الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا 

كلمة الكاردينال باسيتي في اليوم الثاني للجمعية العامة لمجلس أساقفة إيطاليا

السينودسية كأسلوب عمل وعلاقات، والعمل الرعوي انطلاقا من التواضع والمجانية والفرح، هذا ما تحدث عنه رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي خلال تقديمه أعمال ثاني أيام الجمعية العامة للمجلس.

عقب افتتاح أعمال الجمعية العامة الـ 73 لمجلس أساقفة إيطاليا أمس الاثنين بكلمة قداسة البابا فرنسيس، وجه رئيس المجلس الكاردينال غوالتييرو باسيتي صباح اليوم كلمة لتقديم أعمال اليوم الثاني للجمعية العامة التي تستمر حتى 23 من أيار مايو الجاري. وتحدث في كلمته عن الأسلوب السينودسي لعمل المجلس والذي يجب أن يبرز في اللغة والتقدير المتبادل، المجانية والاهتمام بالعلاقات بين الأساقفة ومع شعب الله بدءً من الكهنة. ذكّر رئيس المجلس بعد ذلك بكلمة الأب الأقدس أمس موجها الشكر لقداسته، ثم توقف عند موضوع الجمعية العامة، "أساليب وأدوات من أجل حضور إرسالي جديد"، وأشار في هذا السياق إلى أهمية مشاركة 15 إرساليا في أعمال الجمعية وشكرهم على الشهادة للإنجيل التي هم تعبير عنها. وتابع الكاردينال باسيتي مؤكدا أن التطرق إلى موضوع الرسالة لا يعني تحديد سلسلة من النشاطات الجديدة التي يجب القيام بها، بل تبَني طريقة جديدة لكوننا كنيسة، طريقة تشمل حياة كل أسقف والعمل الرعوي بكامله. وتوقف في هذا السياق عند نظرة الرعاة التي تجعلنا ندرك التغيير الذي نعيشه، وذكّر بكلمات البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" حين تحدث عن أن الرعوية بالمعنى الإرسالي تتطلب التخلي عن المعيار الراعوي المريح القائل "هكذا عُمل على الدوام"، وذلك من أجل تحويل تقاليدنا إلى دفعة نحو المستقبل قادرة على تزويدنا بالقوة والشجاعة لمواصلة السيرة.

وفي حديثه عن التوجيهات الرعوية أشار الكاردينال باسيتي إلى الانطلاق من الإنجيل الذي يحدثنا عن تواضع مَن لا يبحث عن مجده الشخصي بل يصغي إلى الأشخاص ويفهم احتياجاتهم، الإنجيل الذي يحدثنا عن مجانبة مَن لا يضع الثقة في التركيبات والمنظمات والتخطيط المجرد بل يهتم بالحياة الملموسة للآخرين، الإنجيل الذي يحدثنا عن فرح مَن يبشر به. ودعا رئيس المجلس الأساقفة إلى العمل كي يتحلوا بهذه الصفات، التواضع والمجانية والفرح، وأن يجعلوها تصرفات دائمة.

توقف الكاردينال غوالتييري باسيتي بعد ذلك عند ثلاثة مواضيع مرتبطة بالواقع الحالي، فتحدث أولا عن الإصلاح الأخير للعمل الطوعي في إيطاليا معربا عن القلق أمام ما وصفه باستمرار أحكام مسبقة قديمة إزاء النشاط الاجتماعي الذي يقوم به العالم الكاثوليكي حسب ما ذكر، ما يقود إلى عدم توفر قوانين ملائمة للرد على احتياجات مئات الآلاف من الأشخاص الذين يكرسون أنفسهم للقريب والمعوزين. وشدد بالتالي على ضرورة دعم ما وصفه بعالم قِيم ومشاريع، مساعدات اجتماعية، خدمات اجتماعية وصحية، فسحات تربوية وتكوينية، عمل طوعي والتزام مدني. الموضوع الثاني هو أوضاع المناطق التي تعرضت لزلزال في وسط إيطاليا حيث أكد رئيس مجلس الأساقفة على ضرورة تنفيذ الوعود بإعادة البناء. أما الموضوع الثالث فهو مستقبل الاتحاد الأوروبي، وتحدث الكاردينال باسيتي في هذا السياق عما يمكن لإيطاليا أن تقدم في هذا المجال مشيرا إلى ما وصفها بفضائلنا كإيطاليين، وفي طليعتها الاستقبال وتقاليد تربوية هائلة وروح إنسانية لا شبيه لها، هذا إلى جانب الإرث التاريخي والثقافي والديني، لكنه حذر في المقابل من العيش في الذكريات ومجرد الحديث عن التقاليد أو الرموز الدينية، بل يجب منح حيوية جديدة لهذا الإرث.  

21 مايو 2019, 14:18