مرسلات في مدغشقر مرسلات في مدغشقر 

انتظارات أهالي مدغشقر من زيارة البابا في كلمات عدد من المرسلات

أقل من شهر يفصل مدغشقر عن زيارة البابا فرنسيس إلى هذه الجزيرة الأفريقية والمرتقبة من السادس وحتى الثامن من شهر أيلول سبتمبر المقبل. يتواجد في هذا البلد الذي يُعتبر من بين الأفقر في العالم عدد لا بأس به من الرهبان والمرسلين الملتزمين في مجال المساعدة والأعمال الخيرية من بين الجمعيات الرهبانية الناشطة في مدغشقر الحركة التأملية الإرسالية لشارل دو فوكو، الحاضرة في هذا البلد منذ العام 1962 وقد أبصرت النور في منصف القرن الماضي بحدس من الكاهن الإيطالي أندريا غاسبارينو، من مدينو كونيو، مع العلم أن الحركة منتشرة حالياً في أفريقيا، البرازيل وأوروبا الشرقية.

في إطار استعداد الجزيرة الأفريقية لاستقبال البابا فرنسيس في السادس من الشهر المقبل نظمت مبادرة روحية تتمحور حول الصلاة الصامتة ومقاسمة الإنجيل وذلك في ما يُعرف بـ"مدينة الفتيان" في كونيو التي تشكل القلب النابض للحركة التأملية الإرسالية لشارل دو فوكو، وشارك في المبادرة عدد من الأشخاص المكرسين من بينهم ثلاث راهبات معروفات جداً في مدغشقر. وإحدى تلك الراهبات هي الأخت "لوسي" التي تحتفل هذا العام بمرور ستين سنة على التحاقها بالحركة الإرسالية، وقد أمضت منها ربع قرن في مدغشقر.
تحدثت الأخت لوسي إلى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني عن أهمية زيارة البابا فرنسيس إلى هذا البلد الأفريقي، وقالت إنها تعلم أن أهالي مدغشقر يستعدون منذ أسابيع لاستقبال البابا، مشيرة إلى أن هذه الزيارة ستأتي بمثابة عيد لهم. وأكدت أن هؤلاء السكان معروفون بحسن الضيافة وبروحهم الطيبة، مشيرة إلى أنها تتذكّر الخدمة التي كانت تقوم بها لصالح الأطفال المحتاجين، وقد أبدى هؤلاء تعلقاً بها لا مثيل له. وأضافت: لقد أعطاني هؤلاء الأطفال الكثير من العطف، وأشعر بأنني نلتُ منهم أكثر مما أعطيتهم، معربة عن رغبتها في العودة إلى مدغشقر لتكون وسط السكان المحليين خصوصا أثناء استقبالهم للبابا.
ومن بين المشاركين في المبادرة الأخت لالّا، وهي شابة مكرّسة من مدغشقر أعربت عن فخرها واعتزازها ببلادها، وهي تعمل في الحقل الإرسالي هناك بالتعاون مع الراهبات المنتميات إلى الحركة الإرسالية التأملية لشارل دو فوكو. ولفتت إلى أن هذا الشعب وبسبب أوضاع الفقر التي يعاني منها يتقاسم مع الحركة قيمها ومبادئها، إنه يتقاسم ما يملكه مع الجميع، في إطار الفقر. وروت في حديث لموقعنا الإلكتروني أنها وُلدت وترعرعت في عائلة متواضعة جداً وقد التحقت بالحركة الإرسالية وهي تواصل نمط حياتها البسيط، ولم يتغيّر عليها شيء يُذكر. وتعليقاً على زيارة البابا فرنسيس المرتقبة إلى بلادها قالت الأخت لالا إنها تأمل أن يحمل برغوليو الأمل إلى شعب مدغشقر، أكان على صعيد الحياة اليومية أم في مجال الالتزام الكنسي. وأكدت أن الشبان بنوع خاص يحتاجون اليوم إلى القوّة المتأتية من عند الله، مشيرة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية تتألف من عدد كبير من الشبان والشابات.
موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أجرى أيضا مقابلة مع راهبة إيطالية أخرى تُدعى الأخت رينالدا التي روت أنها عاشت في شمال البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث انتشرت الحركة الإرسالية التأملية بهدف توفير الخدمة والرعاية لأعداد كبيرة من المرضى، لاسيما المصابين منهم بداء البرص. وقالت إن المهمة لم تكن سهلة في البدء لكن هذا النشاط صار جميلاً للغاية مع مرور الوقت وأضافت: عندما وصلتُ إلى المنطقة كان عدد البُرص كبيراً جداً، وقد أبدى أسقف الأبرشية امتناناً كبيرا لهذه الخدمة الإنسانية حيال هؤلاء المرضى. وتحدثت الأخت رينالدا أيضا عن كرم وسخاء السكان الذين وعلى الرغم من فقرهم واضطرارهم للسير مسافات طويلة من أجل الحصول على المياه، لا يبخلون على أحد بشيء. وقالت: أتذكرُ امرأة فقيرة اشترت يوماً دجاجتين لتقيم حفلة في منزلها ولم تتردد في تقديم الدجاجة الأكبر للراهبات على الرغم من أنها تود سدّ جوع أفراد عائلتها الكثيرين. وكانت تردد "إذا أراد شخص ما أن يقدم شيئاً للآخرين، عليه أن يقدّم أفضل ما لديه"، وهذا ما كان يؤكد عليه مؤسس الحركة أندريا غاسبارينو.

09 أغسطس 2019, 11:52