البابا: الطقس الخاص بأبرشيات زائير هو درب واعدة لطقس خاص بمنطقة الأمازون  البابا: الطقس الخاص بأبرشيات زائير هو درب واعدة لطقس خاص بمنطقة الأمازون  

البابا: الطقس الخاص بأبرشيات زائير هو درب واعدة لطقس خاص بمنطقة الأمازون

في مقدمة مجلد "البابا فرانسيس وكتاب القداس الروماني لأبرشيات زائير"، الذي نشرته دار النشر التابعة للكرسي الرسولي، يتأمل الحبر الأعظم حول انثقاف الليتورجيا، ويقول: عليها أن تلمس قلوب الذين يعيشون في الكنيسة المحلية

"الطقس الخاص بأبرشيات زائير في كتاب القداس الروماني هو حتى الآن الطقس المنثقف الوحيد للكنيسة اللاتينية الذي تمت الموافقة عليه بعد المجمع الفاتيكاني الثاني وعملية الانثقاف الليتورجي في الكونغو هي دعوة لتقدير مواهب الروح القدس المختلفة التي هي كنز للبشرية جمعاء" هذا ما يؤكده البابا فرنسيس في مقدمة الكتاب الجديد "البابا فرانسيس وكتاب القداس الروماني لأبرشيات زائير"، والذي يهدف إلى تعريف الجوانب المختلفة لـ "كتاب القداس الروماني لأبرشيات زائير"، الذي أقره مجمع العبادة الإلهية في عام ١۹٨٨. نشرت هذا الكتاب دار النشر التابعة للكرسي الرسولي وحرّرته الأخت ريتا مبوشو كونغو، من راهبات بنات مريم العذراء الكليّة القداسة ومعلمة للاهوت الروحي والتنشئة على الحياة المكرسة في جامعة أوربانيانا الحبريّة في روما.

في الذكرى السنوية الأولى للإفخارستيا التي يحتفل بها البابا بحسب طقس أبرشيات زائير بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لولادة الكنيسة الكونغولية الكاثوليكية في روما، يتم تقديم هذا المجلد الذي يحتوي أيضًا على طقس هذا القداس وبعض صور الاحتفال كملحق. إن العنوان الفرعي للكتاب "البابا فرنسيس والقداس الروماني لأبرشيات زائير" هو "طقس واعد لثقافات الأخرى". ويكتب البابا فرنسيس في المقدّمة إنّه مثال على الانثقاف الليتورجي، ويشير في هذا السياق إلى الإرشاد الرسولي Querida Amazonia الذي يكتب فيه بوضوح "تجُمع في الليتورجيا العديد من عناصر خبرة السكان الأصليين في علاقتهم الحميمة بالطبيعة وتُحفِّز تعابير محلية في الأناشيد والرقصات والطقوس والتصرفات والرموز". كذلك يشير الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس لعام ٢٠٢٠ إلى أن المجمع الفاتيكاني الثاني قد دعا بالفعل إلى هذا الجهد لانثقاف الليتورجيا بين الشعوب الأصلية، ولكن مرت أكثر من خمسين عامًا ولم نحرز تقدمًا يُذكر في هذا الاتجاه. وبالتالي بالنسبة للبابا فرنسيس تشير حالة طقس أبرشيات زائير إلى درب واعدة أيضًا لتطوير محتمل لطقس خاص بمنطقة الأمازون، حيث يتم فهم الاحتياجات الثقافية لمنطقة معينة من السياق الأفريقي، دون الإخلال بطبيعة كتاب القداس الروماني، من أجل ضمان الاستمرارية مع تقليد الكنيسة القديم والعالمي. ولذلك يرجو البابا أن يتمكّن هذا العمل من مساعدتنا على السير في هذا الاتجاه.

ويؤكد البابا في المقدمة كيف أن الاحتفال بحسب طقس أبرشيات زائير ينبض بثقافة وروحانية تحركها الأناشيد الدينية على إيقاع أفريقي، وصوت الطبول والآلات الموسيقية الأخرى التي تشكل تقدمًا حقيقيًا في تجذّر الرسالة المسيحية في الروح الكونغولية. إنه "احتفال بهيج" و"مكان لقاء حقيقي مع يسوع"، كما يشير البابا فرنسيس مقتبسًا عدّة مرات من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل". وفي حديثه عن أهمية الانثقاف، يشير البابا إلى أن كلَّ شعب بعد أن يكون قد خاض تجربته الشخصية للقاء المحول مع المسيح، يسعى إلى رفع الصلاة إلى الله، الذي أظهر نفسه من خلال يسوع المسيح بكلماته، ولغته الدينية والشعرية والمجازية والرمزية والسردية. ومن خلال هذه الديناميكية بالتحديد، صاغ مجلس أساقفة الكونغو شخصيته من خلال الرغبة في الصلاة إلى الله، ليس بالوكالة أو بالكلمات المستعارة من الآخرين، وإنما من خلال الميزة الروحية والاجتماعية والثقافية للشعب الكونغولي، مع تحولاته.

كذلك نجد في المجلد، إشارة إلى ضرورة الذهاب إلى شيء يلمس "العالم الثقافي للأشخاص" لأنّه "على الليتورجيا – كما يؤكد البابا فرنسيس - أن تلمس قلوب أعضاء الكنيسة المحلية وأن تكون موحية". بالإشارة دائمًا إلى الإرشاد الرسولي حول إعلان الإنجيل في عالم اليوم - الذي يُعتبر نص برنامج حبريّة البابا فرنسيس - يذكر الحبر الأعظم أن "المسيحية ليس لها نموذج ثقافي واحد"، ولكنها "إذ تبقى عينها، في الأمانة التامة للإعلان الإنجيل والتقليد الكنسي يمكنها أن تحمل أيضًا وجه العديد من الثقافات والشعوب التي قبلتها وتجذّرت فيها". لذلك، وفي مختلف الشعوب التي تختبر عطية الله وفقًا لثقافتها، يؤكِّد البابا فرنسيس "تعبّر الكنيسة عن شموليّتها الحقيقية" وتُظهر "جمال هذا الوجه المتعدد الأوجه" و "يزيّن الروح القدس الكنيسة بإظهاره لها جوانبًا جديدة للوحي ويعطيها وجهًا جديدًا".

01 ديسمبر 2020, 10:40