1621586583837.JPG

البابا فرنسيس يستقبل عددا من السفراء لمناسبة تقديم أوراق اعتمادهم لدى الكرسي الرسولي

التحديات التي يواجهها العالم والتي تفاقمت بسبب الوباء، الحاجة إلى ثقافة رعاية على الصعيد العالمي، المشاكل العديدة التي يشكل حلها واجبا أخلاقيا. كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس اليوم الجمعة إلى سفراء عدد من الدول لمناسبة تقديم أوراق اعتمادهم لدى الكرسي الرسولي.

استقبل قداسة البابا فرنسيس اليوم الجمعة السفراء الجدد لكل من سنغافورة، زمبابوي، بنغلادش، الجزائر، سريلانكا، باربادوس، السويد، فنلندا ونيبال وذلك لمناسبة تقديم أوراق اعتمادهم لدى الكرسي الرسولي. وفي بداية كلمته أعرب الأب الأقدس عن سعادته للقائهم وشكرهم على حضورهم رغم صعوبة التنقل بسبب تبعات الوباء التي لا تزال مستمرة، كما وطلب من السفراء أن ينقلوا إلى رؤساء دولهم تقديره وامتنانه على الرسالة النبيلة التي يلتزمون بها في خدمة شعوبهم.

تحدث البابا بعد ذلك عن تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في العالم بأسره بسبب الوباء حيث فقد كثيرون أشخاصا أعزاء ووسائل العيش، كما وتواجه العائلات مصاعب اقتصادية خطيرة وغالبا ما لا تتلقى حماية اجتماعية ملائمة. وتابع الأب الأقدس أن الوباء قد جعلنا أكثر وعيا باعتمادنا أحدنا على الآخر كأعضاء في عائلة بشرية واحدة، وأيضا بضرورة الاهتمام بالفقراء ومَن لا حماية لهم. كما وأكد البابا أن مجتمعاتنا وللخروج من الأزمة تواجه تحدي القيام بخطوات ملموسة وشجاعة لتنمية ثقافة رعاية على الصعيد العالمي يمكنها أن تلهم علاقات وبنى جديدة للتعاون في خدمة التضامن واحترام الكرامة البشرية، المساعدة المتبادلة والعدالة الاجتماعية.

إلا أن الوباء قد جعلنا نعي من جهة أخرى أن الجماعة الدولية تعيش صعوبة متزايدة، إن لم تكن عدم القدرة على البحث عن حلول متقاسمة لمشاكل عالمنا، تابع قداسة البابا مشيرا إلى ضرورة مواجهة قضايا عاجلة مثل الهجرة والتغيرات المناخية والأزمات الإنسانية التي تنتج عنها غالبا، هذا إلى جانب الديون التي تثقل دولا كثيرة تكافح من أجل البقاء، وأيضا الدَين الإيكولوجي الذي ندين به للطبيعة، كما ويفكر البابا في الشعوب والدول المتضررة من التردي البيئي بسبب أفعال الإنسان وفقدان التنوع البيولوجي. وأكد قداسته أن هذه ليست مشاكل سياسية أو اجتماعية بل هي قضايا عدالة لا يمكن تجاهلها أو تأجيلها، إنها واجب أخلاقي دولي.

تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن أهمية العمل الدبلوماسي مؤكدا أن الكرسي الرسولي من خلال تمثيله الدبلوماسي ونشاطه داخل الجماعة الدولية يدعم كل الجهود من أجل بناء عالم يكون في مركزه الإنسان، وتكون فيه المالية في خدمة التنمية المتكاملة وتلقى فيه الأرض الحماية والعناية. تحدث الأب الأقدس أيضا عن العمل التربوي وأعمال المحبة والنشاط الصحي التي تقوم بها الكنيسة في جميع أنحاء العالم وذلك من أجل الخير العام معززة تنمية الأشخاص والشعوب، راغبة بهذا الشكل في الإسهام من أجل السلام. وفي إطار حديثه عن السلام أراد البابا الإشارة إلى ما يحدث في الأرض المقدسة وشَكر الله على التوصل إلى وقف إطلاق النار راجيا السير على دروب الحوار والسلام. ووجه قداسته الدعوة إلى جميع رعاة ومؤمني الكنيسة الكاثوليكية إلى الاتحاد مع المشاركين في الصلاة من أجل السلام التي ستنظَّم عشية العنصرة في في كنيسة القديس اسطفانوس في القدس. ودعا البابا إلى أن تتضرع الجماعات كافة إلى الروح القدس كي يجد الإسرائيليون والفلسطينيون درب الحوار والمغفرة، ولكي يكونوا بناة صبورين للسلام والعدالة، وينفتحوا، خطوة بعد خطوة، على رجاء مشترك، وتعايش بين الأخوة.

21 مايو 2021, 11:14