الكاردينال بارولين خلال الاجتماع مع جمعية رونيدنيه الكاردينال بارولين خلال الاجتماع مع جمعية رونيدنيه 

بارولين يشدد على حاجة السياسيين إلى قادة جدد من أجل السلام

التقى وفد من جمعية Rondine بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي بحضور أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي ألقى مداخلة شدد فيها على ضرورة أن تستعيد السياسة دورها في إطار عملية الوساطة الاجتماعية من أجل بناء الخير العام وتعزيز البحث عن حلول متقاسمة، أكان على صعيد العلاقات بين الدول أم داخل المجتمع المدني إزاء انتشار أشكال جديدة من الحقد وانعدام التسامح معتبرا أن السياق العالمي يعرض للخطر الحوار بشأن حقوق الإنسان التي ينبغي أن تُصان وتطبّق.

جاءت مداخلة الكاردينال بارولين خلال الاجتماع الذي عُقد يوم أمس الأربعاء في قاعة السينودس القديمة بالفاتيكان وتم تنظيم اللقاء بالتعاون مع عميد السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي السفير جورج بوليديس. وأكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن التزام الكرسي الرسولي يتمثل في تعزيز حوار أوسع مع كل الأطراف والمؤسسات التي تعمل على حماية حقوق الإنسان وإرساء أسس الخير المشترك والنمو الاجتماعي، ومن هذا المنطلق عبّر بارولين عن دعمه لجمعية Rondine وحيا التزامها على مدى السنوات العشرين الماضية من أجل بناء مجتمع مسالم انطلاقا من تنشئة الشبيبة، كي يصير هؤلاء الطبقة السياسية الجديدة التي نحن بأمس الحاجة إليها، والتي ينبغي أن تكون قادرة على الحوار وعلى إيجاد حلول للصراعات المتنوعة والمنتشرة في عالم اليوم واضعةً في الوسط الخير المشترك واحترام حقوق الجميع، بدءاً من الأشخاص الأكثر ضعفاً وهشاشة. وعبّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عن دعمه لحملة عالمية أطلقتها هذه الجمعية حول موضوع "قادة من أجل السلام" وترمي إلى تنشئة قادة شبان يعملون من أجل السلام متخذين نهجاً جديداً، وشجع الكاردينال بارولين الدول على دعم هذه المبادرة الهامة، من خلال رصد جزء رمزي من ميزانيتها مع العلم أن المبادرة موجهة إلى قادة الغد وإلى منظومة التعليم الوطني كي تعيد إطلاق التربية على حقوق الإنسان.

وقد قرأ شابان – واحد من أصول فلسطينية والآخر من أصول إسرائيلية – على أعضاء السلك الدبلوماسي نداء قُدم إلى رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا في الحادي عشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي، وسيُقدم إلى البابا فرنسيس في الثالث من كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال رئيس ومؤسس جمعية Rondine فرانكو فاكّاري إن هذا النداء إلى السلام يطلب من أعضاء السلك الدبلوماسي أن يتبنوه بدورهم وينقلوه إلى الدول التي يمثلونها معربا عن أمله بأن يكتسب انطلاق هذه الحملة، في العاشر من الشهر القادم في الأمم المتحدة بنيويورك، دفعاً معنوياً وسياسيا.

وأوضحت الجمعية أن هذا النداء سيُعرض على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في القصر الزجاجي لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتبنّي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وستتخلل الاحتفال مداخلة للجمعية الإيطالية تلقيها تلبية لدعوة من وزارة الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا. وأشار فاكاري إلى جهود حثيثة بذلها العديد من الشبان والشابات الذين تمكنوا من تبديد صورة العداء لدى الآخر، مع الحفاظ على الخصوصيات، وأضاف أن Rondine اختارت العمل على أرض الواقع، وهي عازمة على السير قدماً منميةً الرجاء في العالم. وختم قائلا إن تنشئة قادة من أجل السلام ترمي إلى زرع بذور تربية جديدة في العالم، تربية تأخذ في عين الاعتبار معاناة الآخرين وتسعى إلى إزالة الألم الذي تولّده الحروب على هذه الأرض، ولفت فاكاري إلى أن هذا هو الواجب الذي يمكننا اليوم أن نتقاسمه ونسير معاً من أجل تنفيذه عملياً.     

29 نوفمبر 2018, 12:30