الرئيس العام للمعهد الحبري للرسالات الخارجية في اليابان يتحدث عن زيارة البابا الرئيس العام للمعهد الحبري للرسالات الخارجية في اليابان يتحدث عن زيارة البابا 

الرئيس العام للمعهد الحبري للرسالات الخارجية في اليابان يتحدث عن زيارة البابا

لمناسبة زيارة البابا فرنسيس إلى اليابان التي وصلها، قادماً من بانكوك، مساء السبت بالتوقيت المحلي وتستغرق لغاية السادس والعشرين من هذا الشهر أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلةً مع الكاهن أندريا ليمبو، الرئيسِ العام للمعهد الحبري للرسالات الخارجية في اليابان، الذي تمنى أن تعطي هذه الزيارةُ البابوية دفعاً متجدداً للمجتمع الياباني.

قال ليمبو إن المواطنين اليابانيين، المسيحيين وغير المسيحيين على حد سواء، يتطلعون لهذه الزيارة مسلطاً الضوءَ على انفتاح فرنسيس على المسيرة المسكونية والحوار مع أتباع الديانات الأخرى وهذا ما جعل المجتمعَ المدني الياباني يترقّب الزيارة البابوية، مع أن الكاثوليك يشكّلون نسبةً ضئيلةً جداً من مجموع عدد السكان. وأوضح أن البابا برغوليو تمكّن من دخول قلوب الأشخاص بسبب شخصيته الفريدة وأعمالِ المحبة التي اشتُهر بها، وأيضاً نظراً لقدرته على تحفيز الكنيسة على النظر إلى الأمام ومواجهة التحديات المطروحة أمامها. ورأى أن كلّ هذه العناصر أعطت قيمةً إضافية لهذه الزيارة، حتى أنها حظيت باهتمامٍ لافت من قبل وسائل الإعلام اليابانية.

بعدها لفت الكاهنُ الإيطالي إلى أن البابا فرنسيس، وخلافاً للعديد من البابوات السابقين، حاضرٌ جداً في حقل وسائل الإعلام في اليابان، وهو شخصيةٌ معروفة في هذا البلد، مع أن العديد من المواطنين اليابانيين، المسيحيين وغير المسيحيين، يتذكرون الزيارة التاريخية التي قام بها إلى بلادهم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في العام 1981، خصوصاً وأن تلك الزيارة تركت بصمتها في المجتمع الياباني، لاسيما الخطاب الذي ألقاه البابا فويتيوا آنذاك في مدينة هيروشيما التي وقعت ضحية هجوم بالقنبلة الذرية إبان الحرب العالمية الثانية.

وفي سياق حديثه عن الكنيسة الكاثوليكية في البلاد وأبرز التحديات التي تواجهها اليوم قال الرئيسُ العام للمعهد الحبري للرسالات الخارجية في اليابان إن الكنيسة المحلية تواجه اليوم تحدياتٍ كبيرة: فهي تسعى أولا إلى إعطاء دفع قوي لعملية الكرازة الجديدة بالإنجيل، كي تصبح الجماعاتُ الكاثوليكية في اليابان جماعاتٍ مبشِّرةً أينما وُجدت، ويمكنها أن تفعل ذلك من خلال الكرازة والأعمال الاجتماعية والمساعدات الإنسانية والصلاة والليتورجية. أما التحدي الثاني فيتمثل في الاندماج مع الجاليات المسيحية الكاثوليكية التي تتألف من مواطنين أجانب يقيمون في اليابان، الذين هم أصغرُ سناً من الكاثوليك اليابانيين، ويمكنهم بالتالي أن يعطوا قوةً جديدةً للكنيسة الكاثوليكية في اليابان، لذا فإن تحقيقَ هذا الاندماج أمرٌ ملحّ للغاية.

في رد على سؤال بشأن مدى تأثير الجماعة الكاثوليكية على المجتمع الياباني على الرغم من قلة عدد مؤمنيها، قال الكاهن أندريا ليمبو إن للمؤمنين الكاثوليك تأثيراً ضعيفاً على مجتمعهم، لأن هؤلاء المؤمنين يقدّمون شهادة فرديةً لإيمانهم وسط عائلاتهم والبيئات التي يعيشون فيها، وباستطاعتهم أيضاً أن يتخذوا قراراتٍ شخصيةً استناداً إلى إيمانهم ومعتقداتهم. بعدها انتقل ليمبو إلى الحديث عن وجود نقاط للتلاقي بين الإيمان الكاثوليكي وأديان الأكثرية في اليابان لاسيما الشنتوية والبوذية. وقال إن نقطة التلاقي مع الشنتوية تتمثل في الحياة نفسها، مضيفاً في هذا السياق أن زيارة البابا إلى اليابان تتمحور حول أهميةِ الحفاظ على الحياة. وهذا مؤشرٌ على الاقتراب من الشنتوية التي تعلّق أهميةً كبيرةً على الدفاع عن الحياة البشرية وغير البشرية.

فيما يتعلق بالديانة البوذية، تطرق الكاهن أندريا ليمبو إلى "الصلاة من أجل الموتى"، مشيراً إلى أن هذه المسألة تكتسب أهميّةً كبرى بالنسبة للكاثوليك لأنهم يؤمنون بالقيامة والحياة الأبدية، وهذا يعني أن الحياة لا تقتصر فقط على هذه الأرض إنما تستمر في البُعد الآخر من الوجود. ومن هذا المنطلق رأى أن الزيارة البابوية لليابان تحفّز على حوار معمّق مع العالم البوذي بشأن أخوتنا الذين سبقونا إلى الحياة الأبدية. في ختام حديثه لموقع "فاتيكان نيوز" قال ليمبو إن الكنيسة الكاثوليكية في اليابان كنيسة جميلة جداً، تجد نفسَها اليوم أمام تحدياتٍ كبيرة وهي تحمل في طياتها الهويةَ اليابانية، معبّرا عن أمله بأن يوصل البابا إلى المرسلين والكنيسة اليابانية والمسيحيين عموماً فرحَ الإنجيل.

23 نوفمبر 2019, 12:35