في عيد الدنح البطريرك الماروني  مار بشارة بطرس الراعي  يوجه ثلاثة نداءات في عيد الدنح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوجه ثلاثة نداءات 

في عيد الدنح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوجه ثلاثة نداءات

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي يوم أمس الأربعاء السادس من كانون الثاني يناير في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة بعنوان "لما اعتمد الشعب كله، اعتمد يسوع ايضًا " (لو 3: 21).

في عظة ألقاها مترئسا قداس عيد الغطاس أو الدنح، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "تحتفل الكنيسة اليوم بعيد معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان، وبتذكار معموديتنا. ونقيم رتبة تبريك الماء لاتخاذه بركة الى بيوتنا لكي يمنحنا الرب النعم التي نحتاجها في حياتنا. بعيد الغطاس او الدنح نختتم الأعياد الميلادية"، وأضاف "يحمل العيد اسمين: الغطاس ويعني النزول في الماء للاغتسال بماء المعمودية. والدنح وهو لفظة سريانية تعني الظهور الالهي. فلما اعتمد يسوع على يد يوحنا، "ظهر" سرّ الله الواحد والثالوث: الآب بالصوت، والابن بشخص يسوع المسيح، والروح القدس الذي حلّ عليه بشبه طير حمامة". ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أشار غبطته إلى أن "هذا العيد يدعو الجميع الى التجدد الشخصي الداخلي، الى غسل القلوب واعادة النظر في نمط حياتنا وتصرفاتنا، خصوصًا ونحن نعيش بلايا جائحة كورونا التي حجّمت جميع الناس، وكبّلت الكرة الأرضية وشلّت كل حركة، وخلّفت وما زالت، كوارث اقتصادية ومالية ومعيشية واجتماعية، وأكثر من كل ذلك، ضحايا بشرية كل يوم. وإني على ضوء هذا العيد ومقتضياته، ونداءاته الى التوبة والى التجدد، والى تغيير مجرى حياتنا ونمطها، أوجّه ثلاثة نداءات:

"النداء الأول، الى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة المكلّف، طالبًا منهما لقاء وجدانيًا، لقاء مصالحة شخصية، لقاءً مسؤولًا عن انتشال البلاد من قعر الانهيار، بتشكيل حكومة انقاذ بعيدة ومحرّرة من التجاذبات السياسية والحزبية، ومن المحاصصات. واطلب من جميع القوى السياسية المعنية، تسهيل هذا التشكيل. فالسياسة فنٌ شريف للبناء"، وتابع البطريرك الراعي يقول "النداء الثاني، الى المستشفيات الخاصة، طالبًا إعداد ما يلزم من غرف واجنحة لاستقبال اخوتنا واخواتنا المصابين بوباء كورونا. فانهم بذلك يحدّون من انتشار هذا الوباء القتال، ويساهمون في حماية المجتمع. إني اتفّهم معاناة المستشفيات المالية وتلكوء الدولة عن دفع مستحقاتها، ولكني مع القيّمين عليها نتكّل على العناية الالهية التي تعرف كيف تعوّض، وكيف تفتح باب الخير بوجه المضحّين في سبيل الاخوة والاخوات لمساعدتهم. فمن المؤلم حقًا ان يكون مجموع اسرّة العناية الفائقة المخصصة لمرضى كورونا هو فقط ثلاثة وسبعون، بينما عدد المستشفيات الخاصة سبعة وستون، فلا بدّ من ان تتعاون هذه المستشفيات في تغطية المصابين المتواجدين في مناطقها، اقضيةً ومحافظات. وفي المناسبة اجدّد النداء مع وزارتي الصحة والداخلية الى المواطنين للتقيّد بالتوجيهات المعطاة، حمايةً لذواتهم ولغيرهم". و"النداء الثالث، الى المصارف، من اجل تطبيق قانون "دولار الطالب"، بحيث يتمكن اهالي الطلاب من تحويل المال لهم، وهم يتابعون دروسهم العليا في الخارج. فمن حق هؤلاء الطلاب ان يعيشوا بكرامة من مال اهلهم المودع في المصارف، من اجل تسديد اقساطهم الجامعية، وتأمين".

وختم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "يا رب، اليك نكل حياتنا. وهذه النداءات الثلاثة راجين أن تقع في قلوب الموجّهة إليهم. جدّدنا بنعمة معموديتك لنكون خلقًا جديدًا يعكس وجهك القدوس. لك المجد والشكر والتسبيح، ايها الآب والابن والروح القدس الآن والى الأبد، آمين".

07 يناير 2021, 13:08