رسالة للبابا إلى مجلة L’Espresso الإيطالية حول معنى السلام في عيد الفصح
تساءل البابا في بداية رسالته ماذا نستطيع أن نأمل في عالم مطبوع بالحروب والعنف؟ وأضاف أنه ما تزال أمام أعيننا الصور الرهيبة التي تأتينا من أوكرانيا المعذبة، لكن غالباً وللأسف لا نتذكر الصراعات الأخرى المنسية، وبؤر العنف، والعديد من أجزاء الحرب العالمية الثالثة التي نعيشها اليوم وللأسف. تابع البابا: اليوم هو عيد الفصح، إنه اليوم الذي – بالنسبة لنا نحن المسيحيين – يقوم فيه أمير السلام من بين الأموات، إنه يسوع الناصري الذي وعندما دخل إلى العلية حيث كان رسلُه مجتمعين وخائفين بعد أن شاهدوه يموت على الصليب، قال لهم "السلام عليكم". "السلام عليكم" إنها الأمنية التي نتبادلها في هذا اليوم. ولكي نقول "لا" للحرب والعنف، لا يكفي أن نُسكت الأسلحة ونكف أيادي المعتدين. من الأهمية بمكان أن نستأصل جذور الحروب والعنف، التي هي الحقد والحسد والجشع. يسرني أن تقرر وسائل الإعلام في هذه الأيام – شأن المجلة الأسبوعية L’Espresso – أن تترك فسحة لصانعي السلام وتعطيهم صوتا. لأنه ينبغي أن تكون لدينا شجاعة نزع السلاح من القلوب، وتجريدها من السموم والأحقاد. ويجب أيضا أن تكون لدينا الشجاعة لنقول "لا" للتسلح الذي نشهده وللأسف، لأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يولد من الخوف. ما نحتاج إليه هو ما سماه البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون، في رسالته العامة "السلام في الأرض"، "نزع متكامل للسلاح": ينبغي أن يحل مكان مفهوم غياب الحرب المرتكز إلى توازن الأسلحة مبدأُ أن السلام الحقيقي، يمكن أن يُبنى فقط في إطار الثقة المتبادلة. بعدها كتب البابا أنه يدرك أن هذه الكلمات قد تبدو يوطوبية في هذه الأزمنة، لكنها ليست يوطوبيا بل هي واقع سليم. من خلال وقف سباق التسلح، الذي يستنفد الموارد اللازمة لمكافحة الجوع والعطش ولتوفير الرعاية الطبية للمحتاجين، يمكننا الحيلولة دون أن تقضي البشرية على نفسها. وختم البابا: بالإضافة إلى أمنية "فصح مجيد" أكرر كلمات الناصري القائم من الموت "السلام عليكم". |