مقابلة مع المتحدث بلسان منظمة أنقذوا الأطفال مقابلة مع المتحدث بلسان منظمة أنقذوا الأطفال 

مقابلة مع المتحدث بلسان منظمة أنقذوا الأطفال

الأزمة الغذائية الناتجة عن جائحة كوفيد 19 ضربت وما تزال تضرب عددا من الدول حول العالم، لكن الكنيسة الكاثوليكية تنشط في الصفوف الأمامية وتسعى إلى حمل المساعدة للسكان الأشد حاجة إلى المعونات الغذائية.

في تقرير نشره قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية للتنمية البشرية المتكاملة، تبين أنه خلال العام 2019 وصل إلى ستمائة وتسعين مليوناً عددُ الأشخاص الذين لم يحصلوا على ما يكفي من الغذاء، ويُتوقع أن يرتفع هذا العدد بواقع مائة وثلاثين مليون شخص، مع نهاية العام الجاري، بسبب جائحة كوفيد 19 التي خلّفت أعدادا كبيرة من الأشخاص العاطلين عن العمل والعاجزين بالتالي عن سد احتياجاتهم إلى الطعام. ولكن إزاء هذا الوضع المأساوي تكاثرت في العالم كله المبادرات الإنسانية التي تصب في صالح الفقراء والمعوزين، ومن بينها البرامج الإعانية التي أطلقتها الكنيسة الكاثوليكية في هذا المجال.

ففي ميانمار على سبيل المثال قامت الرعايا في مقاطعة "تشين" بجمع كميات من الأرز والمستلزمات الضرورية الأخرى لتُرسل إلى القرى والمناطق النائية. وقد تسلّم السكان المحليون ألف وسبعمائة كيسٍ من الأرز مع نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر المنصرم، في وقت أرسلت فيه هيئة كاريتاس الوطنية مبالغ من المال لمساعدة السكان المحتاجين على شراء ما يلزم من الطعام. كما قدّمت الكنيسة المأوى للعديد من المشردين والمهجرين، وهم ليسوا كاثوليك فقط، إذ من بينهم مواطنون معمدانيون وبوذيون. وتسعى الكنيسة جاهدة إلى الاهتمام بالأشخاص المعوزين بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وعدد من المنظمات غير الحكومية.

إزاء هذا الوضع الذي يبعث على القلق الشديد، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد ميكيليه بروسبيري المتحدث بلسان منظمة "أنقذوا الأطفال" الذي أوضح أن آسيا هي القارة التي تعاني أكثر من غيرها بسبب الأزمة الغذائية الراهنة، ما يعرّض للخطر حياة السكان المحليين، لاسيما شرائح المجتمع الأكثر هشاشة، كالأطفال. وأضاف أن سوء التغذية هو مشكلة كبيرة، وقد زادت من تفاقمها جائحة كوفيد 19، لافتا إلى أن تقديرات المنظمة غير الحكومية تشير إلى أن سبعة ملايين طفل، دون الخامسة من العمر، يمكن أن يذهبوا ضحية سوء التغذية الحاد مع نهاية العام الجاري. وهو عدد كبير جدا، مع العلم أن نصف هذا العدد متواجد في القارة الآسيوية. 

كما أن سوء التغذية هو أيضا نتيجة من نتائج الفقر، الذي يُتوقع أن يصيب مائة وخمسين مليون طفل إضافي خلال هذا العام. وإيطاليا لم تسلم من هذه الأزمة الغذائية إذ تشير التوقعات إلى أن مليون طفل تقريباً سيعانون من الفقر المدقع مع نهاية العام. والمشكلة أيضا تكمن في إقفال المدارس التي كانت توفر الوجبة الغذائية الوحيدة للعديد من الأطفال الفقراء. وأشار بروسبيري أيضا إلى عامل آخر، يزيد من تفاقم الأزمة الغذائية، ألا وهو الحروب والصراعات المسلحة التي تعاني منها دول بأكملها. وقال إن فكره يتجه إلى سورية واليمن، حيث لم يسلم من القصف المدنيون والمستشفيات والمدارس وحيث يتم التعامل مع هذه الجائحة تحت القنابل.

في ختام حديثه لموقعنا قال الناطق بلسان "أنقذوا الأطفال"، إن المنظمة تدعو كل الأطراف إلى التعاون، لأن مواجهة هذه الجائحة تتطلب تعاونا من قبل الجماعة الدولية كلها. كما لا بد من القيام بالاستثمارات الضرورية من أجل الحفاظ على المنظومة الغذائية، فضلا عن الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية لشرائح المجتمع الأكثر حاجة، خصوصا الأطفال والعائلات الفقيرة، مع التقيد أيضا بوقف إطلاق النار في مناطق النزاعات.         

13 نوفمبر 2020, 10:12