مقابلة مع المسؤول العلمي عن اللقاء الدولي للشبان الاقتصاديين ورجال الأعمال مقابلة مع المسؤول العلمي عن اللقاء الدولي للشبان الاقتصاديين ورجال الأعمال 

مقابلة مع المسؤول العلمي عن اللقاء الدولي للشبان الاقتصاديين ورجال الأعمال

تُختتم غدا السبت الحادي والعشرين من الجاري أعمال الحدث الدولي بعنوان "اقتصاد فرنسيس" والذي شاءه البابا ويشهد مشاركة العديد من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال الشبان، ويهدف إلى المساهمة في بناء منظومة اقتصادية قادرة على النظر إلى نوعية وجودة النمو، مع الأخذ في عين الاعتبار البعد الروحي للإنسان.

على هامش الأعمال أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد لويجينو بروني المسؤول العلمي عن اللقاء الدولي للشبان الاقتصاديين ورجال الأعمال الذي تحدث عن ضرورة إعطاء روحٍ ونَفْسٍ جديدَين للاقتصاد، لافتا إلى أن هذا الموضوع هو من بين القضايا الكبيرة التي يهتم بها البابا فرنسيس في حبريته. كما لا بد من إنعاش المنظومة الاقتصادية، لأن هذه المنظومة مريضة اليوم وتحتاج إلى المعالجة. وأضاف أن هذا ما يسعى إليه ويعمل من أجله مئات الشبان الذين شاركوا في هذا اللقاء، ويفعلون ذلك بحماسة والتزام كبيرين، اللذين ميزا أيضا المرحلة التحضيرية للحدث والتي استغرقت أشهرا طويلة.

بعدها ذكّر السيد بروني بأن النمو هو من بين الكلمات الأساسية والمحورية لهذا اللقاء، لكنه حذّر من الالتباس الذي يمكن أن يرافق هذه العبارة، لأن كل نمو ليس بالضرورة ظاهرة إيجابية. وأوضح على سبيل المثال أن النمو الذي شهدناه خلال العقود الماضية ألحق الضرر بكوكب الأرض، لأن الناس لم يأخذوا في عين الاعتبار النتائج السلبية التي يمكن أن تترتب على هذا النمو. فكان الاهتمام منصبا على رفع الناتج الداخلي الإجمالي بنسبة ثلاثة أو أربعة بالمائة لكن هذا الأمر حمل معه ضررا بالبيئة الطبيعية المحيطة بنا. فالنمو غالبا ما يُقاس من حيث الأرقام والكمية بيد أن النمو البشري يُقاس من حيث النوعية، وهذا المفهوم لا يندرج ضمن الحسابات الوطنية مع أنه بالغ الأهمية.

هذا ثم لفت إلى أن الحدث كان من المقرر أن يُعقد في أسيزي في شهر آذار مارس المنصرم لكن تم إرجاؤه بسبب جائحة كوفيد 19 والإقفال الناتج عنها. لكن خلال الأشهر التسعة الماضية لم يتوقف العمل إذ جرت عشرات، لا بل مئات، اللقاءات بين الشبان حول العالم، كما أن هؤلاء تعاونوا مع منظمي الحدث وقدموا المقترحات. وصاروا بالتالي معروفين لدى المنظمين بعد أن كانوا – قبل شهر آذار مارس الماضي – مجرد أسماء. وقال إنه يكفي الاطلاع على الصفحة الإلكترونية الخاصة بالحدث ليرى الزائر أن هناك مئات القصص والوجوه الخاصة بهؤلاء الشبان والشابات، من رجال أعمال وباحثين وخبراء، الذين لم يعودوا مجرد أرقام بل صاروا واقعاً ملموسا.

ودعا السيد بروني للنظر إلى ما كان عليه الاقتصاد، خلال القرن الفائت، في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأيضا في اليابان وبلدان أخرى. فقد شهد القرن الماضي ازدهارا اقتصاديا، مع التقدم التكنولوجي، كما تمت إطالة معدل الأعمار بثلاثين سنة. وكل ذلك تحقق لأن الاقتصاد عرف كيف يستفيد من الفضائل والحياة الداخلية والتقوى الشعبية والإيمان والتضحية ومن الأجيال الغابرة. وأضاف أن هذا الإرث الذي استند إليه الاقتصاد ليس إرثا اقتصادياً، إنه إرث استخدمته المصانع لكن لم تنتجه لأن من أنتجه هي العائلات والكنائس والأحزاب.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد السيد بروني أن الأجيال السالفة رحلت والعالم اليوم تبدّل بسرعة فائقة ومن هنا تنبع ضرورة ابتكار إرث روحي جديد للأشخاص وخلقية جديدة، وحياة داخلية وصمود روحي إزاء صعوبات الحياة، مشيرا إلى أن الجائحة القادمة التي ستشل كل شيء هي الاكتئاب. لذا ثمة حاجة إلى "رأسمال روحي"، مدركين أن الروحانية تتطلب المجانية، على أمل أن يصب الحدث في هذا الاتجاه.  

20 نوفمبر 2020, 10:18