الكاردينال توركسون الكاردينال توركسون 

الكاردينال توركسون: الأديان تستطيع أن تكون لاعبا أساسيا في مجال التنمية

تم يوم أمس الثلاثاء تقديم مؤتمر سيبدأ أعماله غداً الخميس في الفاتيكان بحضور ممثلين عن مختلف الديانات سيتباحثون في سبل إسهام مختلف الطوائف الدينية على صعيد تعزيز التنمية المتكاملة للكائن البشري. يُعقد هذا المؤتمر في قاعة السينودس من السابع وحتى التاسع من آذار مارس الجاري حول موضوع "الديانات وأهداف التنمية المستدامة: الاصغاء لصراخ الأرض والفقراء" وتنظمه دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة بالتعاون مع المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان.

قدّم هذا الحدث في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي رئيس الدائرة الفاتيكانية المذكورة الكاردينال بيتر توركسون الذي أوضح أنه ليس من قبيل الصدفة أن يُنظم المؤتمر الدولي من قبل الدائرتين الفاتيكانيتين مشددا على حرص الديانات على تقديم إسهامها من أجل التوصل إلى أهداف التنمية البشرية المستدامة والتي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، وذلك عن طريق تعزيز التنمية البشرية المتكاملة. ويرى نيافته أن الإجراءات الاقتصادية البحتة ليست كافية إذ ثمة حاجة إلى البعد الأخلاقي والروحي من أجل تحفيز التزام كل شخص في الدفاع عن الخليقة ومكافحة الفقر.

وأكد الكاردينال توركسون للصحفيين أن المؤتمر لا يرمي إلى تسليط الضوء على العمل الجاري من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، مسلطاً الضوء على النفوذ الخلقي الذي تتمتع به الديانات في ضوء السعي إلى انجاز أهداف حددتها أكثر من مائة وتسعين دولة. واعتبر نيافته أنه من الأهمية بمكان أن تتكاتف جهود الجميع لأنه لا يمكن التخلي عن أي مصدر من مصادر الحكمة، كما لا ينبغي أن يُترك أي شخص خارج هذه العملية. بعدها سلط المسؤول الفاتيكاني الضوء على أهمية الديانات في العالم لأنها يمكن أن تكون لاعباً أساسيا فيما يتعلق بالتنمية، كما أنها تضطلع بدور هام على صعيد التربية. وذكّر الصحفيين بأنه وفقاً لإحصاءات هيئة اليونيسيف تقوم الأديان بإدارة أو الإشراف على خمسين بالمائة من المدارس في العالم، وتصل هذه النسبة إلى أربعة وستين بالمائة في البلدان الأفريقية ما دون الصحراء.

على هامش المؤتمر الصحفي تحدث الكاردينال توركسون إلى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مؤكدا أن الديانات كلها قادرة على تنفيذ مشاريع تصب في مجال التنمية وتحقيق رفاهية الإنسان على الرغم من عدم توفر الكثير من الأدوات بين يديها. وقال إن الكنيسة الكاثوليكية، على سبيل المثال، ناشطة جداً في المناطق التي تتواجد فيها في حقلي التربية والصحة. وهذا يعني أنه بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية رسالتها مرتبطة دوماً بخير الإنسان وبالتنمية وبتحقيق الرفاهية على هذه الأرض. كما أن رسالة المحبة تشكل المحرك الأساس وراء الخدمات التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية حيثما وُجدت. في ختام حديثه لموقعنا عبّر نيافته عن قناعته بأن الالتزام لصالح تنمية الآخر لا يأتي من خلال الوسائل الاقتصادية، بل عن طريق الإقرار بالآخر وبكرامته كشخص خُلق على صورة الله ومثاله والسعي بالتالي إلى حماية هذه الكرامة والدفاع عنها.     

06 مارس 2019, 12:12