مقابلة مع المرسل الإيطالي في موزمبيق الأب سيلفانو دالدوسو مقابلة مع المرسل الإيطالي في موزمبيق الأب سيلفانو دالدوسو 

مقابلة مع المرسل الإيطالي في موزمبيق الأب سيلفانو دالدوسو

في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في محافظة كابو ديل غادو بموزمبيق حيث يواجه النساء والأطفال خطر الموت يومياً خلال هروبهم من هجمات أنصار السنة، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المرسل الإيطالي Silvano Daldossoمن كهنة أبرشية فيرونا والمتواجد في البلد الأفريقي منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة والملتزم حاليا في مساعدة النازحين الفارين من القتال في المحافظة المذكورة.

استهل الكاهن الإيطالي حديثه مشيرا إلى أن مئات لا بل آلاف الأشخاص يهربون من المنطقة وتتكون صورة عن الأوضاع الراهنة هناك استنادا إلى شهاداتهم. وقال إنه اطلع على الهجمات المسلحة الأخيرة من النازحين خلال عملية توزيع المواد الغذائية عليهم، لافتا إلى أنهم ينقلون روايات فظيعة عما يجري هناك. وأضاف أن ثمة من هربوا قبل حصول الأسوأ فيما تحدث آخرون عن إحراق بيوتهم وحقولهم ومحاصيلهم الزراعية. وقال: ثمة أيضا الأوضاع الصعبة التي يواجهها الأشخاص الفارون من النزاع، ويجتازون مئات الكيلومترات هربا من العنف والمصادمات المسلحة، وبين بينهم العديد من الأطفال والنساء والعجزة. وغالبا ما يحل هؤلاء ضيوفاً على عائلات فقيرة جداً تعاني من الجوع، والسبب يعود بالدرجة الأولى لتأخر هطول الأمطار، ما أثر سلباً على المحاصيل الزراعية.

في سياق حديثه عن الرسالة التي يقوم بها في موزمبيق، قال المرسل الإيطالي إن النشاط الرعوي تأثر جداً بسبب الجائحة، فاقتصر العمل على الأمور الأساسية جدا. وأشار على سبيل المثال إلى توقف الاحتفالات الدينية في الكنائس، موضحا أن المؤمنين احتفلوا يوم أمس الأحد بعيد الشعانين في بيوتهم. كما أن السؤال الكبير المطروح اليوم أمامنا – مضى يقول – يتمثل في مساعدة النازحين على الاندماج في البيئات التي يتواجدون فيها حاليا. والنسبة الأكبر من هؤلاء هم مسلمون، لكن يوجد عدد من النازحين المسيحيين وقد توجه معظمهم إلى منطقة ميمبا.

بعدها عبر الأب دالدوسو عن قلقه البالغ حيال الأوضاع الأمنية في البلاد وإزاء تزايد الاعتداءات الإرهابية. ولفت في هذا السياق إلى الهجوم المسلح الذي وقع في منطقة "بالما" على الرغم من الانتشار الواسع للوحدات العسكرية، وقال إن ذلك الهجوم كان منظماً وتم التحضير له بدقة فائقة، موضحا أن استهداف فندقٍ يعني استقطاب اهتمام الرأي العام. وهذه الظاهرة موجودة في موزمبيق منذ العام 2017. هذا ثم قال إن عدد النازحين في المحافظة التي يتواجد فيها وصل إلى سبعين ألفاً، ولمّح إلى إمكانية وجود مخطط محدد، خصوصا وأن الهجمات لم تعد تقع في القرى الصغيرة النائية إنما في مناطق إستراتيجية حساسة، وقد حاول المهاجمون مرارا دخول منطقة بيمبا.

تابع المرسل الإيطالي حديثه لموقعنا موضحا أن الحكومة المحلية قادرة على طلب المساعدة على المستوى الدولي، لكن يبدو أنها لا تميل إلى هذا القرار. وقال: دعونا لا ننسى أن محافظة كابو ديل غادو هي من أفقر المحافظات في موزمبيق لكنها في الوقت نفسه أغنى محافظات البلاد من حيث الموارد الطبيعية. وهذا يعني أن ثمة مصالحَ كبيرة على المستوى الاقتصادي. كما أن المنطقة هي إستراتيجية جدا من الناحية الجيوسياسية، لا على المستوى الأفريقي وحسب إنما أيضا على مستوى الاقتصاد العالمي. وأضاف أن التسبب باضطرابات على خلفية الهجمات الإرهابية يمكن أن يؤثر على الأسواق الاقتصادية والمالية، لافتا إلى أن الهجوم الأخير تزامن مع اسئتناف التنقيب عن الغاز من قبل شركة "توتال".

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني توقف الأب دالدوسو عند الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى موزمبيق، وقال إن الزيارة تركت توقعات كبيرة لدى الناس على الرغم من أنها كانت خاطفة، وقد تمكن البابا من حمل نفحة جديدة، أيضا على الصعيد السياسي. واعتبر الكاهن الإيطالي أنه يتعين اليوم على وسائل الإعلام أن تسلط الضوء على الكارثة الإنسانية كي لا تغيب عن ذهن المجتمع والكنيسة، مذكراً بأن المأساة التي يعيشها السكان تتكرر يوما بعد يوم.

29 مارس 2021, 10:08