مقابلة مع الكاردينال رانجيت لمناسبة مرور سنة على الهجمات الإرهابية في سريلانكا
لمناسبة مرور سنة على هذا الحادث أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة كولومبو الكاردينال ألبرت مالكولم رانجيت الذي عبّر عن صلاته وقربه وتضامنه مع ذوي الضحايا وجميع العائلات التي فقدت أحباءها، ومع الجرحى ومن أصيبوا بإعاقات وما يزالون يتألمون لغاية اليوم. وقد توقفت البلاد دقيقتي صمت يوم الثلاثاء الفائت وفي تمام الساعة التاسعة إلا ربعاً صباحا، أى لحظة وقوع الانفجار الأول، فيما قُرعت الأجراس في مختلف دور العبادة، وأضيئت الشموع والمصابيح في البيوت. وقد تم إلغاء العديد من التجمعات التي كانت مرتقبة للمناسبة، وذلك بسبب إجراءات الوقاية من وباء كوفيد 19، الذي أدى إلى وفاة سبعة أشخاص في البلد الآسيوي لغاية اليوم.
في حديثه لموقعنا الإلكتروني عبر الكاردينال رانجيت عن قربه وتضامنه مع عائلات الضحايا والجرحى، لافتا إلى أن هذا التضامن يحمل طابعاً وطنياً. وأضاف أن إحياء ذكرى هذه الحادثة الأليمة لم يقتصر على المسيحيين وحسب إذ شارك في المبادرات البوذيون، فأقدم رهبانهم على قرع الأجراس في معابدهم. كما أن المسلمين عبروا هم أيضا عن تضامنهم مع الأسر التي فقدت أحباءها في الهجمات الإرهابية. وهذا ما فعله أيضا جميع المواطنين، ما عكس اتحادا في المواقف حيال ما شهدته البلاد يوم عيد الفصح من العام الماضي.
في سياق حديثه عن كيفية تصرف الجماعة المسيحية حيال منفذي الاعتداءات شدد رئيس أساقفة كولومبو على أهمية الغفران وقال إنه في أعقاب الهجمات لم تحصل أي ردة فعل فورية، في وقت كان فيه الجرح عميقاً في نفوس الضحايا، إذ إن العنف الذي حصل ولد جراحاً جسدية وروحية أيضا. وكان باستطاعة الناس أن يقوموا بردة فعل لكنهم لم يفعلوا ذلك، وقد طغى التعقل على الغرائز.
وذكّر نيافته بأن الكنيسة احتفلت للتو بعيد الفصح وتذكرت موت الرب على الصليب وكيف غفر لمن صلبوه وأساؤوا معاملته. وأشار إلى أن مشاعر الغفران هذه تعم قلوب كل شخص عانى جراء الهجوم، لكن مع ذلك يحق للضحايا أن يكتشفوا الحقيقة ويعرفوا من يقف وراء الهجمات.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد الكاردينال رانجيت أن ما حصل كان فعلا حدثا مأساويا، كما أن وباء كورونا حدث مأساوي لأنه سبب موت العديد من الأشخاص، لاسيما في إيطاليا. وقال إن المؤمنين يسألون الله اليوم أن يساعد البشرية في تخطي هذه المرحلة المظلمة من تاريخها.