رئيس أساقفة كاراتشي الجديد يقول إنه سيعمل من أجل تعزيز الشركة رئيس أساقفة كاراتشي الجديد يقول إنه سيعمل من أجل تعزيز الشركة  

رئيس أساقفة كاراتشي الجديد يقول إنه سيعمل من أجل تعزيز الشركة

أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية "آسيا نيوز" مقابلة مع المطران Benny Mario Travasالذي عينه البابا فرنسيس رئيس أساقفة على أبرشية كاراتشي الباكستانية، خلفا للكاردينال جوزيف كوتس، مؤكدا أن التحدي المطروح اليوم أمامه يتمثل في السعي إلى تحقيق الوحدة بين رجال الدين، وتعزيز علاقات الشركة مع الأخوة البروتستنت وجميع الأشخاص المقيمين في باكستان.

كتبت "آسيا نيوز" أن المؤمنين الكاثوليك في باكستان شعروا بالبهجة لدى تلقيهم نبأ التعيين بعد أن خدم المطران ترافاس أربعة وعشرين عاماً ككاهن في كاراتشي قبل تعيينه أسقفا على أبرشية مولتان، وها هو يعود اليوم إلى مدينته كرئيس أساقفة. كما أن جماعة المؤمنين شعرت بالحزن لدى تلقيها نبأ استقالة الكاردينال كوتس، والذي كان محبوبا جداً لكونه رجلا متواضعاً وملتزما في مساعدة جميع الناس.

تحدث رئيسُ الأساقفة الجديد عن امتنانه للرب على هذه المهمة التي أسندها إليه إذ اختاره أن يخدم شعبه ككاهنٍ ثم كأسقف ثم كرئيس أساقفة. وعبر عن ثقته بأن الله الذي اختاره سيقود خطواته، وسيمنحه القوة والشجاعة اللازمتين بواسطة روحه القدوس. وقال إنه يطلب من جميع المؤمنين الكاثوليك في باكستان، لاسيما أبناء أبرشية كاراتشي، أن يصلّوا من أجله كي يتمكّن من السير على خطى الرب الذي هو الراعي الصالح. وأوضح أن المهمة الأولى التي تنتظره اليوم تتمثل في تعزيز العلاقات بين رجال الدين كي يتمكنوا من العمل معاً ويكونوا رعاةً لقطيع المؤمنين. هذا ثم سيسعى إلى توفير مستوى تعليمي جيد في البيئات الفقيرة وذلك بالتعاون مع المؤمنين العلمانيين، بالإضافة إلى توفير فرص جديدة للشبان كي يحسّنوا أوضاعهم الحياتية من خلال حصولهم على تربية جيدة.

في ردّ على سؤال بشأن المشاعر التي خالجته لدى تلقيه نبأ تعيينه رئيس أساقفة على المدينة التي ترعرع فيها وخدم فيها ككاهن لربع قرن تقريباً، قال المطران ترافاس إنه بعد أن عينه البابا أسقفا على أبرشية مولتان وعلى أثر التغييرات التي عاشها كان مستعداً لأي شيء. وأضاف أن كاراتشي مدينة عزيزة جدا على قلبه ويتعين عليه أن يبذل جهوداً عملاقة لأن العديد من أقربائه وأصدقائه يتوقعون منه الكثير، موضحا أنه مستعد لمواجهة هذا التحدي بعون الله وبفضل الصلوات التي سيرفعها المؤمنون من أجله.

في سياق حديثه عن الخطط التربوية التي ينوي تطبيقها في كاراتشي، لاسيما لصالح الشرائح الفقيرة والمحتاجة قال رئيس الأساقفة الجديد إن سلفاءه وضعوا مسألة التربية في طليعة أولوياتهم، وهو عازم على متابعة السير في هذا الاتجاه. وأوضح أن رئاسة الأبرشية تملك شبكة من المدارس تقدم الخدمات التربوية لأفقر الفقراء في المجتمع، لافتا إلى أنه سيصب اهتمامه على هذه المدارس كي تحصل على المتطلبات اللازمة وكي تقدم خدماتها التربوية للفتيان الفقراء والمهمشين في كاراتشي. وقال إنه أطلق العام الماضي برنامجا تربويا في أبرشية مولتان حمل ثماراً جيدة ويأمل اليوم أن يكرر هذه التجربة في كاراتشي.

بعدها أكد سيادته أنه اختار كلمة "شركة" كشعاره الأسقفي، نظراً للمعاني والأبعاد الكثيرة التي تحملها هذه العبارة. وقال إن كلمة "شركة" تأخذ في عين الاعتبار أن السكان ينتمون إلى طبقات اجتماعية مختلفة وأعراق ولغات متنوعة، لكن على الرغم من كل ذلك يمكن أن يتحد الناس مع بعضهم البعض في ما يُسمى "الوحدة في التنوع". ولفت إلى أن عالمنا اليوم بات بأمس الحاجة إلى الشركة، في وقت يسعى فيه المجتمع والإعلام – على ما يبدو – إلى زرع بذور تفرقة الناس إلى مجموعات تتقاتل فيما بينها. من هذا المنطلق، ختم رئيس أساقفة كاراتشي حديثه لوكالة "آسيا نيوز" يقول، اخترتُ شعار "الشركة" وأريد أن أعمل من أجلها على مختلف المستويات: وسط رجال الدين، وبين الرعايا وأيضا مع الطوائف المسيحية الأخرى، ومع أبناء وبنات الأمة الباكستانية بأسرها.

16 فبراير 2021, 09:47