الكاردينال بارولين يحمل إلى الكاميرون رسالة البابا للسلام والمصالحة الكاردينال بارولين يحمل إلى الكاميرون رسالة البابا للسلام والمصالحة  

الكاردينال بارولين يحمل إلى الكاميرون رسالة البابا للسلام والمصالحة

قرب واهتمام البابا فرنسيس بالكاميرون والقارة الأفريقية في عظة الكاردينال بيترو بارولين بمناسبة منح درع التثبيت لرئيس أساقفة باميندا أندرو نكيا فانيا في الكاميرون.

"إنَّ الأب الأقدس يدرك جيدًا الصعوبات التي مررتم بها خلال السنوات الأخيرة وما زلتم تواجهونها، ويطلب لكم تعزية الرب، ولا سيما الذين وقعوا ضحايا للعنف أو فقدوا أصدقاء وأشخاصًا أعزاء في هذه الأزمة". هكذا أعرب أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في عظته في القداس الإلهي الذي منح خلاله درع التثبيت للمطران أندرو نكيا فانيا، رئيس أساقفة باميندا، عن قرب البابا فرنسيس من سكان الكاميرون، والقارة الأفريقية، أرض غنية بالإنسانيّة ولكنها مطبوعة بالكثير من المعاناة. وأضاف إنَّ البابا يتّحد بالرغبة في السلام والمصالحة التي ترتفع من هذه الأرض الحبيبة الرائعة نحو الله.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان شارحًا أنَّ درع التثبيت هو علامة لرابط الشركة الخاص مع البابا: وإذ نُسج من صوف الحملان التي باركها الحبر الأعظم في عيد القديسة أغنيس، وهو يذكّر بصورة الراعي الصالح الذي يذهب بحثًا عن الخروف الضال ويحمله على كتفيه. كما يمثل القوة التي يمارسها رئيس الأساقفة في الولاية الكنسية، في شركة مع الحبر الأعظم. إنها علامة غنية بالمعاني، تدشن بقوة خدمة ورسالة كل رئيس أساقفة جديد: إذ توضع خدمته الجديدة منذ بدايتها تحت علامة الشركة، في الطاعة والاتحاد مع الأب الأقدس وبمشاركة إخوته في الأسقفيّة.

أضاف الكاردينال بارولين مسلّطًا الضوء على أنّه بينما تدوي أصوات كثيرة وتطارد بعضها البعض من حولنا؛ بينما يريد الكثيرون أن يكونوا معلمين في حياتنا، من الضروري أن نعطي وزنًا فريدًا لكلمة المسيح التي هي كلمة التي لا تزول، ولهذا السبب دعانا البابا فرنسيس في مناسبات عديدة لكي نحمل معنا كتاب مقدّسًا صغيرًا. إنَّ الإنجيل في الجيب ليس مجرّد شعارًا وإنما هو برنامج روحي. وأشار أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان في هذا السياق إلى أنَّ يسوع يريد خير الإنسان ولهذا يحرره من الشر. إنّه قادر على أن يحررنا الكامل بالضبط من خلال كلمته البسيطة والقوية: إنها ليست صيغة سحرية، وإنما هي كلمة فعالة. وأكد الكاردينال بيترو بارولين في هذا السياق أن الشر موجود والمسيح قادر على هزيمته.

ثم أشار الكاردينال بارولين إلى تعليم القديس بولس الرسول، مشيرًا إلى مصطلحين ثمينين عليهما أن يطبعا المسيرة الروحية لكل فرد منا: الهدوء والسهر: الهدوء لأننا مع المسيح منتصرون، في اتباعه من خلال الصلاة والحياة الأسرارية؛ والسهر لكي نتمكّن من تمييز الشر، بدءًا من قلوبنا. وإذ توجّه إلى المؤمنين، حثهم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان على مواجهة العنف والانقسامات والصراعات بين الإخوة التي تعاني منها هذه الأرض: إن الذي يحارب الشر الذي يقيم في قلبه، يصبح حاملاً للخير والسلام في عائلته، بين أصدقائه، وفي جماعته: وبهذه الطريقة يصبح بذرة رجاء للجميع.

وختم أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين عظته مذكِّرًا بأنه وبعد ألفي عام، يبقى الدهشة والسؤال أمام الرب يسوع موقفان ثمينان يجب علينا أن نحافظ عليهما بعناية: لا يجب أن نتوقف أبدًا عن التفكير في هذا اللغز لكي نتجنّب خطر الكبرياء الروحي، لأولئك للذين يقتنعون بأنهم يعرفون كل شيء عن يسوع، بدون أن يدركوا بأنه دائمًا ما يكون أعظم مما يمكننا فهمه بشريًا. لا يجب أن نتوقّف أبدًا عن الدهشة والتعجب أمام السر الأساسي لإيماننا المسيحي: سر ابن الله الذي صار إنسانًا لكي يحررنا.

 

31 يناير 2021, 13:00