1609767880852.jpg

كاريتاس إيطاليا تحذر من كارثة إنسانية في البلقان عقب حريق مخيم ليبا للاجئين في البوسنة والهرسك

خطر كارثة إنسانية وضرورة العمل من أجل الحفاظ على رجاء المهاجرين واحترام كرامتهم. هذا ما شدد عليه مسؤول كاريتاس إيطاليا في ساراييفو دانييلي لومباردي عقب الأزمة الناتجة عن اشتعال النيران في مخيم ليبا في البوسنة والهرسك.

طريق البلقان هو ما يلجأ إليه  منذ سنوات كثيرون لمحاولة بلوغ أوروبا. وفي البوسنة والهرسك تعرَّض مخيم ليبا للمهاجرين إلى حريق عشرة أيام مضت ما يهدد بكارثة إنسانية من جهة ويُضعف من جهة أخرى رجاء حوالي 1200 شخص في بلوغ شكل من الاستقرار وبلوغ دول أوروبية مختلفة. فحتى اليوم لم يتم التوصل إلى حل لأزمة هؤلاء المهاجرين وتتعطل البدائل المختلفة بسبب تظاهر سكان ومسؤولي بعض المدن والقرى رفضا لاستقبال المهاجرين، كما وتصعب إعادة فتح مخيم بيرا في مدينة بيهاتش أو إعداد ثكنة عسكرية سابقة في برادينا القريبة من ساراييفو لاستقبال المهاجرين.

وحول هذه الأزمة تحدث إلى موقع فاتيكان نيوز من ساراييفو دانييلي بومباردي من كاريتاس إيطاليا داقا ناقوس خطر، وأشار إلى أن المهاجرين قد أمضوا أياما في الطرقات في برد شديد أو فيما وجدوا من أماكن بالصدفة، وذلك بانتظار إعادتهم إلى المخيم الذي يقوم الجيش بإعادة تشييده. وقال مسؤول كاريتاس إيطاليا إن هذا ليس حلا مناسبا بل هو بديل خطير، وذلك نظرا لعدم توفر الحد الأدنى من الظروف من أجل حياة كريمة. وتابع بومباردي أن المخيم كان في أوضاع خطيرة كما ولا يُعرف كم من الوقت سيظل بدون تيار كهربائي ومياه صالحة للشرب وتدفئة، وذلك في منطقة تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وأمام هذه الأزمة ترى كاريتاس إيطاليا أن من الضروري تقديم مبادرات مؤسساتية فورية لتوفير منشآت ملائمة للاستقبال يلجأ إليها مَن يهدد حياته الخطر. هناك حاجة من جهة أخرى إلى حلول على المدى الطويل،  وتحدث مسؤول كاريتاس إيطاليا من ساراييفو عن بقاء المهاجرين وأطفالهم لفترات طويلة في المخيمات ما يستدعي أن تنظَّم لهم دورات تعليمية وتعلم اللغة والتأهيل للعمل، وذلك من أجل النجاح في مسيرة دمج للمهاجرين وعدم إضعاف رجائهم في حياة أفضل. ومن بين ما أشار إليه دانييلي بومباردي أن الرجاء غالبا ما ينتصر لدى الكثير من هؤلاء الأشخاص وذلك رغم الظروف العصيبة. وتابع أن البعض فقط يستسلمون ويقررون البقاء أو حتى العودة، وتحدث في هذا السياق عن عائلات لا تتمكن من التحرك منذ سنة، عائلات لديها أطفال صغار تعيش في مكان غريب وفي اختبار صعب.

هذا وتحدث مسؤول كاريتاس إيطاليا عن عمل الهيئة الكاثوليكية في هذا الإطار أيضا، فقال إن نشاطها يهدف لا فقط إلى الإجابة على الاحتياجات الأولية من خلال حلول بنيوية كريمة، بل وأيضا إلى تغذية الرجاء بتوفير دعم ملموس لكل شخص. تحدث من جهة أخرى عن القرارات السياسية مشددا على ضرورة أن تضمن دخولا محميا وآمنا بدلا من الطرق الصعبة والطويلة والخطيرة لوصول أوروبا. وتوقف دانييلي بومباردي في حديثه إلى موقع فاتيكان نيوز أيضا عند تنمية كفاءات المهاجرين، وذلك كي يتمكنوا من بدء حياة جديدة. وقال إنه يتم العمل على المدى القصير والطويل وذلك لأن مستقبلا أفضل هو ممكن وإن كان هذا يبدو أمرا صعبا.     

ومن بين ما تشير إليه كاريتاس إيطاليا أن الأوضاع في البوسنة والهرسك يجب أن تدعو إلى الاهتمام بما يُعرف بطريق البلقان للهجرة والذي يبدأ في اليونان وصولا إلى إيطاليا أو النمسا. وعلى طول هذا الطريق يبقى آلاف الأشخاص في مخيمات للاجئين غير قادرين عن التحرك وبدون أن توفَّر لهم حلول ملائمة، هذا إلى جانب أن كثيرين من المهاجرين وبسبب حالة الوباء الحالية هم في حجر صحي في أوضاع سيئة. وأكد مسؤول الهيئة الكاثوليكية أن المخيمات والتي لا تتمتع بظروف جيدة تتحول في الواقع إلى أماكن غير آمنة تعاني من ظروف صحية سيئة وتشكل خطرا على الصحة النفسية للمهاجرين. كما أن اندلاع الحريق في مخيم ليبا في البوسنة والهرسك ليس الحادث الأول من نوعه، فقد سبق واحترق مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية في أيلول سبتمبر من العام المنصرم، ما أدى إلى دمار منشآت الاستقبال المختلفة والتي كانت تعاني من أوضاع سيئة وذلك أمام لا مبالاة السلطات المحلية والدولية.

هذا وتجدر الإشارة إلى حضور كاريتاس إيطاليا على طول طريق البلقان منذ سنة 2015 إلى جانب المهاجرين داعمة هيئات كاريتاس المحلية في اليونان وألبانيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك وصربيا. كما وتم قبل أسابيع، وبفضل إسهام من مجلس أساقفة إيطاليا وهبة من قداسة البابا فرنسيس، إطلاق خدمات جديدة من قِبل كاريتاس إيطاليا والبوسنة والهرسك في مخيمات بيهاتش وساراييفو.

05 يناير 2021, 13:52