متظاهرون عراقيون يهربون من رجال الأمن متظاهرون عراقيون يهربون من رجال الأمن 

مقابلة مع المطران وردوني بشأن آخر التطورات في العراق

عشرات القتلى ذهبوا ضحية موجة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها بغداد ومدن عراقية أخرى منذ أيام، وهؤلاء الضحايا سقطوا وسط المتظاهرين ورجال الأمن على حد سواء.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المطران شلمون وردوني أسقف أبرشية الأنبار للكلدان الذي قدّم صورة عن التوترات الراهنة في البلد العربي. أوضح سيادته أن الحياة في العراق ازدادت صعوبة والأمر يتطلب احترام حقوق الإنسان، لافتا إلى مشاعر الاستياء السائدة وسط المواطنين العراقيين في بلد كان ثرياً في الماضي لكنه اليوم يعاني من الفقر المدقع.

وقد تحدثت آخر الأنباء عن سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا وما لا يقل عن ألف جريح خلال التظاهرات الشعبية المطالبة بتحسين البنى التحتية وبخلق فرص عمل، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية وتحقيق الاستقرار ومكافحة الفساد المستشري وسط الطبقة الحاكمة. من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أنه يصغي إلى المطالب المحقّة للمواطنين، ووعد بالاستجابة لتطلعات الشعب، مشيرا في الوقت نفسه إلى استحالة تقديم حلول "سحرية"، في وقت اعتبر فيه الأسقف العراقي وردوني أن الدرب المؤدية إلى حل الأزمة الراهنة تتمثل في الحوار.

قال سيادته إن الأوضاع المعيشية في العراق لم تتحسّن البتة بل على العكس لقد ازدادت سوءاً. ولهذا السبب يطالب الشبان والعائلات، لاسيما الفقراء منهم، بحقوقهم المشروعة: الحق في العمل، والحق في الدراسة، فضلا عن الحق في بناء البيت العراقي. وأكد أن جميع المواطنين العراقيين يطالبون بهذه الحقوق.

وفي سياق تعليقه على التظاهرات المطالبة بمكافحة الفساد، خصوصاً وسط المسؤولين الحكوميين العراقيين وتوفير الخدمات للمواطنين قال المطران وردوني إن الشعب برمته يحتاج إلى البنى التحتية، لافتا إلى أن الناس يفتقرون إلى التيار الكهربائي منذ ستة عشر عاماً، ولا يحصلون عليه سوى لساعتين أو ثلاث في اليوم الواحد، والأمر نفسه ينطبق على مياه الشرب، والاحتياجات الأخرى التي تسمح للمواطنين العراقيين بأن يعيشوا بكرامة. وتساءل لماذا يعاني بلد غنيّ جداً شأن العراق من هذا الفقر المدقع.

رداً على سؤال بشأن المواقف التي عبّر عنها رئيس الوزراء العراقي، قال أسقف أبرشية الأنبار للكلدان إن الكلمات سهلة للغاية، لكن من الصعب جداً أن تُنفّذ الوعود كي تتمتع العائلات، لاسيما الأطفال، بالحقوق المشروعة. وذكّر سيادته بأن أوروبا وأمريكا تتحدّثان دائماً عن المصالح، لافتا إلى أن المواطنين العراقيين يطلقون صرخة إلى العالم كله مطالبين إياه بأن يعمل من أجل خير ومصلحة الشعب العراقي، وأوضح أن العراق لا يحتاج إلى أحد لو كانت الأمور على ما يُرام.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني علق المطران شلمون وردوني على أعمال العنف التي رافقت التظاهرات موقعة أكثر من ثلاثين قتيلا، واعتبر أن هذا النوع من العنف لا يمارسه الحيوانات. وأضاف: إن هؤلاء الأشخاص يطالبون بحقوقهم فلا بد من دعوتهم إلى الحوار وسؤالهم عن مطالبهم واحتياجاتهم وقال إننا نريد السلام ونريد النزاهة. ونريد فرص عمل لجميع الشبان ولكل العائلات، لافتا إلى أنه يتحدّث بجرأة ولا يخاف من أن يُقتل وأعرب عن أمله بأن يستخلص الحكام العراقيون عبرة من تصرفات الشبان.

يشار هنا إلى أن بطريرك بابل للكلدان الكاردينال ساكو كان قد وجه نداء مماثلا إلى القادة العراقيين الشهر الفائت وطلب منهم "أن يرتقوا الى مستوى المسؤولية في الحفاظ على المنجزات التي تحققت، وخصوصاً تفادي الانزلاق في حرب بالنيابة أمام التأزم الحالي بين إيران والولايات المتحدة، التي إن حصلت تُلحق بالمنطقة برمّتها المزيد من القتلى، والخراب والدمار". واعتبر أن تعزيز المواطَنة، والتسامح والاحترام، وترسيخ العيش المشترك، يصبح ممكنا "عندما تكون ثمة رؤية مستقبلية في دولة وطنية، تقوم على أسس الديمقراطية وحكم القانون والمساواة واحترام التنوّع، فيعمَّ في أرجاء العراق السلام والازدهار".

05 أكتوبر 2019, 13:17