رئيس أساقفة تورينو يحدثنا عن التظاهرات الأخيرة التي شهدتها المدينة الإيطالية  رئيس أساقفة تورينو يحدثنا عن التظاهرات الأخيرة التي شهدتها المدينة الإيطالية  

رئيس أساقفة تورينو يحدثنا عن التظاهرات الأخيرة التي شهدتها المدينة الإيطالية

في أعقاب التظاهرات وأعمال الشغب التي شهدتها مدينة تورينو الإيطالية احتجاجا على المرسوم الذي صدر عن رئيس الحكومة بشأن إجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة المدينة المطران تشيزاريه نوزيليا الذي تطرق إلى الأزمة الراهنة.

وقد أقدم الجيش الإيطالي على رفع الخيم أمام مستشفيات إقليم بيمونتيه وذلك بطلب من السلطات المحلية، وهذه الخيم تفوق بسعتها تلك التي أقيمت خلال الربيع الماضي، والهدف من هذا الإجراء يتمثل في التخفيف من الضغوط التي تتعرض لها أقسام الإسعافات الأولية في المستشفيات. في غضون ذلك واصل سكان مدينة تورينو التعبير عن استيائهم من التدابير التي تتخذها الحكومة في إطار الأزمة الصحية الراهنة، مع العلم أن تورينو هي من أهم المدن الصناعية في إيطاليا وهي تعاني منذ فترة طويلة من تبعات الأزمة الاقتصادية.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال رئيس الأساقفة نوزيليا إن تورينو ليست معتادة على هذا النوع من التظاهرات التي سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب ومواجهة بين المحتجّين ورجال الأمن. وأضاف أن التظاهر هو جزء من الديمقراطية، وهو حق ينبغي أن يُصان، لكنه أيضا واجب مدني لكل جماعة تريد الحفاظ على الوحدة والتعاضد، وتريد نبذ كل شكل من أشكال العنف. ولفت في هذا السياق إلى أن المؤمنين مدعوون إلى العمل من أجل بلوغ قلوب الأشخاص من خلال دروب العدالة والسلام والتضامن. وأضاف أن تحقيق السلم هو واجب من واجبات الكنيسة، في هذا الظرف الراهن، وهو يتطلب من جميع المعتقدات الدينية ألا تنغلق على ذاتها بل تنفتح على الخير العام.

وفي رد على سؤال بشأن وجود عناصر عنيفة اندست داخل التظاهرات، قال رئيس أساقفة تورينو إن هذا الأمر حصل، وهو يسيء إلى قضية العمال، وأشار أيضاً إلى وجود عدد كبير من المهاجرين وسط المتظاهرين مضيفا أن هذا الأمر يحملنا على إعادة النظر في كيفية تعاملنا اليوم مع شرائح المجتمع الأشد ضعفا وهشاشة، ومع الأشخاص المقصيين في مجتمعاتنا، ويطرح علامات استفهام بشأن طريقة الاستجابة لآمالهم وتطلعاتهم، فضلا عن المثال الذي نقدمه لهم على صعيد احترام العدالة الاجتماعية.

بعدها أكد المطران نوزيليا أن ما نشهده اليوم يضرب جذوره في أزمة اجتماعية لم تُحل. وأوضح أن مدينة تورينو، شأن باقي المدن الكبرى تعاني من تفشي فيروس كورونا المستجد، ولكن إقليم بيمونتيه بكامله يعيش أزمة  اجتماعية قديمة، ألا وهي الفقر، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجهها شركات يمكن أن تقفل أبوابها وتسرّح العمال، وهذا ما يحذّر منه النقابيون باستمرار. وأشار سيادته إلى أن هيئة كاريتاس الخيرية توقعت ارتفاعا كبيرا في عدد العائلات التي تعاني من العوز.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تطرق رئيس أساقفة تورينو المطران نوزيليا إلى الإجراءات التي تبنتها الحكومة الإيطالية والقرار المتعلق بمساعدة الشركات والمؤسسات، وقال إنه من الأهمية بمكان أن تُتخذ التدابير التي تضمن صحة المواطنين من جهة وتساهم في استعادة ثقة الناس بمؤسسات الدولة من جهة ثانية، خصوصا عن طريق ضمان الحقوق الأساسية، ومن بينها الحق في العمل والحصول على الخدمات الرئيسة. 

01 نوفمبر 2020, 09:57