iraq-religion-christianity-chaldean-1546437832172.jpg

الكاردينال ساكو يشدد على ضرورة التنشئة على أهمية السلام وثقافة اللاعنف وترسيخ الأخوّة

لمناسبة الاحتفال برأس السنة واليوم العالمي للسلام تحدث بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو عن السلام والذي يتطلب تنمية الوعي بأهميته وبثقافة اللاعنف وترسيخ الأخوّة. كما وتوقف عند ما يجب القيام به من قِبل القادة الروحيين والدولة، ودعا المؤمنين إلى الصلاة من أجل السلام. وهذه كلمات غبطة البطريرك نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية:

لأمرٌ محزن أن يشهد عالمنا وبلدنا سباقاً محموماً، وأحياناً مسلحاً من أجل السلطة والمال، وليس من أجل الناس وتوفير الخدمات لهم. ما من سلام حقيقي إلا عندما نخرج من هذه الأنانية القاتلة، ونرسِّخ الأخوّة الحقيقية بيننا. السّلام هدف أساسي وهامّ لكلّ إنسان، ومن دونه لا حياة مستقرة ولا تقدم. وحتى يتحقق السلام لابد من تنشئة الناس فكرياً ودينياً واجتماعياً على قيم الأخوَّة والتسامح واللاعنف والتآزر، وتنمية وعيِهم بأهمية هذه المباديء للعيش المتناغم.

دينياً: رسالة الديانات هي نشر ثقافة السلام والأخوّة والمحبة وترسيخها. المؤمن الحقيقي-وليس من يلبس عباءة الدين لتغطية مصالحه وأفعاله-، يعيش السلام في داخله، ويعكسه في محيطه ومع كلّ من يتواصل معهم. هذه الروحانية تملأ قلبه عزاءً وفرحاً : “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ” (متّى 5/ 9).

من هذا المنطلق يتعيّن على القادة الروحيين:

تنقية الفكر الديني من المغالطات والأفكار الشائعة والقديمة، وتجديد الخطاب الديني وتكييفه مع متطلبات الزمن المعاصر، بما يلائم حياة الناس وكرامتهم ويحقق خيرهم، من دون أن يمس العقيدة.

تعزيز المشتركات الإيمانية والإنسانية والوطنية، وإشاعة روحية التسامح والمودة واحترام التعددية الدينية والفكرية.

الدولة: على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها كاملةً في حماية جميع المواطنين، وفق منطق المواطنة والقانون والمؤسسات، واحترام حقوقهم وكرامتهم.

هذه التنشئة ينبغي أن تكون وعيّاً والتزاماً مشتركاً من أجل بناء السلام، وإنهاء الحروب وحماية حقوق الناس من خلال التعليم في العائلة (المدرسة البيتية)، والمدارس و الكنائس والمساجد والإعلام.

يقول البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للسلام 1/1/2021: “في مطلع العام الجديد، أودّ أن أقدّم أحرّ التحيّات إلى رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظّمات الدوليّة، والقادة الروحيّين والمؤمنين من مختلف الأديان، والنساء والرجال ذوي النوايا الحسنة. أوجّه لكم جميعًا أمنياتي الحارّة بأن يشهد هذا العام تقدّم البشرية في درب الأخوّة والعدالة والسلام بين الأفراد والجماعات والشعوب والدول. “

عام 2020 كان عاماً صعباً على الجميع، خصوصاً بسبب تداعيات جائحة كورونا، والنزاعات العبثية، نأمل أن يكون العام الجديد 2021 أقل وطأة، و الظروف أفضل ونفرح بعودة الأجواء الى طبيعتها. لذا أسألكم أن تُصَلّوا من أجل حلول السلام في قلوب البشر، وفي العراق والشرق الأوسط والعالم، لكي تسقط الى الأبد جدران الكراهية والعنف. كما أسألكم أن تُصلّوا من أجل نجاح زيارة البابا فرنسيس الى بلدنا، حتى يكون العراق بعد الزيارة غير ما كان عليه قبلها.

كل عام وأنتم والعراق والعالم بخير

02 يناير 2021, 12:23