البابا يصلي من أجل إثيوبيا ويوجه نداء من أجل وقف العنف وحماية الحياة البابا يصلي من أجل إثيوبيا ويوجه نداء من أجل وقف العنف وحماية الحياة 

البابا يصلي من أجل إثيوبيا ويوجه نداء من أجل وقف العنف وحماية الحياة

أعلن مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، في بيان له، عن نداء البابا فرنسيس القوي من أجل إنهاء الصراع الذي يُدمي شمال إثيوبيا منذ شهر مسببًا مئات الضحايا وآلاف النازحين.

الانتباه والصلاة ومن ثم نداء للأطراف المتنازعة من أجل تحقيق السلام. هذا في قلب البابا فرنسيس إزاء الصراع الذي يشهد منذ بداية الشهر في شمال إثيوبيا مواجهة القوات الفيدرالية وجبهة تحرير تيغراي الشعبية، الحزب الحاكم في المنطقة. إن منطقة القرن الأفريقي بأكملها مهددة وهناك مئات الضحايا وأكثر من أربعين ألف نازح وصلوا إلى السودان.

وفي بيان له يؤكِّد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني أن الأب الأقدس يتابع الأخبار التي تصل من إثيوبيا، حيث يستمر منذ بضعة أسابيع اشتباك عسكري، يؤثر على منطقة تيغراي والمناطق المحيطة بها. وبسبب أعمال العنف، قُتل مئات المدنيين وأُجبر عشرات الآلاف على الفرار من بيوتهم باتجاه السودان. وتابع مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مشيرًا إلى أن البابا فرنسيس وخلال تلاوته لصلاة التبشير الملائكي في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر الجاري قد أشار إلى الصراع الدائر في إثيوبيا وقال: "فيما أحثكم على نبذ تجربة النزاع المسلح، أدعو الجميع للصلاة والاحترام الأخوي والحوار والتسوية السلمية للخلافات". ويتابع البيان إن الواقع على الأرض يتحدث عن اشتباكات تتفاقم يوما بعد يوم، مسببةً وضعًا إنسانيًّا خطيرًا. وبالتالي إذ يدعو الأب الأقدس للصلاة من أجل هذا البلد، يوجه نداء إلى الأطراف المتنازعة من أجل وقف العنف وحماية الحياة، ولاسيما المدنيين، لكي يتمكن السكان من استعادة السلام.

تأتي آمال البابا وصلواته في لحظة حرجة، إذ لا توجد إمكانية للحوار مع قادة منطقة تيغراي، كما أكّد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد خلال الساعات القليلة الماضية خلال لقائه مع الموفدين الخاصين للاتحاد الأفريقي الذين وصلوا إلى إثيوبيا للعمل كوسطاء وإيجاد حل للصراع. هذا وتجدر الإشارة إلى أن تأجيل الانتخابات العامة بسبب انتشار وباء فيروس الكورونا قد أدى إلى إثارة التوترات. حجّة بحسب جماعة تيغراي العرقية التي اتّهمت الحكومة الفيدرالية بعدم الرغبة في منح الحكم الذاتي لمنطقة تيغراي. أسباب، كما أوضحت لموقع فاتيكان نيوز آنا بونو المتخصصة في المسائل الأفريقية، تخفي السبب الحقيقي للصراع، وهو أنه حتى وصول رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إلى الحكم كانت مجموعة تيغراي هي المسيطرة على السلطة المركزية. ومن ثم كانت الخطوة الأولى في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر عندما قرر رئيس الوزراء إرسال قوات إلى منطقة الثوار مدعيا أن جبهة تحرير تيغراي الشعبية قد هاجمت قاعدة للجيش الفيدرالي. ومنذ تلك اللحظة تمَّ عزل المنطقة بأسرها.

وبعد اجتماعه مع الموفدين الخاصين للاتحاد الأفريقي، أعلن أبي أحمد أن حكومته تحاول ضمان حماية المدنيين مع وجود ممرات إنسانية محتملة، وأنها ستستقبل اللاجئين الإثيوبيين الذين فروا إلى السودان بعد الأعمال العدائية. كذلك أعاد أبي أحمد التأكيد على أن حكومته ستواصل الهجوم وتستعد الآن، بعد مهلة اثنتين وسبعين ساعة، للدخول في المرحلة النهائية بالهجوم على العاصمة الإقليمية ماكالي. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، خلال الأسابيع الثلاثة للصراع، كان هناك مئات القتلى وحوالي أربعين ألف نازح فروا إلى السودان الذي لا يملك الموارد والإمكانيات لاستقبالهم. لكن من الصعب تأكيد هذا الرقم بسبب انقطاع الاتصالات وقطع الوصول إلى المنطقة الشمالية على الحدود مع إريتريا. فيما يتمثل القلق الكبير للعاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في نفاد إمدادات الإغاثة الطارئة في ولاية تيغراي الإقليمية الإثيوبية، وأن آلاف الأطفال في مخيمات اللاجئين - وكثيرون منهم بدون آباء أو أقارب - معرضون للخطر. وفي هذا السياق قال المطران موسي غبريغيرغيس، أسقف إمديبير في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز في الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري إن الصلاة المستمرة وكذلك نداء الكنائس من أجل إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، لأنه عندما يتشاجر فيلان، فإن أكثر ما يعاني هو العشب الذي يسحقانه تحت أقدامهما... وخلص المطران موسي غبريغيرغيس حديثه لموقعنا رافعًا صرخة من أجل السلام وقال كنا نأمل في وضع أكثر ديمقراطية في البلاد، لكن للأسف، هذا ليس هو الحال.  

 

28 نوفمبر 2020, 09:54