الجماعة الدولية توجه رسالة سلام ومصالحة إلى البوسنة من خلال تثبيت الحكم الصادر بحق ملاديتش الجماعة الدولية توجه رسالة سلام ومصالحة إلى البوسنة من خلال تثبيت الحكم الصادر بحق ملاديتش 

الجماعة الدولية توجه رسالة سلام ومصالحة إلى البوسنة من خلال تثبيت الحكم الصادر بحق ملاديتش

ثبّتت محكمة لاهاي الحكم بالسجن المؤبد الصادر بحق الجنرال الصربي البوسني السابق راتكو ملاديتش، الذي اعتُبر مسؤولا عن عمليات إبادة ذهب ضحيتها ثمانية آلاف من البوسنيين. ولمناسبة صدور هذا الحكم أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع سيسمو عثمانوفيتش، أحد الناجين من تلك المذبحة، والذي صار أستاذ مادة علم المجتمع في جامعة ترييستيه بإيطاليا.

تابعت وقائع جلسة المحاكمة، عبر شاشات التلفزة، أراملُ وأمهات ضحايا المجازر التي وقعت في شهر تموز يوليو من العام ١٩٩٥، عندما أقدم الجيش الصربي البوسني، على قتل حوالي ثمانية آلاف من الرجال والفتيان، خلال خمسة أيام. صدر الحكم بحق الجنرال السابق ملاديتش عن محكمة لاهاي التي تسلمت وظيفة المحكمة الجنائية الدولية من أجل يوغسلافيا السابقة، وثبّتت الحكم بالسجن المؤبد الصادر بحقه بتهمة ارتكاب عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. ويقول ذوو الضحايا إن هذا الحكم حقق العدالة في نهاية المطاف، وطوى صفحة من أكثر الصفحات دموية وعنفا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد السيد عثمانوفيتش أنه كان آنذاك في الثالثة عشر من العمر عندما تمكن من الهروب مع أمه وشقيقته إلى قاعدة الأمم المتحدة في بوتوكاري. في العام ١٩٩٩ وصل إلى إيطاليا، حيث تابع دروسه لمدة عشرين عاماً ليصبح اليوم أستاذا جامعياً. وقال إن العدالة تحققت، وبات باستطاعته أن يعود إلى بلدته سريبرينيتسا بعد خمسة وعشرين عاما، موضحا أنه يشعر وكأنه وُلد من جديد بعد صدور حكم المحكمة الدولية الذي أظهر أنه لا يوجد أحد فوق القانون، ولا أحد يستطيع أن يرتكب عمليات إبادة ويفلت من العقاب، إذ لا بد أن يُعاقب كل مجرم على فعلته. ورأى في هذا التطور اللافت رسالة قوية توجهها الجماعة الدولية إلى البوسنة، وهي رسالة مصالحة وسلام من أجل المستقبل. وذكّر عثمانوفيتش أيضا بأن البابا فرنسيس حمل رسالة سلام خلال زيارته إلى ساراييفو في العام ٢٠١٥ واصفا إياها بأورشليم أوروبا نظرا لأهميتها بالنسبة للعالم كله وللإنسانية بأسرها.      

10 يونيو 2021, 10:43