البطريرك ساكو يتحدث لموقعنا عن لقاء بطاركة الشرق الأوسط مع البابا البطريرك ساكو يتحدث لموقعنا عن لقاء بطاركة الشرق الأوسط مع البابا 

البطريرك ساكو يتحدث لموقعنا عن لقاء بطاركة الشرق الأوسط مع البابا

اجتمع البابا فرنسيس يوم أمس الجمعة في الفاتيكان إلى عدد من بطاركة منطقة الشرق الأوسط في لقاءات فردية، وتمحور الحديث حول الأوضاع الصعبة التي تشهدها المنطقة، مع إيلاء اهتمام خاص بالكنائس المحلية في كل بلد.

البطاركة الذين التقى بهم البابا هم: الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا للموارنة؛ الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان؛ بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق سيدراك؛ أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكيا للسريان؛ يوسف عبسي، بطريرك أنطاكيا للروم الملكيين الكاثوليك؛ وأخيرا وليس آخرا بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك غريغريوس بطرس العشرون غابرويان. وقد قدّم كل منهم للبابا لمحة عن الأوضاع الراهنة في كنائسهم وبلدانهم، مع العلم أن هؤلاء البطاركة جاؤوا من لبنان، العراق، سورية ومصر.

وفي أعقاب لقاء البطاركة مع البابا فرنسيس كان لموقع فاتيكان نيوز حديث مع بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو الذي وصف اللقاء بالودي للغاية مشيرا إلى أنه جاء بمثابة لقاء مع أب. وأضاف غبطته يقول: في ضوء المشاكل التي نواجهها، شأن الاضطهاد والعنف والتهميش والأصولية، التي لا تساعد على تطوير وتنمية الحياة المدنية، عبّر البابا عن قربه منا. إنه يتفهم معاناتنا تماماً. وقد حدثناه عن بلداننا وعن كنائسنا. وأشار إلى أن الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط قلة وهي تواجه صعوبات ولديها في الوقت نفسه دعوة لا بد من الالتزام بها، لديها رسالة ألا وهي الشهادة لإيمانها، للإنجيل والأخوّة واحترام الحياة والطبيعة أيضا. وهذه المفاهيم – تابع يقول – غريبة بعض الشيء عن البيئة العراقية، التي هي بيئة قبلية وتتسم بالعنف. وقد عبّر لنا البابا فرنسيس عن صداقته وقربه وأكد أنه يصلي من أجلنا.

وأضاف بطريرك بابل للكلدان قائلا: إن البابا تحدث عن رغبته في زيارة العراق، بيد أن الظروف ليست مؤاتية في المرحلة الراهنة وللأسف! وسنرى ما إذا كانت الزيارة ستتحقق في أواخر العام الجاري. إننا بحاجة إلى قرب البابا وقرب الكرسي الرسولي كي نستمر في رسالتنا ونأمل في السلام. ولفت ساكو إلى أنه شدد في حديثه مع البابا على أهمية مساعدة المسيحيين في الشرق، لأنهم يشكلون جذور المسيحية. وعلى الرغم من كونهم أقلية إنهم كالملح والنور، إنهم عطية بالنسبة للكنيسة الجامعة. لذا فإن الرسالة الموكلة إليهم مهمة، وبالتالي إنهم بأمس الحاجة إلى سماع كلمة تشجيع من البابا ومن الكرسي الرسولي.

في رد على سؤال بشأن الثمار التي تركتها في العراق وثيقة الأخوة الإنسانية بعد مرور سنة تماماً على توقيعها في أبو ظبي من قبل البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب قال البطريرك ساكو إن الوثيقة المذكورة شكلت خطوة هامة إلى الأمام، وكانت إيجابية للغاية. وعبر عن أمله بأن يأتي البابا فرنسيس يوما ما إلى العراق كي يوقّع على وثيقة من هذا النوع. وقال: لقد وقّع على وثيقة الأخوّة مع السنة، ونتمنى أن يفعل الشيء نفسه مع المراجع الشيعية، كي يتحمّل العالم الإسلامي كلّه هذا الالتزام لصالح التعايش المتناغم والسلمي بين جميع البشر.

في سياق حديثه عن الكنيسة في العراق التي تشهد منذ سنوات معاناة شعب يعيش حرباً وهي تقوم اليوم بعدد من المبادرات الهادفة إلى إحلال العدالة الاجتماعية قال بطريرك بابل للكلدان إن الكنيسة حاضرة في العراق، إنها أقلية لكنها حيوية جداً. تتمتع باحترام الناس وتقوم بمبادرات كثيرة. ولفت إلى أنه حمل شخصياً المساعدات الغذائية إلى المهجرين الشيعة والسنة ليقول لهم: إننا أخوة. وقد شارك إمام في أحد اجتماعاتنا وقال لنا "إني أعلم أن إلهكم هو محبة".

وعبر البطريرك ساكو في هذا السياق عن قناعته بأن هذا التقارب بين المسيحيين والمسلمين سيُحدث تغييراً، وأشار إلى أنه يتعين على المسيحيين أن يسهلوا عملية التغيير هذه. ويجب ألا يشعروا بالخوف بل عليهم أن يتحدثوا عن السلام والحياة واحترام الطبيعة وحقوق الآخرين والتعددية، لأن الوطن هو للجميع! وختم بطريرك بابل للكلدان حديثه لموقع فاتيكان نيوز قائلا: إن الشبان المشاركين في التظاهرات يدركون هذا الأمر تماماً، ولذا سيبصر النورَ عراق جديد، وستتحقق الحرية الدينية وسيحلّ السلام. والكلمة الأخيرة لن تكون للموت، إنما للسلام وللحياة.

08 فبراير 2020, 09:57