الاحتفال باليوم العالمي السادس للصلاة من أجل ضحايا الاتجار بالبشر الاحتفال باليوم العالمي السادس للصلاة من أجل ضحايا الاتجار بالبشر 

الاحتفال باليوم العالمي السادس للصلاة من أجل ضحايا الاتجار بالبشر

يُحتفل يوم غد السبت باليوم العالمي السادس للتأمل والصلاة من أجل ضحايا الاتجار بالبشر، وقد تم اختيار هذا اليوم بالتزامن مع الاحتفال بعيد القديسة بخيتا، الراهبة السودانية الأصل، التي صارت رمزاً عالمياً لالتزام الكنيسة ضد هذه الظاهرة.

النساء والأطفال وحتى الرجال يمكنهم أن يقعوا ضحية الاتجار بالبشر وهي ظاهرة لا تميّز بين شخص وآخر. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد هؤلاء الأشخاص يقدّر بأربعين مليونا حول العالم، تشكل النساء نسبة سبعين بالمائة منهم، فيما تصل نسبة القاصرين إلى عشرين بالمائة.

وإزاء هذا السيناريو المأساوي أعلنت الشبكة الدولية للحياة المكرسة من أجل مكافحة الاتجار بالبشر أنها وفّرت المساعدة إلى أكثر من خمسة عشر ألف شخص من ضحايا هذه الآفة خلال العام 2018 وحده، وهم ممن نجوا من أيدي مستغلّيهم.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الراهبة Gabriella Bottani من الاتحاد الدولي للرئيسات العامات والتي تُعنى بتنسيق نشاطات الشبكة المذكورة مع العلم أن الشبكة ستُنظم مساء السبت أمسية صلاة في روما وبالتحديد في بازيليك القديس أنطونيوس البدواني، فضلا عن مسيرة بعنوان "معاً ضد الاتجار بالبشر" ستجري عند الساعة العاشرة من صباح الأحد.

قالت الأخت بوتّاني: لقد تعلّمنا خلال السنوات الست الماضية أهمية التوقف للصلاة والتأمل سوياً، ومن هذا المنطلق تم اختيار موضوع المسيرة المرتقبة يوم الأحد القادم، لأنه لا بد أن نبني معاً، ونوسّع مفهوم هذه الكلمة كي لا تقتصر فقط على المجموعات الناشطة داخل الكنيسة الكاثوليكية، إذ لا بد أن يحصل تعاون بين الجميع كي يوضع حدّ لهذه الظاهرة.

وشددت على ضرورة متابعة الحديث عن هذه الآفة وتسليط الضوء عليها كي لا يتحول المزيد من الرجال والنساء والأطفال إلى مجرد سلعة يتم استهلاكها والاتجار بها لغاية الربح. وقالت إن هذا أمر مخجل للغاية وينبغي ألا نعتاد عليه، والصلاةُ تدعمنا في هذا النضال وتساعدنا على إيجاد الشجاعة اللازمة كل يوم كي نسير قدماً ولا نستسلم لقوى الشر.

وفي سياق حديثها عن الأسباب الكامنة وراء انتشار الظاهرة قالت الراهبة بوتّاني إن الأسباب متنوعة، وهي نفسها التي تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية وأضافت أن الاتحاد العالمي للرئيسات العامات وخلال أعمال جمعيته العامة تنبّه لمشكلة انعدام التوازن بين الرجال والنساء، وهذا الأمر جعل من النساء والفتيات النسبةَ الأكبر من ضحايا الاتجار بالبشر، لأنهن غالباً ما "يُقدّمن" كي يولّدن الربح المادي، أو لتوفير مدخول الأسرة، أو لزيادة أرباح المنظمات الإجرامية والبيئات التي يعشن فيها.

وتابعت تقول إن القارة الآسيوية تعاني أكثر من غيرها من ظاهرة الاتجار بالبشر، لاسيما البلدان الجنوبية والجنوبية الشرقية، خصوصا وأنها القارة التي تضم أكبر نسبة من سكان الأرض. لكن إذا ما نظرنا إلى نسبة ضحايا الاتجار بالبشر من أصل عدد السكان فتتصدر القائمةَ القارةُ الأفريقية، لاسيما بلدان أفريقيا ما دون الصحراء. ولفتت إلى أن الشبكة الدولية أدركت أن هذه الظاهرة هي محلية في المقام الأول: إذ يتم احتجاز الضحايا ونقلها واستغلالها ضمن منطقة معينة، أو بلد معين، وأحياناً تُجتاز الحدود الوطنية ضمن قوافل المهاجرين. وبهذه الطريقة تندمج هذه الظاهرة مع ظاهرة أخرى ألا وهي الهجرة الدولية والوطنية.

في ختام حديثها لموقعنا أكدت الأخت غابريلا بوتاني أن الشبكة تنظر إلى البابا فرنسيس كأخ يحفّزها ويشجعها، وهو يتخذ الخطوة الأولى ويطلق المبادرة، طالباً من الكنيسة – وأيضا من جهات أخرى – التصرف من أجل وضع حد للاتجار بالبشر، مشيرة أيضا إلى أن التزام البابا في هذا المجال وشهادته أعطيا دفعاً قوياً لجهود مكافحة الاتجار بالبشر على الصعيد الدولي.

07 فبراير 2020, 12:46