سفارة السنغال لدى الكرسي الرسولي وسانت إيجيديو تنظمان مؤتمراً حول وثيقة الأخوة الإنسانية سفارة السنغال لدى الكرسي الرسولي وسانت إيجيديو تنظمان مؤتمراً حول وثيقة الأخوة الإنسانية  

سفارة السنغال لدى الكرسي الرسولي وسانت إيجيديو تنظمان مؤتمراً حول وثيقة الأخوة الإنسانية

نظمت سفارة السنغال لدى الكرسي الرسولي، وبالتعاون مع جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية، مؤتمرا في روما تم التباحث خلاله في سبل تطبيق ما ورد في إعلان أبو ظبي بشأن الأخوة الإنسانية، مع صب الاهتمام على الحوار الإسلامي المسيحي وتعزيز ثقافة السلام في هذا البلد الأفريقي.

يؤكد القيمون على هذه المبادرة أن مشروع بناء أمة مشتركة للجميع كان منذ البدء نظرة وحّدت جميع الأديان المتواجدة في السنغال مذ أن نال هذا البلد استقلاله عن فرنسا، مع العلم أن القسم الأكبر من المواطنين ينتمي إلى الإسلام، فيما يتوزع الباقون على الكنائس المسيحية والديانات الإحيائية. كما أن الحوار ما بين الأديان شكل جزءا من الإرث الثقافي للسنغال ويجد جذوره في الرسالة التي تركها ليوبول سيدار سينغور، السياسي والشاعر، وأول رئيس للبلاد. وبعد الاستقلال عن فرنسا حصل هذا الرجل المسيحي على أصوات النسبة الأكبر من الناخبين بما فيهم المسلمون. وحرص على تشجيع المواطنين على عيش الأخوة بشكل ملموس، بعيدا عن الشعارات. ويعتبر كثيرون أن الأخوة صارت جزءا من هوية المواطنين السنغاليين.

لمناسبة انعقاد هذا المؤتمر أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب أنجيلو رومانو، من جماعة سانت إيجيدو، والذي نظّم هذا الحدث بالتعاون مع سفارة السنغال لدى الكرسي الرسولي، ولفت إلى أن المؤتمر شكل مناسبة للتأمل في المواضيع التي تطرحها وثيقة الأخوة الإنسانية والعيش المشترك التي وقعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي في شباط فبراير لسنتين خلتا. وأضاف أن المشاركين في اللقاء سلطوا أيضا الضوء على أهمية الحوار ما بين الأديان من أجل بناء السلام، موضحا أن المؤتمر شهد مشاركة شخصيات بارزة من بينها رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أيوزو كيغسوت، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية.

بعدها أكد الكاهن الإيطالي أن وثيقة الأخوة الإنسانية – المعروفة أيضا بوثيقة أبو ظبي – أعادت إطلاق العمل المشترك بين المسيحيين والمسلمين من أجل الخير العام في بلد يواجه اليوم تحديات كبيرة، ومن بينها التنمية المستدامة، ومكانة الشباب داخل المجتمع، فضلا عن التحديات التي يواجهها المؤمنون على اختلاف معتقداتهم. وذكّر بأن السنغال عانت من موجة جديدة من أعمال العنف منذ شهرين تقريباً، وشهدت توترات شديدة، أحدثها اعتقال زعيم المعارضة، تفاقمت بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي زادت من حدتها جائحة كوفيد 19، فضلا عن الاستياء العارم وسط الأجيال الفتية. ولفت إلى أن تلك التوترات لم تخل من أعمال العنف التي أدت إلى مقتل عدد من الفتيان لكن تم احتواؤها بفضل تدخل القادة الدينيين المحليين، لاسيما مجلس أساقفة البلاد والمسؤولين عن الجماعات المسلمة.

هذا ثم أوضح الأب أنجيلو رومانو أن الكاردينال  Hyachinthe Thiandoum رئيس أساقفة داكار يشكل رمزاً للحوار الإسلامي المسيحي في السنغال، والذي كان من أوائل الكرادلة الأفارقة، لافتا إلى أنه تخللت المؤتمر مداخلةٌ سلطت الضوء على هذه الشخصية البارزة. وتناولت النقاشات أيضا الدور الذي تلعبه مؤسسة البابا يوحنا بوس الثاني من أجل الساحل، والتي تعكس اهتمام هذا البابا بتلك المناطق. وذكّر الكاهن الإيطالي بالزيارة التي قام بها البابا فويتيوا إلى السنغال في العام 1992 وقال آنذاك إنه يلتقي بشعب ينتمي إلى ديانات مختلفة، لكنه يعرف كيف يتقبل الاختلافات وكيف يضع ثقته في الحوار، كما شدد أيضا على التقدير الدولي لحب التعايش المتناغم السائد وسط أتباع مختلف الديانات.

ولفت الأب رومانو في ختام حديثه لموقعنا إلى أن البابا يوحنا الثالث والعشرين استقبل الرئيس سينغور عام 1959 قبل انتخابه، عندما زار روما برفقة عدد من الكتّاب الأفارقة. كما أن البابا بولس السادس استشهد بكتاباته في أكثر من مناسبة في سياق تأملاته حول القارة الأفريقية، واستقبله في الفاتيكان أربع مرات.              

14 مايو 2021, 12:10