مقابلة مع المسؤولة عن قسم التواصل في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في موزمبيق مقابلة مع المسؤولة عن قسم التواصل في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في موزمبيق 

مقابلة مع المسؤولة عن قسم التواصل في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في موزمبيق

عبرت منظمة الأمم المتحدة عن قلقها المتزايد حيال العدد الكبير من المدنيين الهاربين من المناطق الشمالية في موزمبيق في وقت تستمر فيه هجمات المجموعات المسلحة غير الحكومية في محافظة Cabo Delgado. وإزاء هذه الأوضاع المتأزمة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المسؤولة عن قسم التواصل في المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين في البلد الأفريقي السيدة فرنشيسكا فونتانيني التي أكدت أن هؤلاء السكان يعتمدون تماما على مساعدات الجماعة الدولية.

تتحدث الهيئة الأممية عن وجود أكثر من نصف مليون مهجر حالياً، بيد أن المراقبين يؤكدون أن هذا العدد يواصل ارتفاعه بصورة مقلقة، إذ يُجبر سكان تلك المناطق على ترك بيوتهم وأراضيهم على وجه السرعة وغالبا يتركون وراءهم هوياتهم وأوراقهم الثبوتية ما يزيد من هشاشة الظروف التي يعيشون فيها. وما يثير القلق الأكبر، بحسب المفوضية الأممية، أوضاعُ الفتيات والنساء اللواتي يتعرضن للاختطاف والعنف على يد الرجال المسلحين، هذا فضلا عن العديد من الفتيان الذين يُقتلون أو يُجندون بالقوة.

وتجد الوكالات الأممية صعوبة في التعامل مع الأزمة الإنسانية خصوصا وأن الأعداد الكبيرة من النازحين تُلقي بثقلها على الخدمات الأساسية في المناطق المضيفة، ولهذا السبب طلبت الأمم المتحدة من الجماعة الدولية رصد مبلغ مائتين وأربعة وخمسين مليون دولار من أجل تمويل العمليات الإنسانية الطارئة.

خلال اتصال هاتفي مع موقعنا الإلكتروني قالت السيدة فونتانيني المتواجدة في العاصمة مابوتو إن الوضع في موزمبيق حرج للغاية، والأشخاص يعيشون في أوضاع إنسانية يُرثى لها، لافتة إلى حاجة السكان الماسة إلى الخدمات الأساسية، وقالت إن هناك عائلات فقدت بعض أفرادها، ناهيك عن التقارير الحاكية عن حالات من التعديات الجنسية، كما أن النازحين يواصلون تنقلهم داخل محافظة Cabo Delgado.

وأضافت المسؤولة الأممية أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تسعى حاليا إلى التجاوب مع الاحتياجات الإنسانية في المحافظة المذكورة، وهي تريد أن تُحترم الحقوق الأساسية لهؤلاء الأشخاص المهجرين، وتحاول تزويد العائلات بالاحتياجات الضرورية كمياه الشرب والطعام والخدمات الصحية الأساسية ما يُفسح لها المجال أمام عيش حياة كريمة ولائقة بعيدا عن أراضيها التي تركتها نتيجة المخاطر المحدقة بها.

وتوقفت السيدة فونتانيني بعدها عند أهمية إعادة ترتيب المنظومة التعليمية كي يُضمن حقُّ الأطفال المهجرين في الدراسة، ولتُتاح لهم فرصة متابعة سنتهم الدراسية. ولفتت إلى أن المساعدات الإنسانية ضرورية ليس بالنسبة للمهجرين وحسب إنما أيضا فيما يتعلق بالجماعات المحلية في المحافظة التي تستضيف العدد الأكبر من المهجرين خصوصا وأن هؤلاء كانوا يعيشون أصلا في أوضاع هشة، نتيجة الأضرار التي سببها إعصار ربيع العام 2019 لاسيما في البنى التحتية.

وتحدثت المسؤولة الأممية – التي عادت للتو من محافظة Cabo Delgado – تحدثت عن وجود بيوت يعيش فيها أكثر من خمسين شخصا في ظروف صعبة للغاية، وأشارت إلى أن هذا الأمر يمكن أن يُلحق أضرارا سيكولوجية بالأطفال. ولفتت أيضا إلى وجود العديد من النسوة اللواتي هربن مع أبنائهن وهن بأمس الحاجة إلى المساعدة، تماما كالأشخاص المتقدمين في السن.

في ختام حديثها لموقعنا الإلكتروني أكدت المسؤولة عن قسم التواصل في المفوضية الأممية العليا للاجئين في موزمبيق أن الأمم المتحدة طالبت بجمع مائتين وخمسين مليون دولار بغية تمويل المشاريع الإنسانية الطارئة لصالح المهجرين والسكان المحليين في المناطق المضيفة.  

21 ديسمبر 2020, 14:07