موقع فاتيكان نيوز يجري مقابلة مع خبير في الشؤون الجيوسياسية بشأن الوضع في سورية والشرق الأوسط موقع فاتيكان نيوز يجري مقابلة مع خبير في الشؤون الجيوسياسية بشأن الوضع في سورية والشرق الأوسط 

موقع فاتيكان نيوز يجري مقابلة مع خبير في الشؤون الجيوسياسية بشأن الوضع في سورية والشرق الأوسط

أدت الاشتباكات الدائرة في شمال غرب سورية بين القوات النظامية والجيش التركي فضلا عن اشتداد حدة الأزمة الإنسانية إلى تهجير مئات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال.

وقد بدأت المواجهات بين الطرفين في محافظة إدلب حيث تشن القوات الموالية للنظام السوري هجوما ضد آخر معاقل المتمردين، فيما تتحدث الأنباء الواردة من هناك عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين. تحصل هذه التطورات في وقت تم فيه الإعلان عن دوريات مشتركة كان من المرتقب أن تقوم بها وحدات تركية وروسية في كوباني. وذكرت مصادر رسمية في موسكو أن حكومة أنقرة لم تعلن عن تحركاتها بشكل مسبق، بيد أن الجيش التركي أكد أن التنسيق جارٍ منذ مدة مع الجانب الروسي.

هذا وما تزال روسية تعبر عن قلقها حيال تواجد من تسميهم بالإرهابيين في المنطقة لكنها في الوقت نفسه تشدد على تمسكها في ضمان خطة خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في سوتشي وأستانة. من طرفه دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موسكو إلى احترام تعهداتها، خصوصا المتفق عليها في لقاءات أستانة بين تركيا، إيران وروسيا.

على الصعيد الإنساني تشير الإحصاءات إلى أن حوالي مائتي ألف شخص نزحوا عن المنطقة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع اشتداد حدة المواجهات المسلحة. وأوضح المتحدث بلسان مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة دايفد سوانسون أن عدد المهجرين منذ شهر كانون الأول ديسمبر الماضي بلغ خمسمائة وعشرين ألف شخص، ثمانون بالمائة منهم من الأطفال والنساء. وبعد حوالي تسع سنوات على بداية الحرب في سورية يمكن أن نتحدث اليوم عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن لا عن اقتراب نهاية الصراع المسلح، كما يؤكد أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في جامعة سالنتو الإيطالية والخبير في القضايا الجيوسياسية دانيليه دي لوكا.

قال الأستاذ الجامعي الإيطالي في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني إن اهتمام الجماعة الدولية اليوم موجه نحو مسائل أخرى، لم يعد هناك اهتمام بالحرب السورية، وقد يعتقد البعض أنها انتهت مع هزيمة تنظيم داعش، لكن الحرب لم تنته بعد. وتحدث دي لوكا عن وجود جيوب من المقاومة تابعة للمعارضة داخل الأراضي السورية، معتبرا أن الثورة في البلاد لم تكن تمت بصلة إلى ما يُسمى بالربيع العربي، لكنها جاءت احتجاجاً على عدم وجود تمثيل متكافئ بين الأقلية العلوية والأكثرية السنية.

هذا ثم رأى أن سورية ومنطقة الشرق الأوسط عموما باتت اليوم خاضعة للنفوذ التركي – الروسي، مضيفاً أنه يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تريد أن تلعب دوراً مباشرا في المنطقة، أو تمارس تأثيراً مباشراً. واعتبر أن واشنطن تصب اهتمامها حاليا على الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، من خلال السعي إلى إيجاد حلول لهذا النزاع الشائك جداً، فتركت سورية ومناطق أخرى في الشرق الأوسط تحت النفوذ التركي – الروسي، هذا فضلا عن تدخل قوي من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني لفت دي لوكا إلى التأثير المتنامي لإيران في سورية مشيرا إلى أن الأكثرية السنية لم تقبل قط حكم العلويين المقربين من إيران، لذا فإن طهران ينبغي أن تلعب دوراً هاما من أجل الحفاظ على التوازنات، وحذر من مغبة اندلاع حرب في المنطقة لا تُحسب أبعادها.

05 فبراير 2020, 13:08