TOPSHOT-PALESTINIAN-GAZA-DAILY LIFE TOPSHOT-PALESTINIAN-GAZA-DAILY LIFE 

مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة

في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تحدث كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريل رومانيلي عن الأوضاع التي يعيشها حاليا الغزاويون في أطار الحصار المفروض على القطاع وكيفية تعاملهم مع تفشي وباء كوفيد 19، مع العلم أن هذا الوباء غالبا ما يعاني منه الفقراء أكثر من الأغنياء.

على الرغم من الأوضاع المعيشية والصحية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، لم تتوقف المواجهات العسكرية بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية إذ تستمر الاشتباكات بين الطرفين منذ مطلع آب أغسطس الجاري، كما قال الأب رومانيلي في حديثه لموقعنا الإلكتروني مع العلم أنه يتواجد في غزة منذ أكثر من سنة وهو على اطلاع بالمناطق وبالأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان المحليون خلال هذه الأشهر.

الأنباء الواردة من القطاع تتحدث عن مصادمات عسكرية وأوضاع اقتصادية متردية ما حمل دولة قطر على إرسال موفد لها إلى غزة اجتمع مع كبار المسؤولين في حركة حماس التي تسيطر على المنطقة، وحمل معه مساعدة مادية لسكان القطاع، الذين يعدون أكثر من مليوني نسمة، يعيش نصفهم دون عتبة الفقر. وتندرج هذه المساعدة في إطار اتفاق الهدنة بين إسرئيل وحماس والذي لعبت فيه دور الوسيط – العام الماضي – كلٌّ من الأمم المتحدة، مصر وقطر. ويلحظ الاتفاق أيضا سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الرامية إلى التخفيق من حدة الفقر وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

بالعودة إلى المقابلة مع الأب رومانيلي فقد أكد هذا الأخير أن  سكان القطاع يواجهون أوضاعا صعبة يوميا، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الجماعة الكاثوليكية التي تعد حوالي مائة شخص. وما زاد الطين بلة اليوم تفشي وباء كوفيد 19، موضحا أن السلطات المحلية أكدت أربع إصابات في جنوب قطاع غزة، وأعلنت منع التجول لثمان وأربعين ساعة. ولفت إلى أنها المرة الأولى، منذ أشهر، يلزم فيها الغزاويون منازلهم. وقد ولّد لديهم الوباء خوفا شديداً، خصوصا بعد أن شاهدوا ما حصل في باقي الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وهم ينتظرون أن تعلن السلطات المحلية عن الإجراءات الواجب اتباعها من أجل سلامتهم، كي يتمكنوا من الخروج من منازلهم ومزاولة عملهم.

في رد على سؤال بشأن الأوضاع الراهنة في مخيمات اللاجئين في غزة، قال كاهن رعية العائلة المقدسة إن المخيمات هي عبارة عن الأحياء الأشد فقرا في غزة، ويصعب فيها جدا احترام منع التجول وعدم الاختلاط لأنه ثمة غرفاً يعيش فيها عشرة أو أربعة عشر شخصا من عائلة واحدة. لهذا من الصعب جدا أن نتوقع ما سيؤول إليه الوضع في المستقبل. وأوضح أن السلطات عمدت على تقسيم القطاع إلى مناطق ومنعت الانتقال من منطقة إلى أخرى للحيولة دون تفشي الفيروس في قطاع غزة برمته.

بعدها لفت رومانيلي إلى استمرار المصادمات بين إسرائيل وحركة حماس، فضلا عن عبء الحصار الذي يخضع له الغزاويون منذ سنوات، مشيرا على سبيل المثال إلى أن الناس يحصلون على التيار الكهربائي لأربع أو ست ساعات في اليوم فقط في أحسن الحالات ولا أحد يستطيع مغادرة القطاع إلا في الحالات الطارئة من أجل تلقي العلاج في إسرائيل. وختم بالقول إن الكنيسة المحلية وإزاء هذا السيناريو الصعب لا تتردد في مد يد المساعدة إلى آلاف الأشخاص المحتاجين، المسيحيين والمسلمين. 

27 أغسطس 2020, 12:23