الكاردينال تاغل: تنتهي الحملة، لكنَّ الرسالة مستمرة الكاردينال تاغل: تنتهي الحملة، لكنَّ الرسالة مستمرة 

الكاردينال تاغل: تنتهي الحملة، لكنَّ الرسالة مستمرة

"إن حملة Share the Journey قد ساعدتنا لكي نصل إلى المهاجرين، ونعانق فقرهم ومعاناتهم، ونرفعهم بقناعة أنهم ليسوا مجرّد أرقام، وإنما أشخاص لهم أسماء وقصص وأحلام" هذا ما قاله الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب في مداخلته في اختتام حملة منظّمة كاريتاس الدوليّة "Share the Journey"

عُقد صباح الثلاثاء مؤتمر صحافي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في اختتام حملة منظّمة كاريتاس الدوليّة "Share the Journey" تحت عنوان "كاريتاس الدولية تسير مع المهاجرين واللاجئين. النظر إلى المستقبل بعد أربع سنوات من حملة Share the Journey" وللمناسبة ألقى قاله الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب مداخلة قال فيها لأربع سنوات خلت، أطلقت منظّمة كاريتاس الدوليّة حملة بهدف خلق جسور من الرجاء بين جُزر يفصل بينها الخوف. لقد وَضعنا​​لأنفسنا بعض التحديات: لا أن نرى المهاجرين وحسب، وإنما أن ننظر إليهم برأفة؛ لا أن نسمع أصواتهم وحسب، وإنما أن نصغي إلى قصصهم واهتماماتهم؛ لا أن نميل ونمضي وإنما أن نتوقّف مثل السامري الصالح، ونعيش لحظة شركة معهم.

تابع الكاردينال تاغل يقول واليوم بعد أربع سنوات، يمكنني أن أقول إن حملة Share the Journey قد ساعدتنا لكي نصل إلى المهاجرين، ونعانق فقرهم ومعاناتهم، ونرفعهم بقناعة أنهم ليسوا مجرّد أرقام، وإنما أشخاص لهم أسماء وقصص وأحلام، وأن نرى فيهم يسوع المسيح الذي أصبح مع والديه لاجئًا في مصر عندما كان طفلًا. نحن نؤمن أنه من خلال هذه الحملة، ساعدت كاريتاس في تطوير ونشر ثقافة جديدة على مستوى عالمي، ثقافة حية للقاء الشخصي، رؤية جديدة لقبول الإنسان في شخص المهاجر.

أضاف عميد مجمع تبشير الشعوب يقول لقد كانت زيارتي إلى مخيم اللاجئين في إيدوميني باليونان عام ٢٠١٥ خبرة دينية ستستمر لفترة طويلة. أحتفظ بذكريات رحلتي إلى لبنان في عام ٢٠١٦ عندما قابلت لاجئين من سوريا في سهل البقاع. وفي عام ٢٠١٧ زرت الأردن وكان لي لقاء مثمر مع لاجئين من العراق. ثم في مخيمات كوكس بازار للروهينغا في بنغلاديش التي زرتها مرتين في ٢٠١٨ و٢٠١٩. أتذكر أن مشاعري قد اختلطت. فرح جزء مني لأنهم قد حصلوا على الاهتمام الذي يستحقونه كبشر؛ ولكن في الوقت عينه بقي جزء مني حزينًا لأنني تساءلت عما إذا كانت هذه حالة حياة دائمة لهم أم مؤقتة. لا يمكنني أن أتخيل كيف سيجيب الآباء إذا سألهم أطفالهم عن المستقبل الذي ينتظرهم. حتى في بلدي، قابلت نازحين داخليّين، يحملون جراح النزاعات العنيفة والفقر والاتجار بالبشر والكوارث البيئية. لقد ذكرني هؤلاء اللاجئون بـ "جذوري كمهاجر". رأيت فيهم جدي الذي ولد في الصين، لكنه اضطر لمغادرة وطنه إلى الفيليبين مع عمه عندما كان صغيرًا بحثًا عن مستقبل أفضل.

تابع الكاردينال تاغل يقول لقد كانت حملة Share the Journey وقفة رائعة للقاء والتضامن، وقد شكّلت بشكل خاص تعبيرًا عن حب الكنيسة للأشخاص المتنقلين، حيث تم استقبال المسيحيين والمسلمين والهندوس وأتباع الديانات الأخرى والذين لا دين لهم كأشخاص. وفي الوقت الذي يجب أن يقودنا فيه فيروس الكورونا إلى التضامن العالمي، وفيما تهتمُّ الدول بحماية مواطنيها، مع خطر ازدياد الأنانية والخوف من الغرباء، تشكّل نهاية حملة كاريتاس الدولية العالمية دعوة لمواصلة مشاركة المسيرة مع المهاجرين، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة. وبالتالي تنتهي الحملة رسميًا، لكنَّ الرسالة مستمرة.

وخلص الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب إلى القول لقد كان قداسة البابا فرنسيس مصدر إلهام لحملتنا، وقد رافقنا في كل خطوة مهمة في هذه الرحلة. وشجعنا على استقبال المهاجرين والدفاع عنهم ومرافقتهم وإدماجهم. لقد استجابت كاريتاس الدولية لهذه الدعوة، ويمكننا اليوم أن نقول إننا لبيناها. وأقول مرة أخرى إنه حتى لو انتهت الحملة، لكنَّ رسالتنا تجاه الأشخاص المتنقلين، أي اللاجئين والمهاجرين، ستستمر. وندعو جميع الأشخاص ذوي النوايا الحسنة إلى عيش هذه الرسالة.

15 يونيو 2021, 14:06