رسالة مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة عيد القديس يوسف العامل في الأول من مايو المقبل رسالة مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة عيد القديس يوسف العامل في الأول من مايو المقبل 

رسالة مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة عيد القديس يوسف العامل في الأول من مايو المقبل

تحتفل الكنيسة بعد شهر من اليوم كما في الأول من أيار مايو من كل عام بعيد القديس يوسف العامل، وللمناسبة أصدر مجلس أساقفة إيطاليا رسالة سلطت الضوء على جائحة كوفيد 19 التي حملت انعكاسات على العمال غير النظاميين الذين يتعرضون لمختلف أنواع الاستغلال.

كتب الأساقفة الإيطاليون في رسالتهم أن هذه الجائحة الرهيبة أظهرت بوضوح مدى محدودية منظمومتنا الاجتماعية والاقتصادية، لافتين إلى تفاقم انعدام المساواة القائم أصلا في عالم العمل، وولّد المزيد من حالات الفقر. وأوضحوا أننا نعيش اليوم فصلا اقتصاديا واجتماعيا جديداً يُبيّن أهمية الحصول على لقاح اجتماعي يتمثل في شبكة علاقات التضامن وقوة المبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني وباقي المنظمات التي تسهر على تطبيق مبدأ المساعدة والدعم خلال الظروف الصعبة التي نمر بها.

بعدها لفتت الرسالة إلى أن الأزمة الصحية زادت من الصعوبات التي يواجهها العاطلون عن العمل، فضلا عن العمال غير النظاميين الذين يمارسون العمل المستتر ويتعرضون لشتى أنواع الاستغلال، هذا إن لم يتم الاستغناء عن خدماتهم، لتصير أوضاعهم مأساوية حقا. وأشار أصحاب السيادة إلى بصيص أمل على الرغم من الوضع القاتم ألا وهو استئنافُ النشاطات الاجتماعية والاقتصادية خلال صيف العام 2020. وقالوا إن هذا الأمر أظهر أنه عندما تخفّ وطأة الجائحة يمكن أن تسبب الرغبة في الانطلاق مجدداً انتعاشاً في المجتمع، ما يساهم في التخفيف من حدة المشاكل الخطيرة التي نواجهها خلال هذه الأزمة الصحية. وشدد الأساقفة في هذا السياق على ضرورة أن تُفعّل كلُّ شبكات الحماية، لأن العمل – وبعد مرور الجائحة – يحتاج إلى إيجاد دروب للتغيير كي يأخذ مسارا إيكولوجيا وكي يوضع في محور هذه المنظومة الكائنُ البشري الذي غالبا ما يُنظر إليه على أنه مجرد رقم، دون أن تؤخذ طبيعته الفريدة في عين الاعتبار.

هذا ثم أكدت رسالة الأساقفة الإيطاليين، لمناسبة احتفال الأول من أيار مايو المقبل، أن جائحة كوفيد 19 سمحت لنا أن نختبر مدى كوننا مترابطين ومدى اعتمادنا على بعضنا البعض، ومن هذا المنطلق إننا مدعوون إلى الالتزام لصالح الخير المشترك لأنه مرتبط بخلاصنا، وبمصيرنا الشخصي. ولم تخلُ الرسالة من التذكير بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس يوم عيد العنصرة في الحادي والثلاثين من أيار مايو من العام الفائت معتبرا أن أسوأ ما في هذه الأزمة هو أن نفرّط بها وننغلق على ذواتنا.

وأشار الأساقفة إلى أن المحن يمكن أن تشكل أيضا لحظات ثمينة نستطيع أن نتعلم منها الكثير، مضيفين أن الأزمة دفعتنا إلى اكتشاف دروب جديدة للسياسات الاقتصادية وإلى سلوك هذه الدروب. وأكدوا أننا نعيش اليوم المزيد من الاندماج بين مختلف الدول الأوروبية بفضل التضامن القائم بين البلدان، فضلا عن تبني استراتيجيات مشتركة للتمويل، موجهة نحو دعم النفقات العامة، لاسيما في مجالي التربية والصحة. ورأى أصحاب السيادة أنه لا بد من إيجاد حلول اجتماعية للمشاكل التي يواجهها العمال ناهيك عن صعوبة التوفيق بين التزاماتهم الاقتصادية والمهنية ومتطلبات الحياة الخاصة والعاطفية والعائلية.

وتطرقت رسالة مجلس أساقفة إيطاليا إلى العمل عن بُعد الذي يمارسه العديد من الموظفين في إيطاليا وقد ألزم هذا الوضعُ الكثير من هؤلاء بالبحث عن إمكانات التوفيق بين العمل والوقت اللازم لتنمية العلاقات والعواطف العائلية، وهذه التحديات لم تكن موجودة في السابق. وكتب الأساقفة أنه على الرغم من أهمية التفاعل وجهاً لوجه بين الأشخاص يزيل العمل عن بعد عناء التنقل ما يمنح الشخص مزيدا من الوقت للعمل أو الاهتمام بالعائلة.

في الختام ذكّر الأساقفة بالرسالة العامة Fratelli Tutti التي كتب فيها البابا أن الأخوّة تنير أيضا أماكن العمل، وهي ضرورية خلال الأزمات لأنها تتحوّل إلى تضامن مع المهمشين، لافتا إلى أن عيد الأول من أيار مايو يشكل دعوة لعيش هذه المرحلة الصعبة، بعيدا عن القنوط والاستسلام. 

01 أبريل 2021, 11:49