المطران ليسبوا المطران ليسبوا  

أسقف أبرشية بيمبا في موزمبيق يطالب بوضع حد لأعمال العنف

وجه أسقف أبرشية Pemba في شمال موزمبيق المطران البرازيلي الأصل Luiz Fernando Lisboa رسالة مفتوحة إلى سكان محافظة Capo Delgado الشمالية مشيرا إلى وجود قوى خفية تسعى منذ أكثر من سنة ونصف إلى فرض مصالحها الخاصة في المنطقة ولا تتردد في قتل مئات الأشخاص، وحرق القرى والكنائس والمساجد، زارعة الدمار في كل مكان.

وقد نشرت وكالة سير الكاثوليكية للأنباء مضمون هذه الرسالة التي وصفتها بالشجاعة، موضحة أن الأسقف ليسبوا كتبها من أجل تسليط الضوء على الأوضاع الخطيرة الراهنة في المنطقة المذكورة حيث تنشط منذ شهر أيلول سبتمبر من العام 2017 مجموعات مسلحة إسلامية قدم عناصرها من البلدان المجاورة لموزمبيق فضلا عن تشكيلات أخرى متمردة. وأوضحت الوكالة أن منطقة كابو ديل غادو غنية جداً بالأحجار الكريمة وموارد طبيعية أخرى.
ولفت أسقف أبرشية بيمبا في رسالته، التي تحمل تاريخ الثامن عشر من تموز يوليو الجاري، إلى أنه يرغب في إطلاق نداء إلى جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، كي لا يستسلموا أمام أعمال العنف ولا يكلّوا في المطالبة بإحلال العدالة والسلام. وأضاف أن عناصر المجموعات المتمردة يظهرون ويختفون كأشباح وينشطون عندما لا ينتظرهم أحد، تاركين وراءهم آثار الدمار. وشاء سيادته أن يوجّه أصابع الاتهام إلى جهات خفية ومجهولة تقف وراء نشاط هذه المجموعات الإرهابية واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يُدرك المواطنون من هي تلك الجهات كي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم والتصدي لهذا الشر بالطريقة الملائمة.
وتطرق المطران ليسبوا في رسالته أيضا إلى زيارة رعوية قادته مؤخرا إلى منطقة بالما حيث التقى بمئات الأشخاص المشردين والذين أُرغموا على ترك أرضهم وبيوتهم، ومن بين هؤلاء كثيرون فقدوا أحباءهم، فضلا عن وجود عدد كبير من الأطفال الذين لا يترددون إلى المدارس لأنها أقفلت أبوابها نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية. وأكد سيادته أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية والمعاهد والجماعات التابعة لها تعيش هي أيضا في أجواء من الخوف الشديد وانعدام الأمن.
وتوجّه الأسقف أيضا إلى السلطات في موزمبيق مطالباً إياها بفتح تحقيقات واضحة المعالم في تلك الانتهاكات والجرائم الخطيرة المرتكبة في محافظة كابو ديل غادو، وتساءل عن إمكانية وجود علاقة بين ما يجري هناك وعملية تهريب الأعضاء البشرية، وتبييض الأموال، واستخراج الأحجار الكريمة. ووصف سيادته الأوضاع الراهنة في المنطقة بالصعبة للغاية معتبرا أن السكان المحليين هم بأمس الحاجة إلى الرجاء والسلام والمصالحة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس كان قد استقبل الخريف الماضي رئيس جمهورية موزمبيق السيد فيليب جاسينتو نيوزي. وللمناسبة نشرت دار الصحافة الفاتيكانية بيانًا جاء فيه أنه تمت الإشارة خلال المحادثات الودية إلى العلاقات الجيدة بين الكرسي الرسولي وموزمبيق والتقدير لإسهام الكنيسة الكاثوليكية في قطاعات المجتمع المتعددة، مع إشارة إلى الاتفاقية الثنائية التي تم التوقيع عليها عام 2011. وتم التطرق أيضًا خلال المحادثات إلى الوضع الاجتماعي - السياسي للبلاد إضافة إلى عملية المصالحة الوطنية الجارية، مع أمل التوصّل إلى سلام مستقر ودائم. وأضاف البيان أنه جرى تبادل للآراء حول مكافحة الفقر والفساد، وحول التعاون الاقتصادي لموزمبيق مع بلدان أخرى. يُذكر أيضا أن البابا فرنسيس سيقوم بزيارة رسولية إلى كل من موزمبيق ومدغشقر وموريشيوس وذلك من الرابع وحتى العاشر من أيلول سبتمبر المقبل، ذلك تلبية لدعوة من رؤساء هذه الدول والأساقفة. وسيزور الأب الأقدس مدينة مابوتو في موزمبيق، وأنتناناريفو في مدغشقر، وبورت لويس في موريشيوس.

24 يوليو 2019, 14:24