتها البعض ربما إلى التساؤل، ومثل ما فعل أيضا إيليا حسب ما يذكر الكتاب المقدس، إن كان بالإمكان مواصلة السير، وإن كان الأمر يستحق هذا التعب (راجع سفر الملوك الأول 19، 4-8)، فهذه أسئلة عميقة تتعلق بمسيرة الحياة التي يتربص بها دائما التعب وفقدان الرغبة والثقة وغيرها. ثم تابع موجها حديثه إلى الشباب مؤكدا أن خبرة الأيام الأخيرة قد ساهمت في إفهامهم أنه ما من مصاعب أو مخاوف لا يمكن التغلب عليها في حال عدم مواجهتها بمفردنا، وأضاف أن الله لا يتوقف عن إرسال ملاكه ليحمل إلينا في اللحظة الصحيحة ما نحتاج إليه لاستعادة قوانا وإنعاش شجاعتنا.

توقف رئيس مجلس الأساقفة بعد ذلك عند مشكلة يعاني منها الكثير من شباب اليوم وهي عدم توفر العمل المضمون والثابت ما يحُول دون التخطيط للمستقبل، كما وتطرق إلى المشاكل العائلية والصعاب المختلفة في إيطاليا والتي قد تجعل الشباب يشعرون بالضغط والعجز والإحباط. وعاد في هذا السياق إلى شخصية النبي إيليا مذكرا بأنه قام بمسيرة طويلة هربا من ملكة ظالمة اضطهدته لسنوات، وتعرَّض للموت جوعا ثلاث مرات. وأضاف الكاردينال باسيتي أن هذا يذَكرنا بشبان كثيرين يعيشون أوضاعا صعبة ويضطرون للهروب أو الهجرة إلى بلدان أخرى بسبب الحروب أو الاستبداد أو القحط، وذكّر مجددا بأنه في كل مرة كان يعتقد فيها النبي إيليا أنه سيموت لم تغب أبدا المساعدة الإلهية. فالله حين طلب منه أن يتوجه شرقا ليتوارى عند نهر كريت قال له إنه قد أمر الغربان أن تطعمه هناك، وهذا يشير حسب ما واصل الكاردينال باسيتي إلى أن في الخليقة هناك الموارد اللازمة للجميع. وحين طلب الله من إيليا أن يمضي إلى صرفت قال له إنه أمر امرأة أرملة أن تطعمه، وواصل رئيس مجلس الأساقفة مضيفا أن المساعدة أو الإغاثة التي تأتينا من أشخاص غير متوقعين، مثل هذه المرأة الفقيرة والأرملة، تذكِّرنا بأننا مدعوون دائما إلى الاستقبال مهما كانت ظروفنا مثل ما فعلت المرأة. وتابع الكاردينال باسيتي أن الله وحين كان إيليا في أكثر اللحظات يأسا قد دعاه إلى مواصلة مسيرته، أي أنه وانطلاقا من أزمة إيليا الجديدة هذه تزداد رسالته أهمية حيث يمنحه الله القوة طالبا منه العمل من أجل الشعب مشركا آخرين في هذه الخدمة.

ثم ختم الكاردينال باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا عظته مترئسا الاحتفال بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس قبل لقاء الأب الأقدس مع الشباب مشددا على أن كلمات الكتاب المقدس اليوم تدعونا إلى التعرف في يسوع على خبز الحياة، الخبز الحي. وحث الشباب على ألا يكفوا عن البحث عنه، فهو وحده مَن يفهمهم ويعرف ما في قلوب كل منا.  

12 أغسطس 2018, 11:28