الأب زامبيني: يمكننا أن نشفى من فيروس العنصرية بثقافة اللقاء الأب زامبيني: يمكننا أن نشفى من فيروس العنصرية بثقافة اللقاء 

الأب زامبيني: يمكننا أن نشفى من فيروس العنصرية بثقافة اللقاء

لكي نشفى من فيروس العنصرية، من الضروري أن يُصار إلى ثقافة لقاء تقوم على احترام الكرامة البشريّة، لأننا جميعًا إخوة وأخوات، أبناء للأب عينه: هذا ما قاله باختصار الأب أوغوستو زامبيني، مساعد أمين سرِّ الدائرة الفاتيكانيّة التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة، في عظته في القداس الإلهي إحتفالاً باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري والذي ترأسه عميد الدائرة الفاتيكانيّة، الكاردينال بيتر تركسون.

استهلَّ الأب أوغوستو زامبيني عظته انطلاقًا من رسالة البابا فرنسيس العامة "Fratelli tutti"، وأشار إلى أن العنصرية هي فيروس يتغير بسهولة وبدلاً من أن يختفي هو يختبئ، لكنه يتربّص بنا على الدوام. وبالتالي، لكي نجعل المجتمع يزدهر، هناك حاجة للهروب من موقف الإدانة، والاعتقاد بأننا متفوقين على الآخرين، لأن هذا الأمر يفرقنا ويبعدنا عن الله. في الواقع، أضاف الأب زامبيني يقول إنَّ المجتمع السليم يحتاج إلى مواقف مغفرة مستمرة وخدمة للآخرين، لا سيما تجاه الفئات الأكثر ضعفًا، لأننا هناك سنجد يسوع.

تابع الأب زامبيني يقول إنَّ محبة الله والآخرين كأنفسنا لا يمكنها أن تستند إلى قانون فقط، بل يجب أن تكون ثمرة ثقافة لقاء نكتشف من خلالها أنفسنا إخوة وأخوات، بدون أي تمييز. كذلك شجّع الأب زامبيني أيضًا على البحث عن بذور القمح التي سقطت حولنا، لكي نرى يسوع في وجه المرضى، والفقراء، والمُستغَلِّين، والمُضطهدين، والذين فقدوا حياتهم أو ضحايا الفقر، والعنف والتمييز والعنصرية وفظائع الحرب؛ وأضاف إنَّ عدم رؤية هؤلاء الناس يمنعنا من رؤية يسوع، أما رؤيتهم وإدراك معاناتهم فيربطنا بعمق بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات.

لهذا السبب، دعا الأب زامبيني الجميع للعمل على المستوى الشخصي والثقافي والقانوني واللغوي لرؤية فرح الأشخاص الذين ينغمسون في ظلام المواقف الرهيبة، ويظهرون في ضوء حياة مختلفة. ولكي لا تذهب المعاناة التي يسببها التمييز للعديد من الناس سدى، نريد اليوم أن تؤتي ثمارها، إنطلاقًا من طريقة جديدة للقاء تكون إدماجيّة وتحترم الآخرين والخليقة بأسرها. وختم الأب أوغوستو زامبيني عظته رافعًا الصلاة إلى الرب لكي يعطي البشر قلبًا نقيًا لا يميّز، وقلبًا قادرًا على احترام تنوع الجماعة، وبالتالي على خلق شركة حقيقية.

هذا ويُحتفل باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في الحادي والعشرين من آذار مارس مارس من كل سنة. ففي ذلك اليوم من سنة ١۹٦٠ وقعت مذبحة شاربفيل، حيث أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت ٦۹ شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية احتجاجاً على قوانين الاجتياز في بلدية شاربفيل بجنوب أفريقيا، وكانت قوانين الاجتياز قد فُرِضت من قبل نظام الفصل العنصري في البلاد. في إعلانها ذلك اليوم في سنة ١۹٦٦، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. ومنذ ذلك الحين، أُبطل العمل بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وألغيت القوانين والممارسات العنصرية في بلدان عديدة، وتمكنا أيضا من بناء إطار دولي لمكافحة العنصرية يسترشد بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وتقترب هذه الاتفاقية الآن من مرحلة عالمية التصديق، بيد أنه لا يزال هناك في جميع المناطق أشخاص عديدون وجماعات ومجتمعات عديدة تعاني من الظلم والوصم بالعار الذين تسببهما العنصرية. وحسبما تؤكد المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإن الناس جميعا يولدون "أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق". واليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري يذكرنا بمسؤوليتنا الجماعية تجاه تعزيز هذا المبدأ المثالي وحمايته.

22 مارس 2021, 10:33