مقابلة مع الأمين العام لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان حول مواجهة المتاحف الفاتيكانية لفترة الإغلاق والاستعداد لإعادة فتحها

كيفية مواجهة المتاحف الفاتيكانية لفترة الإغلاق بسبب وباء فيروس كورونا، ما تقدِّم المتاحف من خدمات افتراضية ورقمية، واستعدادها لإعادة فتح أبوابها للزوار، هذا ما تحدث عنه إلى موقع فاتيكان نيوز الأمين العام لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان الأسقف فرناندو فيرخيس ألزاغا.

شملت إجراءات الإغلاق الهادفة إلى احتواء انتشار فيروس كورونا المتاحف الفاتيكانية أيضا. وحول ما قدمت وتقدم المتاحف خلال هذه الفترة وأيضا حول الإعادة المرتقبة لفتحها أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأمين العام لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان الأسقف فرناندو فيرخيس ألزاغا. وقال في بداية حديثه إن قرار الإغلاق قد انطلق من الوعي بأن حماية الصحة تأتي قبل كل شيء، ولهذا تَواصَل خلال الشهر ونصف شهر الأخير النشاط الذي وصفه بالأساسي فقط، والذي كان يكفي له استدعاء 30 شخصا للعمل يوميا. وأضاف أن هذه نسبة منحفضة جدا من العاملين حيث يبلغ عدد موظفي المتاحف الفاتيكانية والمتعاونين معها حوالي ألف شخص، ما بين حراس، مؤرخي فن، مرممين وموظفين إداريين إلى جانب العاملين في شركات الخدمات المختلفة. هذا وقد بدأت خلال الأسبوعين الأخيرين عودة تدريجية لبعض النشاطات الأخرى، وذلك لمنح وقت للعاملين في المتاحف كي يعتادوا على القواعد الجديدة وللتأكد على أرض الواقع من القدرة على التعامل مع مشهد غير مسبوق ومعقد يشمل الجميع.

وفي إجابته على سؤال حول كيفية مواجهة المتاحف الفاتيكانية لهذه الأزمة وللأزمة الاقتصادية التي ستنتج عنها قال الأمين العام إن الاهتمام الأول كان بضمان حصول العاملين على رواتبهم، وهو ما أراده قداسة البابا بحزم. تم من جهة أخرى إلغاء كل النفقات غير العاجلة والعمل على الإدخار والتضحية بانتظار وقت أفضل. أما فيما يتعلق بمستقبل المتاحف فقال الأسقف فرناندو فيرخيس ألزاغا إن متاحف الفاتيكان مؤسسة قوية من وجهة النظر الاقتصادية أيضا، ما يمَكننا من النظر إلى المستقبل بثقة.

انتقل الحديث بعد ذلك إلى الخدمات الرقمية التي قدمتها وتقدمها المتاحف خلال فترة الإغلاق، وقال الأمين العام إن الشهرين الأخيرين تميزا بالصمت، وأضاف: لقد رأينا البابا فرنسيس بمفرده في ساحة القديس بطرس الفارغة، ونرى كل يوم صالات ومعارض المتاحف خالية من الزوار، والصمت يدعو إلى الصلاة. ولهذا، حسب ما تابع، تم اختيار تقليص الاتصالات وتقديم شهادة بهذا المعنى. وأضاف أنه لا تزال تُقدَّم على الموقع الإلكتروني الرسمي للمتاحف الفاتيكانية جولات افتراضية تشمل أيضا كابلة السيستين. تحدث من جهة أخرى عن حساب رسمي على موقع تويتر، @vaticanmuseums، يتم من خلاله كل يوم التعريف بإحدى المجموعات الحبرية للأعمال الفنية. وشدد في هذا السياق على ما وصفها بالحاجة الكبيرة إلى الواقع والذي لا يمكن أبدا للعالم الافتراضي أن يحل محله.

أجاب الأمين العام لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان بعد ذلك على سؤال حول استعداد متاحف الفاتيكان لفتح أبوابها حيث ستُفتح المتاحف الإيطالية خلال الأسابيع القادمة، فقال إنه لم يتم بعد تحديد موعد لإعادة فتح المتاحف الفاتيكانية مضيفا أن الاستعدادات تبدأ من الداخل، من العاملين في المتاحف، حيث أصدرت الإدارة الصحية الفاتيكانية توجيهات يجب احترامها. يتم من جهة أخرى تركيب أجهزة قياس الحرارة لزوار المتاحف والذين يمكنهم التوجه إليها عبر حجز مسبق وذلك لإدخالهم على دفعات. وسيكون على الزوار ارتداء الكمامات الواقية وسيجدون في تأكيد الحجز التوجيهات الضرورية. تحدث أيضا عن إمكانية زيارة الحدائق الفاتيكانية حيث تَقرر أن تشمل إعادة الفتح كل ما يمكن. كما ويتم الاستعداد أيضا لعودة النشاطات السياحية والثقافية وزيارات المتاحف في الإقامة الحبرية في كاستل غاندولفو والتي أراد قداسة البابا إيكالها إلى المتاحف الفاتيكانية.

وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز تحدث الأمين العام لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان الأسقف فرناندو فيرخيس ألزاغا عن درس نتعلمه من هذا الوباء، وهو ألا تُقدَّم توقعات تتجاوز اليومين. وواصل مشيرا إلى تشاورات مع العاملين في قطاع السياحة وذلك أيضا للتعرف على ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب. وذكَّر في هذا السياق بإعادة الفاتيكان إلى شركات السياحة ما سددت من مال مقابل بطاقات دخول إلى المتاحف لم تتمكن هذه الشركات من بيعها بسبب الوباء، كما وتحدث عن تعاون حول كيفية التعامل مع الزوار. وأشار إلى ما يعاني منه الكثير من العاملين في قطاع السياحة في هذه الفترة متوقفا عند العمل الثمين للمرشدين السياحيين. وشدد في الختام على الحاجة إلى وقت وصبر أمام التقليص الإجباري لأعداد الزوار، مؤكدا محاولة عمل أقصى ما يمكن على الأصعدة المختلفة.  

10 مايو 2020, 12:38