غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني مع قداسة البابا فرنسيس 19 حزيران يونيو 2015 غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني مع قداسة البابا فرنسيس 19 حزيران يونيو 2015 

رسالة القيامة لغبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني

القيامة باعتبارها هزيمة الموت وعودة الإنسان إلى حضن الآب، كان هذا محور رسالة القيامة لغبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والتي تحدث فيها عن القوة النابعة من نور القيامة، من إيماننا بالله واتكالنا عليه.

"لماذا تطلُبنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ؟" (لوقا 24، 5)، بهذا السؤال من إنجيل القديس لوقا عنون غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس رسالة عيد القيامة الخلاصية والتي نشر نصها الموقع الإلكتروني للبطريركية. أكد غبطته في البداية أن الموت في المسيحية ليس نهاية، مضيفا أن "الإيمان بالمسيح يسوع الذي هو "الطريق والحقّ والحياة" (يو 14: 6) يطرد فكر العدم والنهاية والزوال والموت من قلب الإنسان المؤمن ويملؤه رجاءً وسلامًا وفرحًا تامًّا". وتابع غبطته أن الرب يسوع بتجسده قد أغلق "هوّةً أوجدها تمرّد آدم وعدم طاعته، ليبدأ عهدًا جديدًا تتجدّد فيه علاقة الله بالإنسان، ويُخلق فيه الإنسانُ جديدًا، لأنّه "إنْ كانَ أحَدٌ في المَسيحِ فهو خَليقَةٌ جديدَةٌ: الأشياءُ العتيقَةُ قد مَضَتْ، هوذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا" (2 كور 5: 17)". وأضاف غبطة البطريرك: "بموته، أكمل الربّ يسوع الطاعة حتى الموت، موت الصليب (راجع فيليبي 2: 8) ليعيد آدم المتمرّد إلى حالته الأولى، كما يقول ملفان الكنيسة مار يعقوب السروجي (521+)". وبالقيامة تمت نهاية الموت و"عاد الإنسان إلى حضن الآب بالمصالحة الكاملة والمسالمة الأبديّة بين الخليقة وباريها".

تحدث غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بعد ذلك عن العالم الذي يحاول "بمغرياته ومتغيّراته، اجتذاب فكر الإنسان وإعماء ذهنه ليحيدَ عن الإيمان ويفقدَ الرجاء فيغرقَ في الحيرة والخوف واليأس وينسى أنّ له بالقيامة منزلةً كبيرةً لدى الله بل انتصارًا مجيدًا على إله هذا الدهر". وواصل غبطته أننا، نحن أبناء القيامة "نأبى الخضوع لليأس والخوف، لأنّنا نؤمن بأنّ ربّنا "ليس هو ههنا [في القبر] لكنَّهُ قامَ" (لو 24: 5)، ونعرف أين نجده. ملؤنا الإيمان بأنّه يضع فينا اليقين بدل الحيرة، والطمأنينة بدل الخوف، ويرفع رؤوسنا ووجوهنا كالبنين، ويدحرج من أمامنا كلّ حجرٍ تعيقنا من التقدّم نحوه والاتّحاد به. فوسط الحروب والمعاناة والألم، يشعّ نور القيامة العظيم، ماحيًا الحزن والهمّ ومُظهِرًا لنا دربًا نسلكه، ليس بهوانٍ وكسلٍ، ولكن بثباتٍ وعزمٍ وقوّة. وسط هجرةٍ أثقلت حملنا، نحمل من هذا المشرق نير المسيح الخفيف والقائم من الموت، وبشارة إنجيله حيثما نكون ولجميع مَنْ نلقى". ننظر إلى المستقبل، متّكلين على الله الذي قهر الموت وأعطانا الغلبة، مزيلاً منّا الخوف ومثبّتًا خطواتنا نحو العلا فنرتفعَ بالروح ونسمو حتّى نبلغَ فرحَ القيامة، ومطمئنًا إيّانا على مصير مطرانَي حلب المخطوفَين بولس يازجي ومار غريغوريوس يوحنا ابراهيم ومالئًا قلوبنا رجاءً بعودتهما، لكي نظلّ شاخصين إليه، هو الجالس بمجدٍ عن يمين أبيه، ومنه نستمدّ قوّتنا ورجاءنا. بذلك، نُظهر أنّنا نعلم علم اليقين أنّ مخلّصنا حيٌّ (را أي 19: 25) فلا نطلب "الحيّ بين الأموات" (را لو 24: 5)".

02 مايو 2019, 10:36