2020.05.06 Paolo VI 2020.05.06 Paolo VI 

الكاردينال رافازي يتذكّر "قداس الفنانين" الذي احتفل به بولس السادس لـ56 سنة خلت

غداة الصلاة التي رفعها البابا فرنسيس صباح الخميس على نية عالم الفنّ، أثناء احتفاله بالقداس الصباحي المعتاد في كابلة القديسة مارتا بالفاتيكان، ذكّر رئيس المجلس البابوي للثقافة الكاردنيال جانفرانكو رافازي بـ"قداس الفنانين" الذي احتفل به السعيد الذكر البابا بولس السادس في كابلة السكستين بالفاتيكان في السابع من أيار مايو من العام 1964، وقال فيه البابا مونتيني إن من يبحث عن الجمال يساهم في إزاحة الستار عن الأشياء لنكتشف أموراً أكثر عمقاً.

في الذكرى السنوية السادسة والخمسين لهذا القداس الشهير شاء الكاردينال رافازي أن يسلط الضوء على الإبداع كركيزة للرجاء والثقة بالمستقبل، خصوصا في ظرف، كالذي نمر به اليوم، مطبوع بالمخاوف والقلق. وكان البابا فرنسيس قد توقف عند هذا الموضوع في عظته صباح الخميس عندما رفع الصلاة على نية الفنانين وقال إنه بدون الجمال لا نستطيع أن نفهم الإنجيل.

وخلال العظة التي تلاها أثناء احتفاله بقداس الفنانين، أكد بولس السادس أنه في العالم الذي نعيش فيه اليوم ثمة حاجة إلى الجمال كي لا نقع فريسة اليأس، وشدد على ضرورة استعادة الرباط بين الفن والإيمان. وقد تطرق إلى هذا الموضوع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في السنة التالية. وقال الكاردينال رافازي إن هذا الرباط يرتكز إلى واقع أن الفن لا يجسد ما هو مرئي في الحقيقة، إنما ما هو غير مرئي في الأمور المرئية، كما كان يقول فنان كبير هو بول كلي.

البابا مونتيني توجه إلى الفنانين الذين شاركوا في القداس، في كابلة السكستين، واقترح عليهم أن يتصالحوا مع الإيمان ويستعيدوا علاقة الصداقة مع الكنيسة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تحتاج إلى تعاون الفنانين، وتطرق إلى أوجه الشبه القائمة بين الفنان والكاهن، اللذين يجمعهما الهدف إياه، ألا وهو مساعدةُ الناس على فهم عالم الروح. وتوجه بولس السادس إلى الفنانين قائلا إنهم يجيدون هذا الواجب بإتقان. وأضاف أن فنّهم يتمثل في فهم الكنوز الموجودة في العالم الروحي، ومنح هذه الكنوز الكلمةَ واللون والشكل، وجعلها في متناول الناس.

وخلال العقود التالية تعمّق البابوان يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر في هذا المجال. وعادت كلمات البابا بولس السادس إلى مسامعنا اليوم أيضا من خلال عظة البابا فرنسيس الذي أكد أن الفنانين وبفضل إبداعهم يدلونا على الدرب التي تقود نحو الرجاء. وقال بهذا الصدد الكاردينال رافازي إن هذه هي قوة الفنانين، حتى في هذه الأيام حيث تبدو الآفاق مقفلة أمامنا، وفي وقت يرزح فيه الناس تحت وطأة هذا الظرف الصعب الذي نمر به.

وتابع رئيس المجلس البابوي للثقافة أن الفنان الذي يغرس رجليه في الواقع يعرف كيف يفسره ويبدله. وبهذه الطريقة يحول دون ضياع نظرة الناس داخل غبار التاريخ! وأضاف أنه خلال هذا الحجر الصحي تمكن الفنانون من تسلية الناس ومرافقتهم في منازلهم، وذلك بواسطة أعمالهم الفنية التي نُشرت على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد الكاردينال جانفرانكو رافازي في الختام أن عالم الفن ينظر أيضا إلى المستقبل بقلق وخوف، وقد توجه العديد من الفنانين بكلمات الشكر إلى البابا فرنسيس على الصلاة التي رفعها من أجلهم، وشدد نيافته على ضرورة أن يولي المجتمع اهتماما أكبر بالفنانين.

08 مايو 2020, 10:36