الكاردينال غريتش: علينا أن نعزز الالتزام من أجل كنيسة أكثر سينودسيّة الكاردينال غريتش: علينا أن نعزز الالتزام من أجل كنيسة أكثر سينودسيّة 

الكاردينال غريتش: علينا أن نعزز الالتزام من أجل كنيسة أكثر سينودسيّة

مقابلة مع الأمين العام لسينودس الأساقفة حول تعيين سكرتيرين مساعدين جديدين لمساعدته في العمل من أجل كنيسة أكثر سينودسية، كما يريدها البابا فرنسيس.

خطوة في غاية الأهمية من أجل تعزيز أمانة سرِّ السينودس ولإعطاء زخم متجدد للالتزام نحو كنيسة سينودسيّة وإرسالية. هذا ما قاله الكاردينال ماريو غريتش في مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز معلِّقًا على تعيين سكرتيرين مساعدين جديدين لأمانة سرِّ سينودس الأساقفة، وتوقف الكاردينال غريتش بشكل خاص عند تعيين الأخت ناتالي بيكوارت كأول امرأة تتسلم هذا المنصب وعند الآفاق التي يفتحها هذا التعيين لدور المرأة في حياة الكنيسة.

قال أمين سرّ سينودس الأساقفة لقد ذكّرنا البابا فرنسيس عدة مرات أن الكنيسة السينودسيّة هي كنيسة تتميز بالإصغاء: بإصغاء متبادل حيث يتعلم الجميع - مؤمنون وأساقفة وأسقف روما - من بعضهم البعض؛ ولاسيما من خلال الاصغاء جميعًا إلى الروح القدس. وبالتالي، يساعدنا تعيين الأخت ناتالي لكي نتذكر بطريقة ملموسة أن صوت شعب الله له مكان محدد في المسيرة السينودسية وأنه من الأساسي إيجاد طرق من أجل تعزيز مشاركة فعالة لجميع المعمدين. وهذا المنظار قد ميز الأسلوب الذي فسّر من خلاله البابا فرنسيس السينودس طوال فترة حبريته. لقد رأينا ذلك في السينودس حول الشباب ثم في السينودس حول منطقة الأمازون: فقد كان للإصغاء ولمشاركة الشباب والشعوب الأصلية تأثيرًا حاسمًا في إعدادهما وخلال انعقادهما.

تابع الكاردينال ماريو غريتش مجيبًا على سؤال حول إن كان هذا التعيين أيضًا فرصة لإمكانية حصول نساء أخريات على حق التصويت في السينودس وقال لقد أكد العديد من آباء السينودس خلال جمعيات السينودس الأخيرة على ضرورة أن تفكر الكنيسة بأسرها حول مكانة وأدوار النساء في داخلها. كذلك شدّد البابا فرنسيس أيضًا، في مناسبات عديدة، على أهمية مشاركة النساء بشكل أكبر في عمليات التمييز والقرارات الكنسيّة. وبالتالي فقد ازداد عدد النساء المشاركات كخبيرات أو مدققات في جمعيات السينودس الأخيرة. ومع تعيين الأخت ناتالي بيكوارت وإمكانية مشاركتها بحق التصويت، تم فتح بابٍ، وسنرى بعد ذلك الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها في المستقبل.

أضاف أمين سرّ سينودس الأساقفة مجيبًا على سؤال حول الإسهام الخاص الذي سيحمله تعيين الأب "Luis Marín de San Martín" وقال إن الأب "Luis Marín de San Martín" يملك خبرة كبيرة في مرافقة عمليات صنع القرار الجماعي، وستكون معرفته بالمجمع الفاتيكاني الثاني ثمينة في الحفاظ على جذور المسيرة السينودسيّة حاضرة على الدوام. كذلك، يشير واقع أن كِلا السكرتيرين الجديدين ينتميان إلى جمعيات رهبانية، وكلاهما نشأ في روحانية معينة، إلى أهمية أن تأخذ الكنيسة السينودسيّة بعين الاعتبار المواهب المختلفة الموجودة في الكنيسة.

تابع الكاردينال ماريو غريتش مجيبًا على سؤال حول إن كانت سترافق هذه التعيينات أيضًا طريقة جديدة للعمل في السينودس وقال بدون شك. تؤكد هذه التعيينات على أهمية أن تكون مسيرة الكنيسة السينودسية مصحوبة بمجموعة تعمل معًا: وبالتالي يجب أن تكون هيكلية وطريقة عمل الأمانة العامة في حد ذاتها سينودسيّة!  وهذا العمل الجماعي سيتيح للعلمانيين المزيد من المشاركة في ديناميكيات المسؤولية. لذلك، أتمنى أن نعمل نحن الثلاثة مع جميع موظفي أمانة سرِّ السينودس بروح من التعاون وأن نختبر أسلوبًا جديدًا للقيادة "السينودسيّة"، قيادة أقلَّ تراتبية وإكليروسيّة في الخدمة، تسمح بالمشاركة والمسؤولية المشتركة، دون أن تتنازل في الوقت عينه عن المسؤوليات الموكلة إليها. وفي هذا أيضًا، سنحاول أن نقتدي بالبابا فرنسيس.

أضاف أمين سرّ سينودس الأساقفة مجيبًا على سؤال حول تقييمه للاستعداد المتجدد للكنائس المحلية لاتخاذ "أسلوب سينودسي" كما يدعوها البابا فرنسيس وقال لقد أكد البابا فرنسيس أن "السينودسيّة هي المسيرة التي يتوقعها الله من كنيسة الألفية الثالثة، وقد أصرّ على العلاقة بين السينودس ورسالة البشارة. كذلك فقد أبرزت حالة الوباء بشكل أكبر مدى أهمية "السير معًا" ككنيسة وكمجتمع، وتحمُّل مسؤولية الروابط التي توحدنا ببعضنا البعض. إن إعلان السينودس القادم حول السينودس تُخصِّبه أيضًا الديناميكيات السينودسيّة التي تتمُّ وتتحقق في الكنائس المحلية، وإن كان ذلك في سياقات وبطرق مختلفة؛ وإذا سارت الكنيسة الإيطالية في هذا الاتجاه، فستتمكَّن أيضًا من أن تُغنيَ تأمُّل الكنيسة الجامعة. وكأمانة عامة لسينودس الأساقفة، نتابع باهتمام جميع هذه العمليات السينودسية المختلفة القائمة ونُبدي استعدادنا لوضع أنفسنا في خدمتها، لأنّها مناسبات لكي نبحث معًا عن كيفية تعزيز وتطوير هذا "الأسلوب السينودسي" الذي يرغب به البابا فرنسيس والذي يتطلع إليه العديد من المؤمنين في مختلف أنحاء العالم.

07 فبراير 2021, 12:37