النائب العام على أبرشية بانغي: الميلاد يهدف إلى بعث النور والدفء اللذين يقدمهما الله النائب العام على أبرشية بانغي: الميلاد يهدف إلى بعث النور والدفء اللذين يقدمهما الله 

النائب العام على أبرشية بانغي: الميلاد يهدف إلى بعث النور والدفء اللذين يقدمهما الله

توجه الناخبون في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى صناديق الاقتراع يوم أمس الأحد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع النائب العام على رئاسة أبرشية بانغي الأب Mathieu Bondobo الذي استعرض الأوضاع التي يمر بها البلد الأفريقي مستذكرا الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس.

في التاسع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر من العام 2015 وصل فرنسيس إلى العاصمة بانغي والتي أعلنها "العاصمة الروحية للعالم" خلال فتحه الباب المقدس. واليوم تجري الانتخابات في أجواء من الخوف والقلق في أعقاب الهجوم الأخير الذي شنته القوات المسلحة المتمردة والتي تسعى – بحسب منظمة الأمم المتحدة – إلى التأثير على مسار العملية السياسية. وما تزال الأوضاع غير مستقرة على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلنه المتمردون إثر مقتل ثلاثة جنود من القبعات الزرق.

قال الأب Bondobo إن المجموعات المتمردة تنوي بسط سيطرتها على جمهورية أفريقيا الوسطى من خلال القوة، وهذا الأمر يشكل مصدر خوف للسكان وسبّب نزوحاً كبيراً من المدن. كما أن العاصمة بانغي تفتقر إلى الاستقرار، واحتفل المؤمنون بعيد الميلاد وسط هذه المخاوف وهم يتأملون بمجيء الرب الذي حل في وسطنا وجاء من أجل خلاصنا ومنحنا سلامه.

تعليقا على الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى أفريقيا الوسطى لخمس سنوات خلت أكد النائب العام على أبرشية بانغي أن البابا قريب جداً من السكان وهو يحمل هذا البلد في قلبه، ولفت إلى أنه يتذكر هذه الزيارة والتوترات التي رافقتها، وعلى الرغم من كل شيء أصر فرنسيس على المجيء، وفتح باب الرحمة وأعلن بانغي "العاصمة الروحية للعالم". وشدد أيضا على أن أبناء الكنيسة الكاثوليكية وجميع السكان يحملون البابا في قلبهم. كما أن الأساقفة المحليين أعدوا مؤخراً وثيقة توقفوا فيها عند أبرز ما قاله البابا خلال زيارته إلى أفريقيا الوسطى خصوصا عندما ناشد المجموعات المسلحة بعدم استخدام أدوات الموت، وحثها على البحث عن دروب الحوار من أجل بناء السلام في إطار المحبة والرحمة.

بعدها لفت الأب Bondobo إلى أن الله خلق الإنسان ليكون دوما في شركة معه. ولكن مع دخول الخطيئة عرفت حياة الإنسان لحظات من الألم والصعوبات وعيدُ الميلاد يهدف إلى بعث النور والدفء اللذين يقدمهما الله لنا. هذا العيد يذكرنا بأن الله "أحب العالم حتى وهب ابنه الوحيد"، وبأنه لا يتركنا في العتمة والمرض والألم وبأن الله صار إنساناً ليمنحنا الكرامة، والحياةُ الوافرة نجدها عنده. ودعا الكاهن الأفريقي المؤمنين إلى فتح قلوبهم وعدم إقفالها بسبب الجائحة والحروب. فلا بد أن نقول: "تعالَ يا رب وانقذنا، تعال وساعدنا"، وهو، الذي يسمع دوماً صراخ الودعاء، سيأتي. ولا بد أن تُدرك البشرية هذه الحقيقة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به.

في رد على سؤال بشأن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا الوسطى قال النائب العام على أبرشية بانغي إن ثمة فسحة للحوار مع الأشقاء المسلمين، وأيضا مع المسيحيين غير الكاثوليك في إطار ما يُعرف بـ"المنصّة الدينية"، وهذا الواقع يشكل شهادة قوية بالنسبة للبلاد لأنه من خلال المنصة هذه يتم البحث عن الوحدة والدعم المتبادل في سبيل الحوار. وذكّر في ختام حديثه لموقع "فاتيكان نيوز" بأن العديد من المواطنين المسلمين يدينون ما يجري حاليا في أفريقيا الوسطى، وعندما دار الحديث في الماضي عن "حرب دينية"، أكد الكل أن هذا الأمر ليس صحيحاً، وهي فكرة يروّج لها من يريدون استغلال الناس، في وقت تشكل فيه "المنصة الدينية" نموذجا واضحا وقويا للعيش المشترك.

28 ديسمبر 2020, 10:11