تظاهرات في مدينة النجف العراقية تظاهرات في مدينة النجف العراقية 

المطران وردوني يشكر البابا على ندائه من أجل العراق

غداة النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس من أجل وقف أعمال العنف في العراق أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران شلمون وردوني الأسقف المعاون على أبرشية بغداد للكلدان ورئيس هيئة كاريتاس العراق.

وجه وردوني كلمة شكر إلى البابا فرنسيس على الكلمات التي أظهرت محبة حقيقية، محبة أب لأبنائه، وأضاف أن المؤمنين الكلدانيين في العراق يصلون بدورهم من أجل البابا فرنسيس سائلين الله أن يتمكن من القيام بمهامه في هذا العالم الذي يبدو أنه لا يسير قدما. في رد على سؤال بشأن صرخة الشعب العراقي التي دعا البابا فرنسيس الجماعة الدولية للإصغاء إليها، قال سيادته إن صرخة هذا الشعب موجهة في المقام الأول إلى السلطات العراقية المدعوة إلى عدم التفكير بمصالحها وحسب، وعدم حصر اهتمامها بجني المال بل يتعين عليها أن تهتم بالمواطنين الذين يعانون من سوء المعاملة. وأضاف المطران وردوني أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشبان العراقيون والعمّال والأطفال تحمل على البكاء. ولذا لا بد أن تولي الجماعة الدولية اهتماماً بهؤلاء وتسهر على ضمان احترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى وجود العديد من الشبان العراقيين الذين أنهوا تحصيلهم العلمي وهم عاجزون عن إيجاد فرص للعمل.

وفي سياق حديثه عن الأسباب الرئيسة التي حملت المواطنين العراقيين على النزول إلى الشارع والتظاهر ضد السلطة مطلع الشهر الجاري، قال الأسقف المعاون على أبرشية بغداد إن المسألة تتعلّق بالحقوق، وقد آن الأوان لرفع الصوت. ولفت إلى أن الناس يفتقرون إلى لقمة العيش وفرص العمل، في وقت يستغل فيه المسؤولون خيور المواطنين العراقيين ولا أحد يحرك ساكناً. وأكد أن الكنيسة تقف إلى جانب الشبان المطالبين بحقوقهم المشروعة وتساءل كيف يُعقل أن يبكي المواطنون لأنهم يموتون جوعاً وهم يقيمون في بلد غني كالعراق؟ وتساءل أيضا أين انتهى المال العراقي والثروات العراقية؟ أين هو النفط؟ وختم المطران وردوني حديثه لموقعنا الإلكتروني موجهاً كلمة شكر إلى البابا فرنسيس لأنه رفع صوته دفاعاً عن الأشخاص المحرومين من حقوقهم، وقال إن العالم كله مدعو أيضا إلى رفع صوته من أجل الشعب العراقي.

وكان البابا فرنسيس وفي أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين يوم أمس الأربعاء قد أطلق نداء قال فيه: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، يتوجّه فكري نحو العراق الحبيب حيث سببت التظاهرات التي حصلت خلال هذا الشهر العديد من الموتى والجرحى. وفيما أُعبِّر عن تعازي بالضحايا وعن قربي من عائلاتهم ومن الجرحى أدعو السلطات لكي تصغي إلى صرخة الشعب الذي يطلب حياة كريمة وهادئة. وتابع فرنسيس يقول: أحث جميع العراقيين، بدعم الجماعة الدولية، على السير في درب الحوار والمصالحة والبحث عن الحلول الصحيحة لتحديات ومشاكل البلاد. وأصلّي لكي يتمكّن هذا الشعب المعذّب من أن يجد السلام والثبات بعد سنوات من الحرب والعنف.

وإزاء استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في العراق أصدرت منظمة الأمم المتحدة تقريراً تحدثت فيه عن الحقوق الإنسانية "المداسة" في العراق وأشارت إلى القتل المتعمّد للمتظاهرين العزّل واللجوء المفرط إلى القوة من قبل الأجهزة الأمنية العراقية بحق المواطنين الذين تحدوا منع التجول ليلاً وذلك احتجاجاً على فقدان حوالي أربعمائة وعشرين مليارات يورو من الأموال العامة. وندد التقرير الأممي أيضاً بحملات الاعتقال الاعتباطية بحق المتظاهرين فضلا عن التهديدات والمضايقات التي يتعرضون لها. وحثت المنظمة الأممية السلطات على تبني الإجراءات الملائمة لضمان التظاهرات السلمية وحماية المشاركين فيها واتخاذ التدابير اللازمة للكشف عن المسؤولين عن أعمال العنف ومحاسبتهم قضائيا.

31 أكتوبر 2019, 11:46