PALESTINIAN-ISRAEL-JERUSALEM-RELIGION-CHRISTIANITY-FRANCISCANS PALESTINIAN-ISRAEL-JERUSALEM-RELIGION-CHRISTIANITY-FRANCISCANS 

الأرض المقدّسة: غياب الحجاج لا يطفئ الرجاء

المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية يتحدث عن وضع الكنيسة الملتزمة في مساعدة آلاف العائلات بالصلاة وأعمال المحبة في زمن الوباء ويقول نحن نعيش في الأرض التي قام فيها يسوع من الموت وعلينا أن نحافظ على النظرة الفصحيّة للحياة المكوّنة من الصليب وإنما من القيامة أيضًا.

"إن رحلات الحج إلى الأرض المقدسة متوقفة بالكامل" هذا ما قاله المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز وشرح بألم حالة الطوارئ التي سببها الوباء والتي تمنع وصول الحجاج إلى الأرض المقدّسة أولاً لأن العديد من الحدود لا تزال مُغلقة وثانيًا لأنَّ قسمًا كبيرًا من البلدان التي فتحت حدودها تتطلب فترة حجر صحّي بعد السفر وهذا الأمر قد أفقد الحجاج حماسهم. أضف إلى ذلك أنّه وخلال الأسابيع الأخيرة ظهرت في إسرائيل وفلسطين، موجة ثانية من الإصابات القوية مما سبب خوفًا كبيرًا.

تابع المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية يقول وما يشكّل عائقًا آخر هو أن الكهنة لا زالوا مجبرين على نقل الاحتفالات الليتورجية عبر الإنترنت ومقابلة المؤمنين فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لكن هذا الأمر، يؤكّد المطران بيتسابالا، لا يخفف من قوّة الصلاة، لأننا في الشرق وفي الشرق لدينا كنيسة تقليدية تُعاش فيها المشاركة في الليتورجية بشكل عميق. وبالتالي فإن إحدى المشاكل الحالية التي تواجهها العائلات هي عدم قدرتها على المشاركة أو المشاركة بطريقة محدودة في الاحتفالات الليتورجية: ولتدارك هذه الصعوبات، قام كهنة الرعايا بتجهيز أنفسهم لكي يجعلوا أشكال الصلاة البديلة أكثر ملموسة، ولكي يقوموا ببعض الزيارات الراعوية حيثما أمكن لكي ينشّئوا أرباب العائلات على أن يحملوا المناولة إلى عائلاتهم عندما يستحيل على الكاهن أن يقوم بذلك. ومما لا شك فيه هو أن الصلاة هي دعم إنساني وروحي ضروري جدًّا.

وهذه الصلاة أضاف المطران بييرباتيستا بيتسابالا يقول تتحوّل أيضًا إلى علامة رجاء ملموسة لأنّ المثول أمام الرب من أجل رفع صلاة الشفاعة في هذه المرحلة من الزمن هو الخبز الضروري الذي نحن بأمسِّ الحاجة له بالإضافة إلى الخبز اليومي. نعيش في الأرض التي قام فيها يسوع من بين الأموات وبالتالي علينا نحن بالذات أن نحافظ على النظرة الفصحيّة للحياة المكوّنة من الصليب وإنما من القيامة أيضًا. ففي الأرض المقدّسة تمّ حتى الآن منح السيامة الكهنوتية لأحدَ عشر كاهنًا والسيامة الشماسية لثمانية عشر شماسًا وهذه هي أيضًا علامة تفاؤل من أجل المستقبل؛ فبالرغم من التعب والجهود وبالرغم من الانقسامات حتى تلك السياسية لكن الرب لا يزال يباركنا بدعوات ونحن نشكره على ذلك.

تابع المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية يقول وقد أثرت قساوة الفيروس على قلوب آلاف العائلات في الأرض المقدسة، والتي وجدت نفسها بدون عمل، ولاسيما في المناطق الأكثر فقراً مثل فلسطين والأردن. لكن الكنيسة لم تتراجع إزاء هذا الأمر بل وضعت آلية تسمح بالاستجابة بشكل ملموس على احتياجات الأشخاص وذلك من خلال دعم العديد من المؤسسات أفكر بشكل خاص بفرسان القبر المقدّس الذين فتحنا معهم مراكزًا لحالات الطوارئ ولاسيما في منطقة بيت لحم في شمال فلسطين وفي شرق القدس وكذلك في الأردن.  تقدم هذه المراكز المساعدة للعائلات التي فقدت كلّ شيء وبدأت تعيش على عتبة الفقر، كذلك فعّلنا أيضًا برنامج دعم غذائي ومدرسي وصحّي. هذا كل ما بإمكاننا القيام به في هذه المرحلة التاريخية.

وختم المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية حديثه لموقع فاتيكان نيوز بالقول لقد أخذنا بعين الاعتبار أنه ولمدة عام تقريبًا سنعيش كما نعيش الآن. نحن ندرك كذلك أنه بالنسبة لرحلات الحج لن تكون هناك بعد الآن تلك الأرقام التي كانت لدينا سابقًا: ستصبح الرحلات أكثر تعقيدًا، كذلك ستتطلّب منا مرحلة ما بعد الوباء أن نتنبّه لأمور لم نكن نتنبّه لها في الماضي. باختصار، سيتعين على رحلات الحج أن تتكيف مع الأوضاع الجديدة بأشكال وطرق ومسارات مختلفة. لكن الحج، في الأرض المقدسة، سيحظى على الدوام بالميزة الأساسية للقاء بيسوع في الأماكن التي عاش فيها. وهذا الأمر لن يتغير أبدًا.

 

09 يوليو 2020, 10:33