مقابلة مع النائب الرسولي لمنطقة الأناضول ورئيس هيئة كاريتاس تركيا مقابلة مع النائب الرسولي لمنطقة الأناضول ورئيس هيئة كاريتاس تركيا 

مقابلة مع النائب الرسولي لمنطقة الأناضول ورئيس هيئة كاريتاس تركيا

في مقابلة أجرتها معه وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء أكد رئيس كاريتاس تركيا المطران باولو بيتزيتي أن الهيئة الخيرية الكاثوليكية لم تتأخر في مد يد المساعدة إلى الأشخاص المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب منطقة إزمير التركية يوم الجمعة الفائت، موقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى، وتحدث سيادته عن التعاون القائم مع السلطات التركية، الذي يعكس تضامناً، بدونه لا نستطيع التعامل مع المآسي.

قال المطران بيتزيتي إن هيئة كاريتاس المحلية ولدى وقوع الهزة الأرضية – التي بلغت شدتها ست فاصلة ست درجات من مقياس ريختر، بحسب السلطات التركية – سارعت إلى مد يد العون لعشرات الأشخاص المنكوبين، وقد تم ذلك في إطار التعاون التام مع الهيئة التركية المعنية بإدارة حالات الطوارئ والكوارث. وأضاف الأسقف الإيطالي، الذي هو أيضا النائب الرسولي لمنطقة الأناضول، أنه إزاء ما حصل اكتسبت أهميةً وقيمة كبيرتين الكلمات التي دوّنها البابا فرنسيس في الرسالة العامة الأخيرة "فراتيلي توتي"، مشددا على الحاجة الملحة إلى التضامن بغية إدارة الأزمات والكوارث. ورأى سيادته أن الوضع الناتج عن الزلزال الأخير، والذي شعر به أيضا سكان الجزر اليونانية ومدينة اسطنبول، شكل مناسبة لتعزيز روابط الأخوّة بين الشعوب وبين الأشخاص المنتمين إلى ديانات ومعتقدات مختلفة.

وتشير وكالة آسيا نيوز إلى أن الهزات الترددية تستمر في تركيا إذ تم تسجيل أكثر من ألف ومائة وعشرين هزة، وصلت شدة بعضها إلى أربع درجات من مقياس ريختر، في وقت بغلت فيه حصيلة ضحايا هزة الثلاثين من تشرين الأول أكتوبر الماضي، حوالي ثمانين قتيلاً في تركيا، وقتيلين في جزيرة ساموس اليونانية. وهي ليست حصيلة نهائية. كما تتحدث مصادر السلطات التركية عن سقوط حوالي ألف جريح، بينهم مائتان وتسعة عشر، أُدخلوا المستشفى لتلقي العلاج. وقد قامت فرق الإنقاذ برفع أكثر من ألف وثمانمائة خيمة، في الأيام التالية للهزة، كي تأوي العائلات التي فقدت منازلها.

بعدها أشار رئيس هيئة كاريتاس تركيا إلى عدم وجود أشخاص مسيحيين من بين الضحايا أو الجرحى، مضيفا أن كاتدرائية المدينة وكنيسة القديس بوليكارب تعرضتا لأضرار مادية جسيمة. وأوضح أن هيئة كاريتاس تعطي الأولوية لمساعدة الأشخاص المحتاجين. وهي اليوم تعمل على مراقبة الوضع، وتنوي أن تلبي احتياجات الأشخاص الذين لم يستفيدوا من المعونات التي تقدمها السلطات الحكومية، مع أن الإطار لم يكتمل بعد. وقال سيادته إن الهيئة الخيرية الكاثوليكية تمد يد المساعدة للجميع وهي لا تميّز بين مواطن مسلم ومسيحي، وتمارس نشاطها في إطار التنسيق التام مع الأجهزة الحكومية، موضحا أن النشاط يتم من خلال المخاتير نظرا لعلاقاتهم المتشعبة مع المواطنين، وهم قادرون على تقديم المعلومات المطلوبة بشأن الاحتياجات في الأحياء الداخلة ضمن صلاحياتهم.

هذا ثم أكد المطران بيتزيتي أن الأضرار الجسيمة التي سببتها الهزة الأرضية جاءت لتزيد من صعوبة الأوضاع الراهنة، خصوصا نتيجة تفشي وباء كوفيد، لكنه لفت إلى أن المستشفيات قادرة على استيعاب الأشخاص المحتاجين إلى العلاج، نظرا لعددهم المحدود. وختم المطران بيتزيتي حديثه لوكالة آسيا نيوز مؤكدا أن هيئة كاريتاس تركيا هي على تواصل مستمر مع كاريتاس الدولية، التي أطلقت مبادرات لمساعدة السكان المتضررين جراء زلزال إزمير، وأضاف أن الوضع ما يزال حساساً لكن يمكن التعامل معه بطريقة ناجعة، بدءا من مساعدة الأشخاص المحتاجين قبل العمل على إعادة إعمار أو ترميم المباني المتضررة، كالمنازل ودور العبادة.        

04 نوفمبر 2020, 08:23