البابا فرنسيس يلتقي المشاركات في الجمعية العامة الحادية والعشرين للاتحاد الدولي للرئيسات العامات 10 أيار مايو 2019 البابا فرنسيس يلتقي المشاركات في الجمعية العامة الحادية والعشرين للاتحاد الدولي للرئيسات العامات 10 أيار مايو 2019 

البابا فرنسيس يلتقي المشاركات في الجمعية العامة الحادية والعشرين للاتحاد الدولي للرئيسات العامات

الحياة الأخوية في الجماعة والشغف بإعلان الإنجيل، تعيين شمامسة نساء، ومواجهة آفة التعديات، هذه بعض المواضيع الهامة التي تطرق إليها البابا فرنسيس خلال لقائه قبل ظهر الجمعة المشاركات في الجمعية العامة الحادية والعشرين للاتحاد الدولي للرئيسات العامات.

استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي قبل ظهر الجمعة المشاركات في الجمعية العامة الحادية والعشرين للاتحاد الدولي للرئيسات العامات. وسلَّم قداسته ضيفاته كلمة معدة لهذه المناسبة موفرا خلال اللقاء فرصة الحوار والإجابة على ما لديهن من أسئلة. وتطرق البابا فرنسيس إلى مواضيع مختلفة من بينها التعديات، مذكرا بأن هذا ليس موضوعا يمكن حله بشكل فوري بل من خلال مسيرة، وقد بدأت هذه المسيرة بالفعل. وأشار في هذا السياق إلى الإرادة الرسولية "أنتم نور العالم" الصادرة مؤخرا والتي تحدِّد إجراءات الإبلاغ عن التعديات والتحقيقات فيها ومساءلة الأساقفة والرؤساء العامين. وأوضح قداسته أن الحديث عن التعديات لا يقتصر على الاعتداءات الجنسية بل وأيضا تعديات الضمير وسوء استخدام السلطة مؤكدا أننا نكتسب اليوم وعيا أكبر بهذه الأمر. 

نقطة أخرى تحدث عنها الأب الأقدس هي تعيين شمامسة نساء فذكّر بتأسيسه لجنة لمناقشة تاريخ هذا الأمر في الكنيسة وذلك انطلاقا من اقتراح للرئيسات العامات. وأضاف أنه سيسلمهن التقرير الصادر عن هذه اللجنة مذكرا باتفاق الأعضاء حتى نقطة معينة بينما أخد كل منهم بعد ذلك يدرس رؤيته الخاصة. وأشاد بعمل هذه اللجنة مؤكدا أنه لا يمكن اتخاذ قرار حول تعيين شمامسة نساء بدون أساس لاهوتي وتاريخي. ثم شدد الأب الأقدس على أن دور المرأة في الكنيسة ليس وظيفيا فقط، مذكرا بحديث الكتاب المقدس عن الكنيسة باعتبارها عروس المسيح، وعن قدرة النساء وخاصة المكرسات على التعامل مع الضعف البشري. تحدث الأب الأقدس أيضا في إجابته على أسئلة الرئيسات العامات عن عدم الخوف من حوار الكنيسة مع العالم الذي تعيش فيه مشددا على أهمية التمييز، كما وتطرق إلى الحوار بين الأديان والحوار المسكوني، الاتجار بالبشر وأيضا إلى الخلوة الروحية التي عُقدت مؤخرا في الفاتيكان لقادة جنوب السودان، وكرر قداسته رغبته في زيارة هذا البلد مشيرا إلى احتمال أن يحدث هذا خلال الزيارة الرسولية التي سيقوم بها في شهر أيلول سبتمبر القادم إلى موزمبيق ومدغشقر وموريشيوس.         

أما في الكلمة المسلَّمة إلى الرئيسات العامات فدعا البابا فرنسيس ضيفاته إلى إعلان المسيح القائم ينبوع الفرح، وإلى تجديد لقائهن معه ليكنَّ شهودا له ليحملن فرح الإنجيل الوديع والمعزي إلى جميع الأخوة والأخوات الذين يحبهم الرب وخاصة مَن يشعرون بأنفسهم ضحايا ثقافة الإقصاء. تحدث أيضا عن الحياة المكرسة مشيرا إلى تجربة الاحباط والاستسلام أمام تراجع أعداد المكرسين وخاصة النساء، وكرر الأب الأقدس هنا تحذيره من الخوف من قلة العدد ومن خطر الكف عن أن يكونوا النور الذي ينير مَن يغمرهم ليل التاريخ المظلم. 

تحدث البابا فرنسيس أيضا عن الحياة الأخوية في الجماعة وأعرب عن الفرح للنتائج الجيدة في هذا المجال وإن كان هناك ما يقلق مثل عيش بعض الأخوة والأخوات على هامش الجماعة، وأيضا النظر في بعض المعاهد إلى تعدد الثقافات لا كغنى بل كتهديد، ودعا إلى عيش هذا الواقع كإمكانية جديدة تُظهر الوجه الحقيقي للكنيسة وللحياة المكرسة. أعرب الأب الأقدس قلقه أيضا إزاء عجز الشباب عن مواصلة أحلام المسنين لجعلها تثمر.   

 

11 مايو 2019, 10:28