مهاجرون فنزويليون على الحدود بين تشيلي وبيرو مهاجرون فنزويليون على الحدود بين تشيلي وبيرو 

أساقفة تشيلي يطلقون نداء للتضامن مع المهاجرين الفنزويليين

على أثر القرار الذي اتخذته الحكومة التشيلية الشهر الفائت والذي يقضي بمنح المهاجرين الفنزويليين تأشيرات دخول سياحية بغية السماح لهم بدخول الأراضي التشيلية عبر أساقفة البلد الأمريكي اللاتيني عن قلقهم مؤكدين أنهم يتفهمون ضرورة تنظيم هذه الحركة، لكنهم في الوقت نفسه أطلقوا نداء من أجل ممارسة الرحمة تجاه هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين يواجهون صعوبات خطيرة.

وكانت السلطات في سانتياغو قد قررت أنه اعتبارا من الثالث والعشرين من تموز يوليو الفائت يتعين على المهاجرين الفنزويليين الحصول على تأشيرات الدخول، والتي يمكن أن يطلبوها من البعثات الدبلوماسية التشيلية في بلادهم، تأشيرات صالحة لمدة اثني عشر شهراً ويمكن تمديدها لسنة إضافية. وعزت الحكومة السبب إلى ضرورة تنظيم حركة الهجرة واحتواء تدفق أعداد كبيرة من الأجانب ما يولّد مشاكل كبيرة على الحدود الفاصلة بين بيرو وتشيلي حيث يوجد حالياً مئات الأشخاص الذين لا يملكون أوراقا ثبوتية. الأساقفة التشيليون أكدوا أن هذا الإجراء المفاجئ ولد مشاكل كبيرة على الحدود وفي القنصليات لأن المواطنين الفنزويليين الذين غادروا بلادهم لأسابيع خلت، متوجهين إلى الحدود التشيلية، لم يكونوا على علم بهذا الأمر.
ومن خلال مكتب الشؤون الاجتماعية التابع لهيئة كاريتاس تشيلي، والمعهد الكاثوليكي التشيلي المعني بالهجرات، عبّر مجلس الأساقفة المحلي عن قلقه حيال الأزمة الإنسانية الراهنة على الحدود معتبراً أن القرار الذي اتخذته حكومة سانتياغو يشكل انتهاكا لحقوق العديد من الأشخاص. وتحدث الأساقفة عن وجود أكثر من ألف مواطن فنزويلي عالقين على الحدود الفاصلة بين بيرو وتشيلي مؤكدين في الوقت نفسه أن الكنيسة التشيلية عازمة على مواصلة الحوار مع السلطات السياسية المعنية فيما يتعلق بملف الهجرة. وحثّ الأساقفة التشيليون مواطنيهم على العمل معا، حكومة وشعباً، من أجل إرساء أسس سياسة متكاملة تعمل على تنظيم ظاهرة الهجرة وتفسح المجال أمام مواجهة التحدي الذي تقدمه حركة المهاجرين، لاسيما الأشخاص المرغمين على ترك أرضهم هرباً من الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة.
وعبّر مجلس الأساقفة أيضا عن قناعته بأن حل هذه المشكلة لا يتم فقط من خلال القرارات التي تُتخذ في تشيلي، ومن هذا المنطلق دعا الأساقفة إلى تبنّي حلول ناجعة من قبل حكومات جميع دول المنطقة، مع التأكيد على أهمية الدور الذي ينبغي أن يلعبه في هذا الإطار القادة السياسيون في فنزويلا، المدعوين إلى إيجاد مخرج لأزمة أنهكت الشعب الفنزويلي. هذا ودعا الأساقفة الجميع إلى عدم توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة إلى المؤسسات الكنسية، التي يأخذ عليها البعض سعيها إلى إدخال مهاجرين بطريقة غير شرعية إلى أراضي التشيلي. وأكدوا أن الأساقفة هم في طلعة الأشخاص المدافعين عن دولة القانون. ولم يخل موقف الأساقفة من تسليط الضوء على الجهود الحثيثة والمبادرات الإنسانية التي أطلقها عدد كبير من الكهنة المحليين من أجل توفير مأوى ومد يد المساعدة لأشخاص يواجهون صعوبات جمة.
يشار هنا إلى أن موقعنا الإلكتروني كان قد أجرى مقابلة لأيام قليلة خلت مع أسقف أبرشية سان كريستوبال بفنزويلا ونائب رئيس مجلس أساقفة البلاد المطران مورونتا الذي اعتبر أن مأساة الاتجار بالأشخاص والعنف السائدة في هذا البلد الأمريكي اللاتيني سببها أشخاص يفكرون بمصالحهم الخاصة الضيقة ويحتقرون كرامة الكائن البشري عوضا عن صب الاهتمام على الخير العام، مشيرا إلى أن الدولة لا تحرّك ساكناً من أجل احتواء هذه المشاكل الخطيرة. ولفت إلى أن عدد المهاجرين والنازحين الفنزويليين يرتفع باستمرار، مشيرا إلى الاعتماد على عون الله، والذي يتجلّى في أشكال عدة من خلال حماسة العديد من المتطوعين، وأكد أن الأساقفة يعملون بروح من الإيمان وهم يدركون أن الله يعضدهم في مهمتهم هذه إذ يسعون إلى مساعدة أخوتهم.

02 أغسطس 2019, 13:44