مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا 

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا في الدورة الـ 52 للجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية

التنمية المادية والأخلاقية للمجتمع وعلاقة الترابط بين التنمية والسكان، كان هذا محور مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا، في الدورة الـ 52 للجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية، حيث توقف عند مواضيع هامة مثل الحياة والعائلة، الهجرة والبيئة.

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا في أعمال الدورة الـ 52 للجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية، والتي بدأت في 1 نيسان أبريل وتستمر حتى اليوم 5 من الشهر. وفي مداخلته خلال مناقشة برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عُقد في القاهرة عام 1994 ومساهمته في متابعة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، تحدث رئيس الأساقفة عن وعي وفد الكرسي الرسولي للتحديات التي لا يزال المجتمع الدولي يواجهها من أجل بلوغ تنمية بشرية أفضل ومتكاملة. وأشار في كلمته إلى أهمية المؤتمر الذي عُقد 25 سنة مضت في فهم العالم لعلاقة الترابط بين السكان والتنمية، وذكّر على سبيل المثال باعتراف المؤتمر بالعائلة القائمة على الزواج كوحدة أساسية في المجتمع يجب منحها الدعم والحماية، وأيضا بالاهتمام بتحسين وضع المرأة في العالم وخاصة فيما يتعلق بالصحة ومشاركتها الكاملة والمتساوية في التنمية، وكذلك ظاهرة الهجرة الآخذة في النمو وتأثيرها على التنمية. وتابع أنه ومنذ ذلك المؤتمر أصبحت التنمية ولا تزال الإطار الملائم لمناقشة المجتمع الدولي للقضايا المتعلقة بالسكان، وفي هذا الإطار تم التطرق إلى مواضيع مختلفة ومن بينها الحياة. وقال المراقب الدائم في هذا السياق إن الانطلاق من رؤية محورها الحقوق الفردية فيما يتعلق بالجنس والإنجاب يغير الرؤية التي يُفترض أن تنطلق منها الحكومات والهيئات الدولية. وأضاف أن الحديث عن تضمُّن الصحة الإنجابية الحق في الإجهاض يشكل انتهاكا للغة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية محور النقاش، وتعارضا مع المعايير الأخلاقية والقانونية للتشريعات المحلية، كما أن هذا يُحدِث انقساما في الجهود الرامية إلى الرد على الاحتياجات الفعلية للأمهات والأطفال، وخاصة الذين لم يولدوا بعد. أكد رئيس الأساقفة من جهة أخرى أن الاهتمام بالحياة لا يمكن أن ينفصل عن الاهتمام بخير العائلة، وعلى الحكومات والمجتمعات بالتالي دعم سياسات اجتماعية تشكِّل العائلة محورها الأساسي، وأن تساعد العائلة بموارد ملائمة ووسائل دعم فعالة وذلك لتربية الأطفال والعناية بالمسنين وتقوية العلاقات بين الأجيال.

توقف مراقب الكرسي الرسولي الدائم بعد ذلك عند الرباط بين الهجرة والتنمية، وهو موضوع اهتم به مؤتمر القاهرة 25 سنة مضت، وقال رئيس الأساقفة أوزا إنه ومنذ المؤتمر المذكور قد زاد بشكل واضح العمل والتعاون والسياسات العملية في هذا المجال وصولا إلى اتفاق الأمم المتحدة الأخير حول هجرة آمنة ومنظمة ونظامية. وأشار في هذا السياق إلى كون الهجرة ظاهرة مركبة ترتبط بالتنمية والفقر، وأيضا بالأمن المالي والصحي، كما تحدث عن أحكام مسبقة سلبية تُستغل لتشجيع سياسات تُلحِق الضرر بحقوق المهاجرين وكرامتهم، هذا إلى جانب كون المهاجرين، وخاصة الأطفال والنساء، ضحايا الاتجار بالبشر، وهذه كلها مواضيع تستدعي اهتماما خاصا حين نتحدث عن السكان والتنمية.

ثم انتقل رئيس الأساقفة إلى موضوع البيئة المرتبط بدوره بالسكان والتنمية، فقال إن النمو السكاني يحمَّل غالبا مسؤولية المشاكل البيئية إلا أن الأمر أكثر تعقيدا. وتحدث هنا عن الاستهلاكية المبالغ فيها واللامساواة المتزايدة، استغلال البيئة الطبيعية وغياب رقابة على الصناعة باعتبارها عوامل تهدد البيئة. وذكّر في هذا السياق بدعوة البابا فرنسيس في الرسالة العامة "كن مسبَّحًا" إلى ارتداد إيكولوجي، ما يعني أسلوب حياة أكثر اعتدالا، استهلاكا أكثر مسؤولية، ووعيا أكبر في استخدام موارد العالم.

ثم ختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلته في الدورة الـ 52 للجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية، والتي بدأت في 1 نيسان أبريل وتستمر حتى اليوم 5 من الشهر، مشددا على ضرورة تقييم تبعات ما يُقترح من استراتيجيات وتوصيات لبرنامج عمل طويل المدى للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية على الأجيال الحالية والقادمة، كما ودعا إلى التأمل الجدي في مواضيع مثل الحياة والعائلة والتنمية المادية والأخلاقية للمجتمع. ثم أكد استعداد الكرسي الرسولي لتقديم إسهامه من أجل التوصل إلى طرق لبناء عالم يتميز بالمساواة والأخوّة والسلام.   

05 أبريل 2019, 14:49