2020.07.24 Padre Jacques Hamel - breviario 2020.07.24 Padre Jacques Hamel - breviario 

الذكرى السنوية الرابعة لمقتل الكاهن الفرنسي جاك هاميل

لأربع سنوات خلت قُتل في فرنسا الكاهن الكاثوليكي المسن جاك هاميل فيما كان يحتفل بالقداس في كنيسة Saint-Étienne-du-Rouvray، قضى ذبحا على يد شابين من مناصري تنظيم الدولة الإسلامية.

بعد أقل من شهرين على مقتل الأب هاميل في السادس والعشرين من تموز يوليو من العام 2016 أعلن البابا فرنسيس عن نيته في فتح دعوى تطويب الكاهن المغدور، قائلا إنه قُتل شهيدا وجميع الشهداء هم مطوبون. جاءت كلمات البابا خلال احتفاله بالقداس في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان لمناسبة عيد ارتفاع الصليب في الرابع عشر من أيلول سبتمبر من العام نفسه، وذلك بحضور أقرباء الأب هاميل وعدد من الحجاج الذين قدموا من مقاطعة نورماندي الفرنسية برفقة أسقف أبرشية روان المطران دومينيك لوبران. قال فرنسيس آنذاك إن الكاهن الراحل "كان رجلاً طيباً، ومتواضعاً، عمل دوماً في سبيل الأخوّة ومن أجل إرساء أسس السلام، وقُتل كما لو كان مجرما. هذا هو النهج الشيطاني للاضطهاد".

المرحلة الأبرشية من دعوى التطويب اختُتمت في شهر آذار مارس من العام الماضي، واليوم - بعد مضي أربع سنوات على رحيله - بات ملف الدعوى في عهدة مجمع دعاوى القديسين الذي سيتأكد ما إذا كان الأب هاميل شهيدا فعلا وقُتل بدافع الكراهية للإيمان. وحملت هذا الملف إلى روما مجموعةٌ من الشبان رافقوا المطران لوبران وعددا من كهنة أبرشية روان، بمن فيهم طالب دعوى التطويب الكاهن بول فيغورو، وسُلم باليد إلى الكاردينال أنجيلو بيشو، عميد مجمع دعاوى القديسين. 

لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لقتل الأب جاك هاميل والتي صادفت يوم أمس الأحد، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب أنجيلو رومانو المسؤول عن بازيليك القديس برتلماوس في روما - التابعة لجماعة سانت إيجيديو - والمكرسة للشهداء الجدد، والتي يُحفظ فيها "كتاب صلاة الساعات" الخاص بالكاهن هاميل. قال رومانو إن الجريمة الهمجية التي ذهب ضحيتها هذا الكاهن تساعدنا على فهم أهمية ما كان يقوم به. وأوضح أن هذا الرجل استُهدف لأنه كان رجل الحوار، رجلَ السلام ورجلَ الأخوّة  مع الجالية المسلمة في بلدته Saint-Etienne-du-Rouvray، مضيفا أن حقد الإرهاب يوجّه في المقام الأول إلى الأشخاص الذين يشكلون جسراً، تماماً كما حصل في سورية عندما تعرّض للاختطاف أسقفا حلب للروم الأرثوذكس والسريان بولس يازجي وغريغوريوس إبراهيم. ولفت إلى أن الأسقفين، اللذين لم يُعرف مصيرهما حتى اليوم، كانا من أكثر الأشخاص التزاما في بناء الجسور بين الجماعات الدينية المحلية، مشيرا في هذا السياق إلى أن مقتل الأب هاميل يسلط الضوء على أهمية النشاط الذي كان يقوم به. 

بعدها ذكّر الأب رومانو في حديثه لموقعنا الإلكتروني بأن هذه الجريمة الوحشية والمقيتة ولّدت صدمة في أوروبا، لاسيما في فرنسا، وجاء هذا الاستشهاد ليتوج حياة كاهن مثالي لم يتخلى عن الناس إطلاقا. وأضاف الكاهن الإيطالي أن بازيليك القديس برتلماوس ولكونها تحتفظ بكتاب صلاة الساعات الخاص بالأب هاميل منذ أيلول سبتمبر 2016، تشكل منذ ذلك التاريخ مقصدا للعديد من الحجاج الفرنسيين!  وأوضح أن هذا الكتاب يحتوي بداخله على العديد من صور القديسين، وذكريات تعود لأشخاص رحلوا ولأطفال حصلوا على المناولة الأولى، ولشبان نالوا السيامة الكهنوتية. ومن البديهي أن هاميل صلى كثيرا في هذا الكتاب نظرا لحالته  المتردية.

تابع الأب رومانو مذكراً بالمناسبات العديدة التي تحدث فيه البابا فرنسيس عن الشهداء المسيحيين في الزمن الراهن، قائلا إن عدد هؤلاء يفوق عدد شهداء القرون الأولى للمسيحية. كما ذكّر الكاهن الإيطالي بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان له حدس روحي حيال هذا الموضوع لأنه عاش شخصيا مأساة الشهداء الجدد في بولندا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، أي في ظل النظام الشيوعي. ولفت الأب رومانو في ختام حديثه إلى أن البابا فويتويا رافق الكنيسة خلال هذه المرحلة من الوعي الجديد، ولم ندرك هذا الأمر جيدا آنذاك. وأوضح أنه قبل عام 2000  لم يُكتب الكثير عن موضوع الشهداء الجدد، بيد أن البابا يوحنا بولس الثاني سلط الضوء على هذا الواقع، وهو أن المسيحيين باتوا اليوم عرضة للاضطهاد في العديد من بلدان العالم.

27 يوليو 2020, 09:23