البطريرك برتلماوس: الوباء، "دعوة الطبيعة اليائسة" لكي نحترمها البطريرك برتلماوس: الوباء، "دعوة الطبيعة اليائسة" لكي نحترمها 

البطريرك برتلماوس: الوباء، "دعوة الطبيعة اليائسة" لكي نحترمها

افتتح البطريرك المسكوني الأرثوذكسي النسخة الرابعة من قمة هالكي حول المسؤولية والاستدامة البيئية: إنَّ أزمة كوفيد "ليست عمل" انتقام "من قبل الله"، وإنما دافع لـ "نهج أكثر احترامًا" للبيئة.

قد تكون هذه الدعوة، وإن كانت افتراضية، تتمتع بالإشارة إلى المشهد الذي لا يُضاهى لـ "تل الرجاء"، الذي يقع على رأسها الدير البيزنطي الذي كان لأكثر من قرن، حتى عام ١۹٧١، مقر مدرسة اللاهوت المرموقة للبطريركية المسكونية. على أي حال، فإن الكلمات التي افتتح بها البطريرك المسكوني برتلماوس الأول يوم الثلاثاء الماضي القمة الرابعة لهالكي - جزيرة بحر إيجة على بعد ساعة بالقارب من اسطنبول - تحتوي في نداءها من أجل تغيير النهج إزاء الأزمة البيئية على قوة جمال المكان التي جاءت منه.

بحضور العديد من الخبراء، قدّم بطريرك القسطنطينية تأمّلاً حول الوباء بعلاقة مع البيئة وتأثيراتها على حياة الكوكب. وذكَّر في هذا السياق أن قادة هالكي اتسموا دائمًا بقيم الحوار والتعاون، وهذه القيم هي المطلوبة في هذه اللحظة الطارئة التي يطبعها الفيروس العالمي. وقال البطريرك المسكوني برتلماوس الأول نحن مقتنعون بأن أي رجاء حقيقي لعكس تغير المناخ يتطلب تحولاً جذريًا في الطريقة التي نفهم بها العالم ونعامله؛ ومع ذلك، فإن جزءًا من المشكلة - كما يؤكد - يكمن في إحجامنا عن تقديم تضحيات من أجل خير الآخرين وخير الأرض.

ويلاحظ البطريرك المسكوني أن فيروس الكورونا قد علّمنا درسًا لا يقدر بثمن حول أهمية الاصغاء والتعلم من بعضنا البعض، وكشف قوة وقيمة الحب والتضامن. ويصر البطريرك المسكوني على أن الوباء قد ذكّرنا بأن العالم أكبر من اهتماماتنا الفردية وطموحاتنا، وأعظم من كنيستنا وجماعة الإيمان التي ننتمي إليها، وأعظم من سلطاتنا السياسية ومصالحنا الوطنية. في حين أن الانخفاض في التلوث خلال أشهر الإغلاق قد ذكرنا بأنه لا يمكن أن يكون هناك تقدم حقيقي على أساس تدمير البيئة الطبيعية.

بعدها دخل برتلماوس الأول في ثنايا العلاقة بين السبب والنتيجة بين "التطفل" المستمر والمفرط للإنسانية في الطبيعة - كالاتجار غير المشروع بالمجموعة الحيوانية البرية، وإزالة الغابات، والتحضر، والزراعة المكثفة - والانتشار السريع للأمراض المعدية والفيروسات من الحيوان للحيوان، بما في ذلك الإنسان. وأكّد في هذا السياق أنَّه ليس من قبيل المصادفة أن تكون الزيادة في الأمراض المنقولة عن طريق المجموعة الحيوانية البرية قد ترافقت مع الغزو البشري المتزايد للعالم الطبيعي والتغير السريع في المناخ. ولكن، خلص البطريرك المسكوني برتلماوس الأول إلى القول إن الوباء ليس عمل" انتقام "من قبل الله"، وإنما دافع لـ "نهج أكثر احترامًا" للبيئة من قبلنا جميعًا.

29 يناير 2021, 10:42