الكاردينال تشارلز بو يدين التعرض إلى المدنيين الأبرياء في ميانمار ويقول إن السلام ممكن الكاردينال تشارلز بو يدين التعرض إلى المدنيين الأبرياء في ميانمار ويقول إن السلام ممكن  

الكاردينال تشارلز بو يدين التعرض إلى المدنيين الأبرياء في ميانمار ويقول إن السلام ممكن

"إنها مأساة إنسانية كبيرة". بهذه الكلمات عبّر رئيس أساقفة يانغون ورئيس مجلس أساقفة ميانمار الكاردينال تشارلز بو عن ألمه الكبير حيال الهجوم المسلح الذي استهدف عددا من القرى في محلة لويكاو، بولاية كايا في ميانمار. ولم تسلم من الهجمات الوحشية دور العبادة، إذ تعرضت كنيسة القلب الأقدس الكاثوليكية في قرية "كايان تايار" للهجوم بواسطة قذائف الهاون في وقت كانت تأوي بعض المهجرين، الذين قُتل أربعة منهم وأصيب كثيرون بجراح بينهم عدد من النساء والأطفال.

عبر نيافته – في تصريحات أوردتها صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية – عن قلقه البالغ حيال هذه الهجمات المسلحة التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء في ميانمار، لاسيما المهجرين العزّل الذين وجدوا مأوى لهم داخل كنيسة القلب الأقدس ليل الثالث والعشرين من الجاري. وندد بأعمال العنف والقصف المستمر بواسطة الأسلحة الثقيلة الذي استهدف عددا من النساء والأطفال الخائفين. وأوضح الكاردينال بو أن الكنيسة المذكورة تعرضت لأضرار مادية جسيمة ما يعكس قوة تلك الهجمات التي لم توفّر دور العبادة، ولم تتوقف أمام حرمتها، لافتا إلى أن أعمال العنف أرغمت أعدادا كبيرة من المدنيين على الهروب في الأحراج والأدغال، حيث يواجهون مصيراً مجهولا، ويفتقرون إلى الطعام ومياه الشرب والمستلزمات الصحية والأدوية والمأوى. وسلط الضوء على وجود أعداد كبيرة من المسنين والأطفال وسط السكان الفارين، يعانون اليوم من آفة الجوع ويفتقرون إلى الرعاية الطبية، قائلا إن هذا الوضع الإنساني يتعلق بأكثر من عشرين ألف مهجر.

بعدها ذكّر رئيس أساقفة يانغون بالمعاهدات والبروتوكولات الدولية التي تقضي بحماية دور العبادة، والمدارس والمستشفيات، والمواقع التي تحمل قيمة تاريخية وثقافية، وتحييدها خلال الصراعات المسلحة. وأضاف أن الدماء التي تُذرف خلال هذه المواجهات ليست دماء الأعداء، لأن من قضوا في الهجمات ومن جُرحوا هم من أبناء ميانمار. وعاد ليذكّر مرة جديدة بأن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا مسلحين، بل كانوا موجودين داخل الكنيسة بحثا عن ملجأ آمن لهم ولعائلاتهم، مشيرا إلى أن قلوب جميع سكان ميانمار تبكي على هذه الضحايا البريئة.

ولفتت الصحيفة الفاتيكانية إلى أن دماء الأبرياء التي تروي تراب ميانمار سببت مصدر قلق لدى جميع القادة الدينيين في البلد الآسيوي. ومن هذا المنطلق، شاء الكاردينال تشارلز بو، بصفته ممثلا عن منظمة "أديان من أجل السلام"، أن يجدد نداءه من أجل تحقيق السلام في البلاد، خصوصا وأن موجة جديدة من جائحة كوفيد تهدد ميانمار. وندد نيافته باستمرار الصراع المسلح في هذا الظرف الصعب الذي نمر به، وقال إن السلام ممكن، والسلام هو السبيل الوحيد الواجب سلوكه، آملا أن يشكل هذا السلام مصدر وحي لكل خيارات الحياة الاجتماعية والمدنية والسياسية في ميانمار. وأضاف قائلا: "دعونا نصلي على نية السلام في هذه الأرض العظيمة، آملين أن نعيش جميعاً كأخوة وأخوات تحت مظلة هذا الوطن العظيم". ومما لا شك فيه أن التوق إلى الأخوة والتعايش السلمي حمل أشخاصا شأن الراهبة آن روز نو تاونغ على الركوع في وجه الجنود، داعية إلى وقف كل شكل من أشكال العنف، وقد أُطلقت مبادرات ممثالة لدى أتباع باقي الديانات في البلد الآسيوي.

في غضون ذلك، ذكّرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو بأن القادة الدينيين في ميانمار مستعدون اليوم لإعادة إطلاق المبادرة المعروفة باسم "المنتدى الاستشاري حول السلام والمصالحة" كفسحة للحوار، مؤكدين أنهم يقفون دوما إلى جانب الشعب، وأنهم مستعدون على الدوام للدفاع عن قدسية الحياة البشرية. وفي وقت يسعى فيه رجال ونساء ينتمون إلى مختلف المعتقدات الدينية إلى بناء عالم خال من الحروب وأعمال العنف، تحركهم مشاعر الرحمة والرأفة والمحبة، يريد هؤلاء أن يساهموا في "مسيرة الشفاء" بدءا من تطبيق هدنة في الشوارع والعمل في الآن معا على نزع الأسلحة من الأيادي والقلوب.           

27 مايو 2021, 13:21